بذكرى إحراقه.. عكرمة صبري يتحدث لـ"عربي21" عن واقع الأقصى

مخاطر متصاعدة وعديدة تعصف بالأقصى

لا علاقة للسلطة الفلسطينية بالمسجد الأقصى 

إسرائيل تمارس الخداع بشأن الأقصى مع الأردن

انهيارات وتشققات في الأقصى ومحيطة بسبب حفريات الاحتلال

تطبيع الدول العربية مؤلم ويضعف العمل على حماية الأقصى

انشغال الحكومات العربية عن الأقصى مؤلم

الاحتلال يسعى جاهدا لتفريغ الأقصى من المصلين


حذر رئيس الهيئة الإسلامية العليا في القدس المحتلة وخطيب الأقصى الشيخ عكرمة صبري، من خطورة الواقع الذي يعصف بالمسجد الأقصى المبارك تحت سطوة الاحتلال الإسرائيلي.

وأوضح الشيخ صبري في حوار خاص مع "عربي21" بمناسبة الذكرى الـ 52 لإحراق المسجد الأقصى المبارك، أن هناك العديد من المخاطر المتصاعدة التي تعصف بالمسجد الأقصى بسبب إجراءات سلطات الاحتلال.

وأكد أن "حريق الأقصى لم يتوقف منذ ذاك التاريخ، بل استمر بصور وطرق متعددة"، محذرا من خطورة الاقتحامات والحفريات وإبعاد المقدسيين عن الأقصى، من أجل "تفريغه من المسلمين".

وكشف مفتي القدس سابقا، عن وجود انهيارات وتشققات في أمكان مختلفة داخل المسجد الأقصى المبارك وفي محيطة بسبب الحفريات الإسرائيلية.

وعن المطلوب لحماية الأقصى، شدد على أهمية شد الرحال إليه، وأن تتحمل الحكومات العربية والإسلامية المسؤولية، عبر القيام بحراك سياسي، رسمي ودبلوماسي، للضغط على الاحتلال كي يتراجع عن انتهاكاته واعتداءاته ضد الأقصى.

وعن تقييمه لأداء السلطة الفلسطينية في ما يخص حماية القدس والأقصى، قال: "بحسب اتفاقيات أوسلو، بقيت القدس خارجة عن صلاحيات السلطة الفلسطينية، وعليه فلا علاقة للسلطة بالمسجد الأقصى".

ونبه إلى أن الاحتلال الإسرائيلي "يمارس الخداع والمراوغة في تعامله مع الأردن، فهو بزعم أنه يحافظ على الوضع القائم، وفي ذات الوقت ينتهك حرمة المسجد الأقصى".

وبشأن تأثير التطبيع، فقد لفت إلى أن "تطبيع بعض الدول العربية، يضعف دور الأردن تجاه الاحتلال"، معبرا عن ألمه الشديد من هرولة البعض للتطبيع مع الاحتلال وانشغال الحكومات العربية عن المسجد الأقصى المبارك.

وتمر اليوم الذكرى الـ 52 عاما على جريمة إحراق المسجد الأقصى المبارك؛ في ظل استمرار وتصاعد انتهاكات سلطات الاحتلال بحق القدس والأقصى، ومحاولة فرض سياساتها الاحتلالية.

وبتاريخ 21 آب/ أغسطس 1969م، أقدم اليهودي الأسترالي المتطرف مايكل دينس روهان؛ على اقتحام المسجد الأقصى من جهة باب الغوانمة، وقام بإضرام النيران في المصلى القبلي بالمسجد الأقصى، حيث التهمت قسما كبيرا من المصلى القبلي، وأتت النيران على المنبر التاريخي المعروف باسم منبر صلاح الدين.

وتمكن الفلسطينيون من إخماد النيران رغم محاولات الاحتلال منع وصول عربات الإطفاء وقطع المياه عن المسجد الأقصى.

 نص الحوار كاملا:

في الذكرى الـ 52 لحريق الأقصى، حدثنا عن واقع أولى القبلتين اليوم تحت الاحتلال؟

لقد شاركت مع المقدسيين في إطفاء الحريق المشؤوم الذي استهدف عدة مواقع منها منبر صلاح الدين، حيث قطعت بلدية القدس الإسرائيلية المياه عن الأقصى، في دلالة واضحة على أنها ضالعة في موضوع الحريق، واليوم يتضح أن حريق الأقصى لم يتوقف منذ ذاك التاريخ، بل إنه استمر بصور وطرق متعددة.

ما هي أهم تلك الصور والجرائم التي ترتكب من قبل الاحتلال بحق الأقصى؟

من بين تلك الحرائق المستمرة في الأقصى، الاقتحامات المستمرة من قبل الجماعات اليهودية المتطرفة، ومحاولاتهم أداء طقوس تلمودية دينية في رحاب المسجد الأقصى في المنطقة الشرقية بالقرب من باب الرحمة، وفي خطورة هذه الاقتحامات أمران، الأول؛ أنها تتم بحراسة مشددة من قبل الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، والثاني؛ أن هذه الاقتحامات يقودها مسؤولون في الحكومة الإسرائيلية وفي الكنيست.

