شدد عالم
إسرائيلي، على ضرورة قيام الحكومة
الإسرائيلية الحالية بإجراء محادثات سرية مع
إيران، في محاولة لخفض اللهب
المتصاعد، مؤكدا أن
الهجمات الإسرائيلية لن توقف
المشروع النووي الإيراني.
وذكر عالم الفيزياء والمسؤول السابق في مفاعل
"ديمونا" ولجنة الطاقة الذرية الإسرائيلية طوال 40 عاما، نوح شمير، أنه
في مقال سابق بعنوان "الذرة الإيرانية لا تشكل أي تهديد وجودي
لإسرائيل"، حاول "الإقناع بأن مزاعم إسرائيل، بأن الذرة الإيرانية تشكل
تهديدا وجوديا عليها، الأمر الذي يبرر أي نشاط ضدها، بما في ذلك محاولة لتدمير
المشروع، هي مزاعم لا أساس لها".
وأوضح في مقال بصحيفة "هآرتس"، أن
"ميزان الرعب النووي، الذي يؤكد أنه يوجد لإسرائيل نحو 200 رأس نووي متفجر؛
منها 100 قنبلة هيدروجينية، ينكر كل احتمالية معقولة بأن تحاول طهران أن تلقي
علينا قنبلة نووية لأن هذا سيؤدي لتدميرها المادي".
ورأى أن "زعماء إيران ممن لديهم طموحات
للتوسع، يعرفون حدود إمكانياتهم وهم أيضا منطقيون، وهذا الفهم تم التعبير عنه من
خلال تعاملهم مع أزماتهم وخلال مفاوضاتهم مع الغرب"، مضيفا أنه "بناء على
ذلك، عندما يتم إسقاط الذريعة الأساسية التي تبرر الحاجة لتحرك فاعل ضد المشروع
النووي الإيراني من أجل إزالة التهديد، فإنه يجب فحص الضرر مقابل الفائدة التي يسببها
هذا التحرك".
وأضاف: "إيران نووية تشكل خطرا على كل
المنطقة، وبشكل خاص على الدول التي يوجد لها احتكاك دائم معها مثل السعودية ودول
الخليج، وعلى المدى البعيد على إسرائيل، ومظلة نووية ستعطي الحماية لنشاطها، لذلك،
فإن هناك مبررا لمواصلة معارضة حصولها على الذرة، ولكن الهجمات المنسوبة لإسرائيل، مثل
تصفية علماء وقصف أجهزة الطرد المركزي، صحيح أنها تعيق بدرجة معينة البرنامج
ولكنها لا تقضي عليه".
وأكد أن "إيران من الصعب أن تقف مكتوفة
الأيدي إزاء هذه الهجمات والإحراج الذي يلحق بها من نشر هذه الأعمال من قبل
إسرائيل والتبجح بها"، منوها إلى أن "إيران بنت مسارا تقليديا خطيرا جدا ضد
إسرائيل، ومخزون الصواريخ الضخم لدى حزب الله واقتراب المليشيات المؤيدة لإيران من
حدودها، وهذا المخزون من الصواريخ هو حقا تهديد وجودي لا يقل عن تهديد القنبلة
النووية، لا سيما إذا بادرت إيران لتوجيه ضربة استباقية بواسطة حزب الله".
ونوه إلى أن "إيران لم تكن لتستثمر المليارات
في مشروع الصواريخ وفي جهود تطويرها لتصبح صواريخ دقيقة (لدى حزب الله)، وتتلقي
ضربات إسرائيلية، وتعيش أزمة اقتصادية صعبة بسبب العقوبات الأمريكية، إذا لم تكن
لها سيطرة مهمة في تحديد الأهداف".
ونقل العالم الإسرائيلي عن الجنرال عاموس يدلين
الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، قوله إن "الرؤية
السائدة في واشنطن، أن هجوما عسكريا (إسرائيليا) لمحاولة تدمير مشروع إيران النووي،
سيؤدي إلى حرب، أما إسرائيل، فتعتقد أن تدميرا عسكريا للمشروع النووي لن يؤدي إلى
حرب".
وأشار إلى أن "الفرق بين المفهومين حاسم؛
كلنا نتذكر المفهوم الذي كان سائدا عشية حرب 1967، بأن الدول العربية لن تهاجم
بسبب تفوق إسرائيل العسكري"، متسائلا: "وماذا إذا كان المفهوم الحالي
خاطئا أيضا؟".
وقال: "لا يوجد أي شيء في حرب منخفضة
الحدة تجري بمبادرة من إسرائيل ضد إيران، والتي تبرر المجازفة بمستوى سيؤدي
إلى اشتعال شامل بسبب الخطأ"، معتبرا أن "المصلحة الإسرائيلية على المدى
المنظور، هي إطفاء النيران وإخراج الصواعق من القنبلة الموقوتة، لذلك، فإنه يجب الشروع في حوار سري مع إيران لهذا
الغرض".
وأكد أن "الإيرانيين على استعداد للحوار
والتعاون مع الشيطان الأكبر ومع الشيطان الأصغر، عندما يكون هذا مناسبا لأهدافهم،
لذا فإن من المرجح التعاون لخفض اللهب؛ وقف تسليح حزب الله واقتراب المليشيات من الحدود،
مقابل وقف هجمات إسرائيل على أهداف إيرانية".
وبين أن "إيران في الوضع الحالي، تجر
أرجلها عائدة إلى الاتفاق النووي، وهي في نفس الوقت تركض نحو وضع دولة حافة نووية،
وتصعد الحرب بضربة تسببت في قتلى على متن سفينة بملكية جزئية اسرائيلية، ويتوقع أن
يأتي رد إسرائيلي قاس على ذلك".
وبحسب ما نشر حول مطالبة جهاز الأمن بـ 23
مليار شيكل لتحسين قدرات الهجوم على المشروع النووي الإيراني، فإن هذا "يحمل
إشارة إلى استعداد لهجوم شامل".
وتساءل مجددا: "من سيحذرنا دائما من عدم
ارتكاب خطأ حاسم سيؤدي إلى اشتعال؟"، مضيفا أن "هذا يجب منعه بأي
ثمن، حتى لو كانت حرب لبنان ثالثة هي أمر
لا مناص منه، وعلى المدى البعيد يجب على إسرائيل استغلال الوقت إلى حين اندلاعها
لبناء دفاع ليزر من الصواريخ، إضافة لمنظومة "القبة الحديدية" التي لن
تكون كافية في حال هجوم مفاجئ".