عربي21 تكشف ثروة المصري حسن راتب المتهم بـ"الآثار"

كشفت مصادر قضائية مصرية بارزة لـ"عربي21" عن التقدير الأولي لحجم الثروة والاستثمارات الخاصة برجل الأعمال الشهير حسن راتب، التي تم التحفظ عليها على خلفية تورطه في شبكة إجرامية كبرى للتنقيب والمتاجرة في الآثار، تضم بخلافه أيضا النائب البرلماني المصري السابق علاء حسانين و18 آخرين.

وبقرار من النائب العام المستشار حمادة الصاوي، والسلطات القضائية المختصة ممثلة في محكمة استئناف القاهرة، تم التحفظ على أموال حسن راتب.

وأوضحت المصادر أن هذه الثروة تقدر قيمتها بنحو 18 مليار جنيه مصري، على الأقل وفقا للتقديرات الأولية، والصادر بها قرار قضائي بالتحفظ عليها، سواء كانت في صورة أموال نقدية أو سائلة أو منقولة، أو سواء كانت أسهما أو سندات أو صكوكا أو خزائن أو ودائع مملوكة في البنوك، أو شركات أو عقارات أو منتجعات أو وحدات سكنية أو تجارية أو غيرها من الثروات المختلفة.

حيث تبين من الكشف الأولي في تحقيقات النيابة العامة، أن رجل الأعمال حسن راتب -74 سنة- إما مشارك أو صاحب في مجموعة من الاستثمارات والثروة المذكورة التي بدأ جنيها منذ أوائل ثمانينات القرن الماضي حتى الآن.

وقد تمثلت هذه الثروة في 7 شركات ومصانع كبرى، وهي "شركة (كنوز) لتخطيط وإنشاء وتطوير وإدارة المشروعات، وهي شركة كبرى بلغت استثماراتها أكثر من 2 مليار جنيه، وكذلك مجموعة شركات (سما) للمقاولات، وشركة (سما العريش)، والتي بلغت استثماراتها نحو 3 مليارات جنيه".

وأيضا "شركة أسمنت سيناء بوسط سيناء، التي تقدر استثماراته حاليا بنحو 3 مليارات جنيه، ومصنع (أكياس الكرافت) في سيناء، والتي تقدر استثماراته حاليا بنحو 120 مليون جنيه، والشركة المصرية للسياحة والمشروعات الترفيهية، والتي تقدر استثماراتها بنحو مليار جنيه، وشركة سيناء للتنمية العقارية والسياحية، والتي تقدر استثماراها أيضا بنحو مليار جنيه".

كما يمتلك "حسن راتب" أيضا 4 قرى ومنتجعات سياحية كبرى، أولها "المنتجع السياحي ROYAL Valley Golf Club المتخصص في رياضة الجولف، وهو مبنى على مساحة نحو 2.5 مليون متر، ويتخلله مساحات خضراء شاسعة وبحيرات صناعية وناد اجتماعي (club House) في وسط منطقة الملاعب ويوجد فيه العديد من الخدمات والمطاعم، والتي تقدر استثماراته حاليا بنحو مليار جنيه".

وثانيها "منتجع سما العريش، ومساحتها 400 ألف متر، وبها شاطئ خاص طوله 750 مترا وعرضه 125 مترا وبها فندق 200 غرفة و1500 وحدة متنوعة النماذج، وفروسية، وحدائق أطفال، وقاعة مؤتمرات، ومسجد، كما يحتوى المنتجع على 176 غرفة وجناحا فندقيا فاخرا، ومجموعة متنوعة من  الشاليهات والفيلات ذات الطابق الواحد أو الطابقين، والتي تقدر استثماراته حاليا بنحو مليار جنيه".

وثالثها ورابعها، هما "القرية الرائدة بمدينة الحسنة بسيناء، والقرية الرائدة بمدينة نخل بسيناء، والتي تقدر استثماراتهما بنحو مليار جنيه".

