حذرت فصائل فلسطينية من تواصل سياسة تشديد
الحصار على قطاع
غزة، لأن الانفجار قادم في وجه
الاحتلال الإسرائيلي الذي دحر عن غزة، مطالبة الوسطاء
والمجتمع الدولي بلجم إجراءات الحكومة الإسرائيلية.
وفي مثل هذا اليوم قبل 16 عاما، بتاريخ 15 آب/ أغسطس
2005، بدأ جيش الاحتلال الإسرائيلي بالانسحاب من قطاع غزة الذي احتله عام 1967، وترك
نحو 21 مستوطنة كانت جاثمة على 35 في المئة تقريبا من مساحة القطاع البالغة 360 كيلومترا
مربعا.
ويعاني قطاع غزة الذي يعيش فيه أكثر من مليوني فلسطيني،
من تردي الأوضاع الإنسانية والاقتصادية والمعيشية جراء حصار الاحتلال المتواصل والمشدد..
ومما ساهم في زيادة معاناة أهالي القطاع العدوان الإسرائيلي الأخير الذي استمر 11
يوما.
حركة حماس
وحول رؤية وموقف حركة حماس من اشتداد الحصار الإسرائيلي على
القطاع في ذكرى انسحاب جيش الاحتلال من غزة، قال عضو المكتب السيسي للحركة سهيل الهندي:
"هذه ذكرى عزة وكرامة لشعبنا ومقاومتنا ولأولئك الذي قضوا نحبهم لتبقى فلسطين
شامخة"، منوها إلى أن "رفع علم فلسطين على هذه الأرض المحررة، هو رسالة لكل
فلسطيني، أننا على موعد قريب مع النصر والتمكين".
وأضاف في تصريح لـ"عربي21": "غزة أصحبت اليوم
واحة للمقاومة، وهي المنطلق نحو النصر"، موجها التحية لكل من شارك في دحر الاحتلال
عن القطاع قبل 16 عاما.
ولفت الهندي، إلى أن هذه الذكرى "تحمل رسالة للسلطة
الفلسطينية، أن فلسطين لن تحرر إلا من خلال مقاومة هذا الاحتلال ومراكمة القوة، لإرسال
رسالة نارية لهذا العدو، عليك الرحيل"، مطالبا السلطة بأن "تتعلم الدرس من
رجال غزة وذكرى تحرير القطاع".
وقال: "هذه الذكرى، هي رسالة لهذا العالم الظالم الذي
يشاهد هذا الواقع الظالم الذي يعيشه شعبنا في كافة أماكن تواجده، والذي سيؤدي يقينا
إلى ثورة على هذا الظلم والغطرسة لهذا العالم الظالم، وهو ما يتطلب إعادة النظر".
ونبه عضو المكتب السياسي لحماس، أن "على العدو الصهيوني
أن يدرك أنه كما تحررت غزة، فإننا على استعداد أن نبذل الغالي والنفيس ولدينا الكثير
من أجل هذا الوطن، وعليه أن يرفع الحصار وهذه القبضة الحديدية عن شعبنا في غزة، ولن
نسمح للعدو باستمرار هذا الوضع الصعب وهذه الآلام، ونحن لن نسمح باستمرار هذا الواقع".
وشدد على أن "المقاومة لن تصبر طويلا على استمرار هذا الحصار
وخنق شعبنا، وهناك إشارات كبيرة جدا للعدو، أن ارفع عنا هذا الظلم وهذا الحصار، وإلا
سيرى في المواجهة القادمة رجالا أشداء يواجهون العدو، فنحن أيدينا على الزناد، وفي حال
استمر العدو في النيل من صمودنا، فإن المقاومة لن تقف مكتوفة الأيدي".
حركة الجهاد
بدورها، أكدت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، على لسان القيادي
داود شهاب، أنها "تدرك سياسات الاحتلال العدوانية المتمثلة في إعاقة عملية إعادة
الإعمار في قطاع غزة، وهي سياسة تهدف حكومة العدو من خلالها إلى الضغط على المقاومة وحاضنتها
الشعبية في محاولة لإشغال غزة بأزمات الإعمار والمعيشة وعزلها عمّا يجري من عدوان واسع
في القدس والضفة الغربية المحتلة".
وشدد في تصريح لـ"عربي21"، على أن "هذه السياسة
لن تفلح أبدا، وقد سبق أن استخدمها العدو وأثبتت كل التجارب أنها لن تفلح، وعندما تقرر
المقاومة التصدي لأي عدوان فهي لن تتوانى عن ذلك أبدا".
