هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قال ضابط إسرائيلي في جهاز الاستخبارات العسكرية، إن إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، قلقة من قيام السلطة الفلسطينية بتقييد الحريات، على خلفية مقتل الناشط السياسي نزار بنات.
وأضاف يوني بن مناحيم في
مقال نشره موقع "زمن إسرائيل"، وترجمته "عربي21"، أن
"إدارة بايدن استيقظت أخيرا للرد على مقتل بنات على يد مسؤولي الأمن بالسلطة
الفلسطينية، وذلك بعد شهر ونصف من الحادث"، لافتا إلى أن المندوبة الأمريكية في
الأمم المتحدة، ليندا توماس، خلال اجتماع مجلس الأمن، أعربت عن قلقها إزاء مقتل
بنات، مطالبة بتشكيل لجنة تحقيق؛ للتعرف على ملابسات قتله.
وأوضح بن مناحيم، المستشرق والباحث
بمركز القدس للشؤون العامة والدولة، والمدير السابق للإذاعة الإسرائيلية، ومحاضر في
الشرق الأوسط، أنه "بينما يقاطع بايدن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان
لأنه يعتبره مسؤولا عن مقتل الصحفي جمال خاشقجي، لكنه يتحدث ويغازل رئيس السلطة الفلسطينية
محمود عباس؛ بسبب المصالح الأمريكية في الشرق الأوسط".
وأشار إلى أن "هذا السلوك
الأمريكي بين الحالتين؛ السعودية والفلسطينية، يثبت أن إدارة بايدن تكيل بمكيالين، ولهذا
السبب تتجاهل السلطة الفلسطينية الانتقادات الدولية القاسية لاغتيال بنات، وتواصل سياسة
"تكميم الأفواه".
اقرأ أيضا: مظاهرة برام الله للمطالبة برحيل عباس (شاهد)
وأكد أن "الأمر وصل بالسلطة
الفلسطينية لإقالة وزير الثقافة السابق، إيهاب بسيسو، من ترؤس هيئة المكتبة الوطنية
الفلسطينية، بعد انتقاده على وسائل التواصل الاجتماعي قمع التظاهرات ضد اغتيال بنات،
ثم أصدرت قرارا بحظر حرية التعبير على وسائل التواصل الاجتماعي على موظفيها الحكوميين،
ما أثار غضبا كبيرا بين عشرات الآلاف من موظفي السلطة الفلسطينية، وفي الشارع الفلسطيني".
وأكد أن "كبار مسؤولي فتح
يعارضون القرار أيضا، لأنه يضر بالسلطة الفلسطينية، ويظهرها تواصل العمل كسلطة دكتاتورية،
وهكذا حول محمود عباس موظفي السلطة الفلسطينية إلى عبيد لديه، من الصم والبكم، وباتوا
بمثابة "ختم مطاطي" لجميع قراراته بدلاً من كونهم شركاء مخلصين في مجتمع
حر وديمقراطي، وأصبح يدير السلطة الفلسطينية كما لو كانت ملكيته الخاصة".
وشدد على أن "إسرائيل أيضا
تلتزم الصمت في قضية بنات، بزعم أنها لا تتدخل في الشؤون الداخلية للسلطة الفلسطينية،
لكن الحقيقة أن إسرائيل وإدارة بايدن تخافان من انهيار السلطة الفلسطينية، وصعود حماس
في الأراضي الفلسطينية، وهكذا تسمح إسرائيل والولايات المتحدة لرئيس السلطة عباس بفعل
ما يشاء مع خصومه السياسيين، وهو يشعر بالتجاهل الأمريكي الإسرائيلي إزاء ممارساته،
ويسعى للاستفادة الكاملة منها".
وختم بالقول إن "الشارع
الفلسطيني يدرك مرامي السلوك السياسي للسلطة الفلسطينية، لكنه يعد بالانتقام، بانتظار
ضعف صحة عباس بسبب تقدمه في السن، وعندما يحدث هذا، سيكون الأمر بالغ الصعوبة لإسرائيل
والولايات المتحدة للتدخل في معركة الخلافة في الضفة الغربية المفترض أن تكون دامية"،
وفق تقديره.