اقرأ أيضا: القبض على حسن راتب يثير مخاوف رجال الأعمال في مصر

ويقيم رجل الأعمال الملياردير حسن راتب في قصر رئيسي يمتلكه في منطقة "منيل شيحة" على النيل بمواجهة المحكمة الدستورية العليا، وهو مبني على أرض مساحتها 10 آلاف متر، ومساحة البناء للقصر ذاته 6 آلاف متر، وتقدر قيمه هذا القصر بمفرده بنحو 250 مليون جنيه.

كما يمتلك حسن راتب جامعة سيناء (العريش)، وجامعة سيناء (القنطرة)، وهي من كبرى الجامعات المصرية الخاصة التي تقدر قيمتها الاستثمارية المالية الحالية بنحو 3 مليارات جنيه بمفردها على أقل تقدير.

وكان "حسن راتب" يمتلك قناة المحور الفضائية، وباعها قبل أسابيع قليلة لشركة تابعة للمخابرات المصرية، ضمن سلسلة استحواذ هذه الشركة على الإعلام المصري الخاص في صفقة قدرت بعشرات الملايين.

بخلاف امتلاك راتب لسلسلة من المدارس الخاصة، والوحدات السكنية، والعقارات، والفلل، الأموال السائلة، في داخل مصر وخارجها، والتي تقدر قيمتها بنحو 2 مليار جنيه.

جدير بالذكر أن النائب العام المصري، المستشار حمادة الصاوي، أمر بحبس رجل الأعمال حسن راتب، والبرلماني علاء حسانين، و17 آخرين لمدة 15 يوما على ذمة التحقيقات التي تجريها النيابة العامة في قضية اتهامهم بتكون تشكيل إجرامي؛ لتنقيبهم عن الآثار والاتجار فيها، وتهريبها إلى خارج الدولة المصرية.

وكانت النيابة العامة قد تلقت تحريات إدارة مكافحة جرائم الأموال العامة، التي أسفرت عن اضطلاع تشكيل عصابي من 19 شخصا بالاتجار في قطع أثرية منهوبة، اختُلِسَت بعمليات تنقيب وحفر ممولة في مناطق متفرقة في كافة أنحاء مصر، وذلك لبيعها داخل البلاد وتهريبها للخارج للغرض ذاته، فباشرت النيابة العامة التحقيقات.

وأصدرت النيابة العامة إذنا بضبط المتهمين، فضُبِطَ المتهم "علاء حسانين" زعيم التشكيل العصابي ومتهم آخر بصحبته، وعُثِرَ بحوزته على عملات معدنية مشتبه في أثريتها، وعُثِرَ في السيارة التي يستقلها على تماثيل وأحجار وعملات وأشياء مشتبه في أثريتها.

وكذا استجوبت النيابة العامة 17 متهمًا ضُبِط بعضهم بأماكن الحفر والتنقيب وبحوزتهم مضبوطات مشتبه في أثريتها، وأدوات تستخدم في أعمال الحفر، وقد أسفرت مناقشة بعضهم في جهة الضبط عن الإرشاد عن كتيبات وأدوات استخدموها لممارسة أعمال الشعوذة والسحر تنقيبًا عن الآثار، وقد تحفظت النيابة العامة على أربعة مواقع للحفر والتنقيب، وانتقلت لمعاينتها، فتبينت ما فيها من أعمال حفر عميقة.

وقد أكدت اللجنة المشكلة من المجلس الأعلى للآثار خضوع تلك الأماكن لقانون حماية الآثار؛ لكونها من الأماكن الأثرية، وأن الحفر المجرى بها كان بقصد التنقيب عن الآثار، وأن القطع المضبوطة بحوزة المتهمين -وعددها 227- جميعها تنتمي للحضارات المصرية، وتعود لعصور مختلفة (ما قبل التاريخ والفرعوني واليوناني والروماني والإسلامي)، وتخضع لقانون حماية الآثار.

وأفاد أحد المتهمين استدلالًا عقب ضبطه بمشاركة رجل الأعمال "حسن راتب" في تمويل عمليات الحفر والتنقيب عن الآثار، وأكدت تحريات الشرطة ذلك، وصلته بزعيم التشكيل، فأصدرت النيابة العامة قرارًا بضبطه.