دخل الرئيس التونسي السابق الدكتور المنصف المرزوقي على خط الأزمة الصحية التي تشهدها تونس منذ عدة أسابيع بسبب ارتفاع حالات الإصابة والوفاة بسبب كورونا، وانتقد السياسة الصحية التي اتبعتها الحكومة التونسية في مواجهة كورونا، وحمل مسؤولية ذلك بالأساس إلى رئيسي الجمهورية والحكومة.
ووصف المرزوقي في تدوينة نشرها اليوم على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، إدارة الأزمة الصحية في تونس، بأنها "قمة اللاكفاءة واللاجدارة واللامسؤولية السياسية والأخلاقية والجزائية من قبل كل الطبقة السياسية، وأساسا من قبل رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة".
وأضاف: "المسؤول: كل من ضللوا الشعب وخدعوه ليختار من يعبدون له طريق الهاوية"، وفق تعبيره.
وعرفت تونس في الأيام الأخيرة ارتفاعا لافتا للانتباه في عدد الإصابات والفوفيات بسبب كورونا، مما دفع بعدد من الدول العربية والأجنبية إلى إرسال مساعدات عاجلة لتونس لتجاوز الأزمة.
وجاءت
تصريحات المرزوقي التي تهاجم رئيسي الجمهورية والحكومة وتحملهما مسؤولية تدهور الأوضاع الصحية في البلاد، بعد حالات التدافع غير المسبوقة التي شهدها عدد من مراكز التلقيح التي افتتحتها وزارة
الصحة في البلاد في أول أيام عيد الأضحى لتشجيع الناس للإقبال على التطعيم؛ باعتباره واحدة من الآليات الفاعلة في مواجهة تداعيات الوباء.
فقد أقال رئيس الحكومة التونسية هشام المشيشي، وزير الصحة فوزي مهدي، على خلفية دعوته المواطنين لتلقي لقاح فيروس "كورونا" في عيد الأضحى، ووصف هذه الدعوة بأنها قرار "إجرامي"، وكلف وزير الشؤون الاجتماعية محمد الطرابلسي، بمهامه بالإنابة.
وجاء قرار الإقالة بعد يوم واحد من دعوة الوزير المقال، خلال مؤتمر صحفي، الاثنين، إلى حملات مفتوحة للجميع للتلقيح بـ29 مركزا خلال أول يومين بعيد الأضحى (الثلاثاء والأربعاء)، وحسب مقاطع فيديو بثها نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، وقع ازدحام كبير وتدافع أمام هذه المراكز.
وحمّل رئيس الوزراء، المسؤولية في ما يحدث لعدم قبول الرئيس قيس سعيد التعديل الوزاري الذي اقترحه ولم تتم المصادقة عليه، منذ كانون الثاني (يناير) الماضي.
وقدم المشيشي اعتذاره "للتونسيين الذين قدموا اليوم لتلقي اللقاح، ولكنهم اصطدموا بسوء تنظيم كبير وصل لحد تهديد السلم الأهلي وتهديد صحة التونسيين"، وفق تعبيره.
ولم يتأخر رد الرئيس قيس سعيد الذي استقبل وزير الصحة المقال فوزي مهدي، يوما بعد إقالته، بقصر قرطاج، وعبّر عن استغرابه مما حصل يوم الثلاثاء في مراكز التلقيح ضد كورونا من تدافع، معتبرا ذلك "جريمة في حق التونسيين"، داعيا إلى التحقيق في المسألة وكشف الأطراف التي تقف خلف ذلك.
وحتى اليوم الجمعة، بلغ إجمالي الإصابات بفيروس كورونا في تونس 560 ألفا، منها 18 ألفا و52 وفاة، و459 ألف تعاف وفق وزارة الصّحة.