صحافة دولية

التفاصيل الكاملة لـ"محاضرة" قيس سعيد بصحفيي NYT

1627739933
1627739933

كشفت المراسلة الصحفية لجريدة "نيويورك تايمز" الأمريكية تفاصيل لقائها مع الرئيس التونسي قيس سعيد في قصره، يوم الجمعة الماضية.

 

ووصفت عبر تقرير مطول اطلعت عليه "عربي21"، كيف تم استدعاؤها مع اثنين من الصحفيين الأجانب وهم يظنون أنه سيُتاح لهم إجراء مقابلة مع الرئيس التونسي، وطرح الأسئلة عليه، فإذا به يُفاجئهم بإلقاء محاضرة على مسامعهم، دون السماح لهم بطرح أي أسئلة.

ونشرت صحيفة "نيويورك تايمز" تفاصيل الـ"محاضرة" التي ألقاها سعيد على مراسلتها في القاهرة فيفيان يي وصحفيين في قصر قرطاج وترجمتها "عربي21" بالكامل.

وقالت الصحفية فيفيان يي؛ إن سعيد قال: "هل تعتقدين أنني في سن الـ 67 عاما سأبدا مسيرة ديكتاتور؟"، في إشارة لما قاله تشارلز ديغول.

وقالت؛ إن الرجل الذي حذر نقاده أنه سيصبح الديكتاتور المقبل حدق بي قائلا: "أهلا في تونس حيث تتم حماية حرية التعبير، وبدون تدخل في الحريات الشخصية على الإطلاق" و"كنا في لقاء رسمي في غرفة بالقصر الرئاسي في تونس وسط يوم الجمعة، وكل الشمعدانات البلورية والكراسي ذات الحواف المذهبة.

وتم استدعائي لمقابلة الرئيس، الذي قام قبل خمسة أيام بعزل رئيس الوزراء وتعليق البرلمان والسيطرة على البلد، الذي حدثت فيه ثورة قبل 10 أعوام ضد الديكتاتورية، وهي ما أصبحت تعرف بالربيع العربي".

وقالت يي؛ إن سعيد الذي قال: "لا خوف من حق الناس في الاحتجاج"، لكنه مع ذلك منع التجمعات العامة وأغلقت قوات الأمن مقر قناة الجزيرة الإخبارية. وفي الشوارع "وجدت شهية قليلة للاحتجاج، ولا يوجد هناك حس حول مصير الديمقراطية التونسية، ووجدت أن غيابها مثل الطرف الوهمي".

وقالت؛ إن الحياة استمرت بهدوء: "المتسوقون في الشوارع، المستجمون الذين يتصببون عرقا تحت الشمس على الشاطئ. فقط سائقو التكسيات ضبطوا موجات الإذاعات على الأخبار. ولكن معظم الناس راضون عما حدث، وينتظرون ماذا سيحدث من الرجل الذي يعتقدون أنه يستطيع حل مشاكلهم".


وأضافت يي: "وعليك أن تتساءل إن كانت الديمقراطية التي يراها الغرب، هي ما كان يأمل بحدوثها الكثير من التونسيين في المقام الأول، أو اعتقاد أنهم يستطيعون العيش بكرامة وحياة أفضل وحرية أوسع. وكان من المفترض أن تكون تونس هي آخر أمل للربيع العربي. وحقيقة نجاة الديمقراطية فيها رغم سقوطها في المناطق الأخرى بسبب الحروب الأهلية والثورات المضادة، أعطت أملا للناس في المنطقة والغرب أيضا".

وقالت؛ إن "عقدا من البطالة العنيدة والفقر المتزايد والفساد المستشري والانسداد السياسي والوباء الآن، أدى لتراجع إيمان الناس بالحكومة. وفي الشهر الماضي خرج الناس إلى الشوارع وطالبوا بالتغيير مما أعطى سعيد فجوة لكي يسيطر على السلطة".

وقالت يي: "قضيت أياما في العاصمة التونسية، ووصلت إلي مكالمة للذهاب مع اثنين من نيويورك تايمز ومقابلة الرئيس. وفكرت أنها فرصة للمقابلة، ولكن تبين أنني دعيت إلى محاضرة".

