هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
يبدو أن النظام السوري يعتزم الانقلاب على كل التفاهمات السابقة التي أجراها مع المناطق التي كانت خارجة عن سيطرته (المصالحات).
وبحسب مصادر "عربي21"، فقد هدد النظام بشن عملية واسعة في ريف حمص الشمالي، وذلك في تكرار للأحداث التي شهدتها درعا، على امتداد الفترة الأخيرة.
وفي التفاصيل، أكد الناشط الإعلامي أحمد عبد الرحمن، قيام قوات النظام بتعزيز مواقعها في محيط مدينة تلبيسة شمالي حمص، وسط تهديدات ببدء حملة عسكرية على المدينة في حال عدم تجاوب الأهالي مع مطالب النظام بتسليم المشبوهين بتنفيذ عمليات اغتيال ضد قوات النظام.
وقال عبد الرحمن لـ"عربي21" إن حادثة اغتيال عنصر من "الأمن السياسي" التابع للنظام من مجهولين، الحادثة التي جرت الأربعاء الماضي، فجرت الموقف، وجرى على إثرها اجتماع بين لجنة أمنية من النظام ووجهاء من تلبيسة، حيث طالبت اللجنة بالتعاون للكشف عن المتهمين بتنفيذ الاغتيالات من جيل لآخر، مشيراً إلى أن حادثة استهداف عنصر النظام تأتي ردا على عدم إطلاق النظام سراح المعتقلين من تلبيسة.
ووفق الناشط، فإن قوات النظام لا تسجل تواجداً مباشراً داخل تلبيسة وغيرها من المناطق التي شملتها التسوية في صيف العام 2018، مشيراً إلى انتشار فصيل "جيش التوحيد" سابقا، في المدينة بعد إلحاقه بـ"الفرقة 25" (قوات النمر سابقا).
اقرأ أيضا: بذكرى مجزرة تدمر.. فظائع سجون الأسد مستمرة وضحايا بالآلاف
وبحسب عبد الرحمن، فإن التوتر بدأ يخيم على المنطقة، منذ استهداف خيمة انتخابية للنظام، أقامها الأخير عند إجراء "مسرحية الانتخابات" في أيار/ مايو الماضي، وقال: "منذ ذلك الوقت والأحداث تتسارع، ويبدو أن النظام قرر التصعيد في ريف حمص الشمالي، بعد التصعيد في درعا".
من جانبه، اتهم عضو "هيئة القانونيين السوريين" المحامي عبد الناصر حوشان، إيران بالوقوف خلف التصعيد في درعا وريف حمص الشمالي، وقال إن "الذي يجري في الجنوب وحمص هو بتخطيط إيراني وبتنفيذ أذرعها من "الفرقة الرابعة" و"الأمن العسكري"، والهدف منه استباق أي تحرك دولي باتجاه اتخاذ قرار يلزمها بالخروج من سوريا".
وفي حديثه لـ"عربي21" قال حوشان، إن حالة الهدن والتسويات تحد من قدرة إيران على التحرك في سوريا، وبالتالي فإن استهداف عناصر التسويات أو الانقلاب على التسويات، يفتح لها الباب لفرض نفسها من جديد كطرف قوي منافس للروس والأتراك، في الأرض السورية.
وقال حوشان، إن اندلاع شرارة أي مواجهة عسكرية في أي مكان من سوريا اليوم، يساعد إيران على نسف كل التفاهمات الدولية وإعادة الأمور إلى الحل العسكري، مختتما بقوله: "تحاول إيران استدراج الفصائل والثوار إلى معركة تحدد طهران توقيتها ومكانها".
وفي السياق ذاته، قال الكاتب والمحلل السياسي عمار جلو لـ"عربي21"، إن التسويات التي رعتها روسيا في درعا وريف حمص الشمالي أدت إلى هدوء المعارك، لكن مؤخراً يبدو أن النظام يخطط لنسف كل تلك التفاهمات، وخصوصا التي رعتها روسيا.
والواضح لجلو أن النظام بدفع إيراني يحاول الانقلاب على السياسة الروسية بشكل كامل، مشيرا في هذا السياق إلى الأنباء التي تتحدث عن إرسال رئيس النظام السوري مبعوثاً لواشنطن.
اقرأ أيضا: جدل في الأوساط السورية المعارضة بسبب وثائق "فيكتوري"
وكان المحلل السياسي المقرب من موسكو رامي الشاعر، قد أكد في تصريحات لـ"تلفزيون سوريا" المعارض، أن رئيس النظام السوري بشار الأسد أرسل مبعوثاً إلى واشنطن، وأبلغ الإدارة الأمريكية باستعداده للعمل والتنسيق الكامل مع الولايات المتحدة بشأن جميع القضايا التي تخصها في الشرق الأوسط، مقابل دعم بقاء النظام السوري على ما هو عليه.
وبحسب الشاعر، فإن الخطوة ستعطي لواشنطن القدرة على التحكم بالملف السوري بعيداً عن أي دور لروسيا أو لمجموعة دول مسار أستانا أو لأي من الجهود التي بذلت وما زالت تبذل لحل الأزمة السورية.
وقبل أيام، أكدت نتائج استطلاع أجرته "الرابطة السورية لكرامة المواطنين"، أن 94 في المئة من السوريين الذين يقيمون في مناطق التسوية يرجعون ذلك إلى غياب الأمان بسبب انتشار الجريمة، وبطش سلطات النظام بهم، والأوضاع الأمنية والمعيشية.