هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
دعا كاتب أمريكي الثلاثاء، رئيس الولايات المتحدة جو بايدن إلى بذل جهد أكبر لوقف الانقلاب بتونس، في أعقاب قرارات رئيس الجمهورية التونسية قيس سعيد، بتجميد اختصاصات البرلمان، وإعفاء رئيس الحكومة هشام المشيشي من مهامه، على أن يتولى هو بنفسه السلطة التنفيذية بمعاونة حكومة يعين رئيسها.
وأشار الكاتب جوش روجين في مقال نشرته صحيفة "نيويورك
تايمز" الأمريكية، وترجمته "عربي21"، إلى أن بايدن استضاف حينما كان
نائب الرئيس عام 2015، الرئيس التونسي الراحل الباجي قائد السبسي في منزله بواشنطن،
وشدد على الأهمية التي توليها الولايات المتحدة لضمان نجاح الديمقراطية في تونس.
وتابع روجين: "الآن يختبر الرئيس التونسي الحالي
التزام بايدن بهذا الوعد"، مشددا على أنه حتى الآن تشير الدلائل إلى أن البيت
الأبيض قلق من التورط بعمق في الأزمة الديمقراطية المتصاعدة في تونس.
تجنب الانحياز
وأوضح أنه رغم الأحداث المتسارعة بتونس، وأبرزها تجميد
عمل البرلمان لمدة 30 يوما، إلا أن البيت الأبيض أصدر بيانا صاغه بعناية، لتجنب الانحياز
إلى أي طرف، معتقدا أن المسؤولين الأمريكيين يديرون الأمور بأمان، وينتظرون ليروا كيف
ستسير الأمور قبل الإدلاء بأي تصريحات قوية.
وذكر الكاتب الأمريكي أنه ربما يكون انتزاع سعيد للسلطة
"مجرد البداية"، مبينا أن المشرعين والخبراء الأمريكيين، يؤكدون أن رفض إدارة
بايدن الوقوف أمام تحركات الرئيس التونسي "الاستبدادية" بشكل واضح، سيشجعه
على المزيد، وسيقوض القوى داخل البلاد التي تدافع عن الفصل الدستوري للسلطات، الذي
منح تونس تجربة ديمقراطية استمرت 10 سنوات.
اقرأ أيضا: الغارديان: خطوات سعّيد حوّلت دفء تونس إلى شتاء قارص
ولفت روجين إلى أن مصادر أمريكية عدة أخبرته أن إدارة
البيت الأبيض تنتظر الوضع "شديد التقلب"، وتأمل في العمل مع سعيد بدلا من
تنفيره، مضيفا أن "فريق بايدن يبدو أنه ملتزم بقواعد إدارة باراك أوباما، التي
فضلت إيصال رسائل منفردة قاسية؛ لأنها اعتقدت أن التهديدات العلنية تأتي بنتائج عكسية".
واستدرك بقوله: "لكن ذلك لم ينجح في مصر عام
2013، عندما قام عبد الفتاح السيسي بانقلاب عسكري، وتجنبت الولايات المتحدة القيام
بأي عمل إلا بعد فوات الأوان"، مؤكدا أن "النبأ السار الآن هو أن الوقت لم
يفت في تونس، ولا يزال هناك متسع من الوقت للولايات المتحدة والحكومات الغربية الأخرى،
لإقناع سعيد بأن المضي قدما في انتزاع السلطة الاستبدادية لن يكون جيدا بالنسبة له".
دور خليجي
وتابع: "إذا رفضت الولايات المتحدة القيادة في هذه
القضية، فمن المرجح أن تملأ دول الخليج التي تدعم الانقلاب، هذا الفراغ، بما في ذلك
مصر والسعودية والإمارات"، منوها إلى أن هذه الحكومة وبالتعاون مع روسيا كانت
تمول هجوم اللواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر على طرابلس.
وأكد الكاتب الأمريكي أن هذه الأنظمة تخشى من الديمقراطية
السليمة والفعالة في العالم العربي، مشددا على أن انهيار الديمقراطية التونسية، سيوفر
الحجة للقوى الاستبدادية بالمنطقة، ويثبت لها أن الديمقراطية نظام حكم فاشل.
وأردف قائلا: "رفض اتخاذ إجراء في تونس، سيؤدي إلى
عواقب وخيمة لن تزعزع تونس فحسب، بل قد تؤدي أيضا إلى مزيد من زعزعة الاستقرار في شمال
أفريقيا"، موضحا أن "بايدن يعتبر الصراع بين الديمقراطية والاستبداد أهم
معركة في العصر الحديث، لكن إدارته تبدو إما غير راغبة أو غير قادرة على فعل الكثير".
ومساء الأحد، أعلن قيس سعيد، عقب اجتماع طارئ مع قيادات
عسكرية وأمنية، تجميد اختصاصات البرلمان، وإعفاء رئيس الحكومة هشام المشيشي من مهامه،
على أن يتولى هو بنفسه السلطة التنفيذية بمعاونة حكومة يعين رئيسها، وتلاه الاثنين
إعفاء جديد لوزيري الدفاع والعدل.
وحتى ظهر الاثنين، عارضت أغلب الكتل البرلمانية في تونس
هذه القرارات؛ إذ عدتها حركة "النهضة" (53 نائبا من أصل 217) "انقلابا"،
واعتبرتها كتلة قلب تونس (29 نائبا) "خرقا جسيما للدستور"، ورفضت كتلة التيار
الديمقراطي (22 نائبا) ما ترتب عليها، ووصفتها كتلة ائتلاف الكرامة (18 مقعدا)، بـ"الباطلة"، فيما أيدتها حركة الشعب (15 نائبا).