فالرئيس هو أستاذ قانون سابق، و"صوته كان مدويا، وكان إلقاؤه واضحا لدرجة أنني تخيلته في قاعة محاضراته القديمة. ودوت عربيته الفصحى على البلاط المرمري، وكأن البناية صممت وفقا لمواصفاته الصوتية".

وأضافت: "وفي نقطة ما، التقط حزمة من الأوراق الموضوعة على طاولة صغيرة من الرخام والذهب قريبة منه، وكانت صفحات مطبوعة من الدستور الأمريكي، حيث تضاءلت قيمتها لكونها مربوطة بعضها مع بعض بمشبك ورقي".

وأشارت إلى أنه قام بتظليل أجزاء منها باللون الأصفر وقرأها بالفرنسية: "نحن شعب الولايات المتحدة، ومن أجل أن نشكل الاتحاد التام…"، فقد درس الوثيقة ودرسها لمدة ثلاثة عقود كما قال. وهو يحترمها، وهو "دستور عظيم"، كما قال.

وقالت الصحيفة: "وكما اضطر الرئيس أبراهام لينكولن لاتخاذ قرارات صعبة، فيجب عليه القيام بالأمر نفسه. وعندما حاول واحد من زملاء يي ترجمة ما يقوله الرئيس، طلب منه التوقف، وتم تصوير كل شيء من فريق القصر أو الحكومة. واعتقدنا أن الفيلم سيتم وضعه على صفحة الرئيس في فيسبوك، ولهذا كان من المهم أن نلتزم نحن الجمهور بالصمت".

وقال سعيد: "هذه ليست مقابلة، عندما بدأنا نطرح الأسئلة، مع أنه وعد بترتيب لقاء آخر". وتقول يي إنها ركبت في أول طائرة متوفرة من القاهرة التي تعمل فيها إلى تونس، وبعد القرارات التي اتخذها الرئيس ليلة الأحد و"توقعت أن تهبط الطائرة وسط احتجاجات جماهيرية واسعة".

وتابعت: "لكن كان من الصعب ترتيب التظاهرات؛ فقد أغلق الجنود البرلمان، ومنع مرسوم رئاسي التجمع لأكثر من ثلاثة أشخاص، وهناك قلة كانت ميالة للتظاهر. وكل تونسي كان راضيا إن لم يكن منتشيا بما فعل سعيد؛ كدليل على سأم الناس".

وقالت يي: "سألني شاب تونسي: ماذا فعلت الديمقراطية لنا؟". وكان صندوق الاقتراع هو الذي جلب في الأصل سعيد إلى السلطة عام 2019، وبدا وكأنه الشعبوي غير المحتمل، وبخاصة بين الشباب الذين دعموا حملته على صفحات الفيسبوك. ولقب بـ روبوكوب" لطريقة حديثه المصطنعة بالعربية، وعادة حول الموضوعات الدستورية.

وفاز بأغلبية ساحقة. وبعد أسبوع من تحركات سعيد، حاولنا تحليلها وإن كانت تنذر بخير لتونس.

وقالت الصحفية: "في يوم الجمعة، اعتقل ناقد للرئيس وعضو في البرلمان. وبعد ذلك صدر مرسوم رئاسي طارئ عن إمكانية تمديد تعطيل البرلمان لأكثر من شهر. وكان في حوار مع اتحادات الشغل وغيرهم من اللاعبين السياسيين.

 

وفي يوم الأربعاء، "أصبحت أنا وزميلين لي جزءا من القصة عندما اعتقلتنا الشرطة ونحن نقوم بعملنا في تونس، واعتقلونا في مركز شرطة محلي، وقاموا بفحص جوزاتنا وحققوا مع زميلي، وبعد ساعتين أفرجوا عنه بتحذير وهو التوقف عن العمل الصحفي في الحي. ولم يكن معنا تصاريح رسمية نظرا لعدم وجود مكتب رئيس الوزراء لإصدارها. ولكن الصحفيين المحليين صدموا من تجربتنا".


وقالت يي؛ إن الصحفيين في كل المنطقة يتعرضون للرقابة ويمنعون من ممارسة العمل الصحفي وعرضة للاعتقال، و"لكن ليس في تونس كما قال هؤلاء الصحفيون، فمن المفترض أنها مختلفة".