ونبه شهاب إلى أن "إرهاب الحصار ليس قدرا على شعبنا،
ولن نسمح للاحتلال بأن يعاقب الحاضنة الشعبية مرتين؛ مرة بقصف بيوتهم وقد ردت المقاومة
على ذلك خلال معركة "سيف القدس" بقصف تل أبيب وما بعدها، والآن يريد العدو
معاقبة الحاضنة الشعبية بمنع إعمار البيوت والأبراج التي دمرتها طائراته خلال الحرب،
نحن لن نسمح بذلك، ومن حق الشعب الفلسطيني أن يفعل أي شيء من أجل كسر هذا الحصار".
الجبهة الشعبية
الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، أوضحت على لسان القيادي هاني
الثوابتة أن "ما يجري من حصار وتشديد هذا الحصار، يأتي في إطار العدوان الإسرائيلي
المتواصل على شعبنا، بهدف خنق القطاع"، مؤكدا أن "حجم المعاناة يتعاظم، والظروف
المعيشية والاقتصادية وصلت حد المأساوية، وهذا ينذر بالانفجار".
وأضاف في تصريح لـ"عربي21": "الاحتلال يتحمل
المسؤولية الكاملة، وعليه أن يرفع الحصار بشكل عاجل، وعلى المجتمع الدولي أن يلجم إجراءات
الاحتلال بحق القطاع، فمن حق شعبنا أن يعيش بحرية وكرمة، وأن تتيسر له سبل العيش الكريم".
وأكد الثوابتة أن "العيش بكرامة، هو حق طبيعي لشعبنا،
وما دون ذلك لن يلقى الاحتلال إلا المواجهة بكل تأكيد، وشعبنا لن يبقى صامتا على تجويعه
وحصاره وخنقه، وعلى كل هذه الإجراءات التي تمارسها حكومة الاحتلال بحقه".
وأوضح أن "انسحاب الاحتلال من غزة، هو انتصار للمقاومة،
التي تمكنت من فرض قواعد اشتباك جديدة ما بعد هذا الانسحاب"، منوها إلى أن "الاحتلال
يسعى دائما لتفريغ هذه الإنجازات من مضمونها عبر الحصار وخنق الناس، وهذا يؤكد لنا
جميعا، أن الاحتلال لا يرحل إلا بالمواجهة والمقاومة والتصدي لإجراءاته وعدوانه على
شعبنا".
حركة الأحرار
القيادي في حركة الأحرار ياسر خلف أوضح أن "الاحتلال
يصر على سياساته العدوانية في استمرار المماطلة والتسويف في تنفيذ إجراءات كسر الحصار
والإعمار، ضاربا بعرض الحائط كل الجهود التي تبذل من قبل الوسطاء في ظل تصاعد وتفاقم
الوضع المعيشي الصعب في غزة جراء الحصار والعدوان".
وأضاف في تصريح لـ"عربي21": "لن نقبل باستمرار
هذه السياسة والتسويف والاحتلال وحده يتحمل التداعيات والنتائج المترتبة على ذلك، كما
أن المقاومة تؤكد دوما أنها لن تقبل بهذه السياسة، وأن يتلاعب الاحتلال بحياة أبناء
شعبنا، كما أنها لن تقبل أن يموت شعبنا بصمت، ولن تقبل أيضا تغيير المعادلة أو محاولات
الاحتلال فرض معادلات جديدة".
وأكد خلف أن "لدى المقاومة الكثير من الخيارات والأدوات
التي تضغط فيها على الاحتلال وتجبره على الانصياع لتنفيذ ما تريد، وليس أولها إطلاق
البالونات والإرباك الليلي"، وقال: "المستوطنون من سكان غلاف غزة، لن يروا
الراحة والأمن والاستقرار إذا لم يلتزم الاحتلال بتنفيذ شروط المقاومة وتنعم غزة بالأمن".
وطالب "كافة الوسطاء، بمزيد من الضغط على الاحتلال،
لوقف مماطلاته"، مؤكدا أن "محاولات فرض معادلات جديدة على شعبنا ومقاومته،
لن تولد إلا الانفجار".
ولفت القيادي الفلسطيني إلى أن "الشعب الفلسطيني، تواق للحرية
وجاهز لدفع كل ما يلزم من أجل أرضه وحقوقه ونيل حريته وكرامته".