ولفتت الصحيفة إلى أنه رغم طلب يي والفريق العامل معها، مقابلة سعيد، بداية الأسبوع، إلا أن أخبار التحقيق والاعتقال التي انتشرت على تويتر، وبقية منصات التواصل الاجتماعي كانت وراء دعوة القصر لهم في يوم الجمعة.

وبعد الاتصال بها، قالت يي: "هل نستطيع أن نكون في القصر في غضون ساعة وبلباس مناسب؟". وتابعت: و"لهذا وجدنا أنفسنا في غرفة انتطار مزخرفة ظهيرة يوم الجمعة، وتم إرشادنا أين نقف وأين نجلس في حضرة الرئيس".

وقالت: "قبل أن أدخل، أمسكت برئيس البرتوكول وهو ينظر إلى حذائي. وأرسل لإحضار حذاء كعب عال كبير وواسع كي ألبسه، وعندما جلسنا وضعت رجلا فوق رجل على الكرسي المموه بالذهب بدلا من الجلوس كما طلب مني".

وأشارت إلى أن رئيس البرتوكول لوح لي من خلف الرئيس؛ لا تضعي رجلا على رجل. ولم يكن سعيد مهتما بدراما الرجلين وقال؛ إن المصاعب التي واجهنا نحن الصحفيون لم تكن مقصودة، وحصلت لأن "البعض كان يريد أن يظهر الرئيس في صورة سيئة". وكان حريصا على القول بأن تحركاته التي قام بها يوم الأحد هي دستورية.

ولفتت يي إلى أنه قال؛ "إن المادة 80 تمنحه سلطات واسعة حال تعرض الدولة للخطر المحتوم". لكن نقاده وخبراء الدستور والمعارضين السياسيين تساءلوا إن كان سعيد قد تجاوز تفسير المادة، وبدون محكمة دستورية كان يجب إنشاؤها للفصل في النزاعات الدستورية.
وقال سعيد الذي عين نفسه نائبا عاما؛ إنه "سيحترم العملية القضائية، ولكنه حذر أنه لن يسمح لأحد بنهب الشعب التونسي، وأنه يريد جلب المسؤولين الفاسدين للمحاكمة".

وقالت يي؛ إنه أشار تلميحا لمشاكل الولايات المتحدة. وقال: "ربما شاهدتم من واشنطن كيف سال الدم" في إشارة مبطنة للهجوم على الكونغرس في 6 كانون الثاني/يناير. وأضاف: "اللصوص في البرلمان التونسي تلاعبوا بالمؤسسات والحقوق التونسية".

ولفتت يي إلى أن مقابلة سعيد في القصر، ظهرت على صفحة الرئيس في فيسبوك، دون ذكر حادثة الاعتقال أو المقابلة، أو محاولة طرح الأسئلة، وقالت؛ إن زميلا لها ترجم بعض التعليقات عبر صفحة الرئيس وكلها مؤيدة، وعلق أحدهم: "علمهم ماذا تعني الحرية".

التعليقات (2)
ابوعمر
الإثنين، 02-08-2021 07:36 ص
وتبقى عقلية البهائم الصكاكة سارية المفعول في عقول مايسمى الحكام الأعراب....السحلية المقرفة تتصرف مع الثلاثي الاعلامي الامريكي كأنهم طلبة في المدرج يستمعون لمحاضرة الأستاذ....قرف مابعده قرف..... أجزم أن السحلية وقعت في حرج لايوصف..حرج أقرب الى من فقدت عذريتها وهي في بيت زوجها....حرج شديد...
محمد
الإثنين، 02-08-2021 06:08 ص
يعني بالعربي كل من يعادي الصهيونية فهو دكتاتوري ..هي مسألة صراع الولاء والبراء للصهيونية اليوم وليسى غدا اذا اعترف الرئيس التونسي بالكيان الصهيوني مباشرة يصبح ديمقرطي وتختفي المعارضات وتغدق الاموال واذا تمسك بالثوابت العربية وحق الشعب الفلسطيني .. سيتم تقليب وتحريك الشعب والعالم عليه من خلال العقوبات والحصار وخاصة التيارات التي تدعي انها اسلامية الموالية للغرب تحت قاعدة الغاية تبرر الوسيلة .. الله يحمي تونس حكومة وشعبا