 من بين تلك الأخطار، قرارات الإبعاد التي توزعها سلطات الاحتلال على المسلمين الناشطين في الأقصى، علما بأنه لا توجد دولة في العالم تتبع سياسة الإبعاد عن أماكن العبادة إلا سلطات الاحتلال، لأنها طامعة في الأقصى، وهي تريد تفريغه من المسلمين.

وتعتبر الحفريات من الأخطار المحدقة بالأقصى، وهي تتم في أسقل وفي محيط المسجد الأقصى، ما أدى إلى وجود تشققات في الجدار الجنوبي والغربي للأقصى المبارك، وأيضا انهيارات في العمارات الأثرية التاريخية المحيطة بالأقصى من الجهة الغربية، وهناك مبان تاريخية تعود إلى العهد المملوكي والتركي وما قبلهما، تشققت وانهار جزء منها بسبب تلك الحفريات، التي تجرى بحجة البحث عن هيكل (معبد) سليمان، ولكنهم لم يجدوا حجرا واحدا في حفرياتهم، من ما قد يدلل على التاريخ اليهودي العبري القديم.

يضاف إلى ما سبق، الاقتحامات العسكرية للمسجد الأقصى، والهجوم الوحشي الذي يقوم به جيش الاحتلال ضد المصلين كما حصل في شهر رمضان الماضي، وهذه الهجمات الوحشية تعددت بين فينة وأخرى لقمع الناس بزعم عدم استجابتهم للأوامر العسكرية الإسرائيلية، بحسب قولهم.

 مع تصاعد المخاطر بحق الأقصى، ما المطلوب فلسطينيا وعربيا وإسلاميا؟

لا بد من وجود خطين متوازيين، الأول؛ تواجد المسلمين المصلين من أهل فلسطين في المسجد الأقصى، التزاما بالحديث الشريف عن النبي محمد ( صلى الله عليـه وسلم): "لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد؛ المسجد الحرام ومسجدي هذا والمسجد الأقصى".

 الخط الثاني؛ أن تتحمل الحكومات العربية والإسلامية المسؤولية من خلال الحراك السياسي والرسمي والدبلوماسي للضغط على الاحتلال كي يتراجع عن انتهاكاته واعتداءاته، ونحن نؤكد أن أي إجراء تقوم به سلطات الاحتلال بحق الأقصى، هو مستنكر ومرفوض ولن يكسبهم أي حق في الأقصى، لأن كل إجراءاتهم عدوان وتجاوز لن نسلم به أبدا.

كيف تقيم أداء السلطة الفلسطينية إزاء حماية الأقصى؟

بحسب ما يعرف باتفاقيات أوسلو، فإن موضوع مدينة القدس تم تأجيله إلى المرحلة النهائية لهذه الاتفاقات، والاحتلال ماطل ويماطل ولم يتوصلوا إلى المرحلة النهائية، وبالتالي فقد بقيت القدس خارجة عن صلاحيات السلطة الفلسطينية، وإسرائيل لن تسمح للسلطة بأن تمارس أي عمل بالقدس.. حتى لو كان احتفالا تكون المسؤولة عنه السلطة، فإن الاحتلال يلغي هذا الاحتفال ويمنع إقامته، بالتالي فإنه لا علاقة للسلطة الفلسطينية بالمسجد الأقصى المبارك.

وماذا عن دور المملكة الأردنية الهاشمية بصفتها صاحبة الوصاية؟

الأردن يتابع ويضغط، ولكن إسرائيل تمارس الخداع، فهي تزعم أنها تحافظ على "الستاتيكو" القائم للأردن، وفي ذات الوقت تنتهك حرمة المسجد الأقصى، فهناك نوع من الخداع والمراوغة من قبل الاحتلال مع الأردن، الذي يقوم بالضغط، ولكن هذا الضغط لا يكفي، لأن إسرائيل متعنتة وهي بحاجة إلى جهود من دول عربية أخرى.

 تطبيع العرب الرسمي مع الاحتلال، هل أثر على دور الأردن وحماية الأقصى؟

وجود التطبيع من بعض الدول العربية، يضعف دور الأردن تجاه الاحتلال الإسرائيلي.

ما تقييمك للدور التركي في القدس؟

هناك بعض الجمعيات التركية، التي تحاول تقديم بعض الخدمات الإنسانية، من مثل مساعدة الأيتام وترميم بعض البيوت التي تكون بحاجة إلى ترميم في القدس المحتلة.

ما هي رسالتكم للرئيس التركي؟

المسجد الأقصى للمسلمين جميعا، ونأمل من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أن يركز عنايته بالقدس والأقصى، وألا ينشغل عنه في قضايا أخرى، نحن نريد أن يعطي اهتماما أكثر في موضوع القدس والمسجد الأقصى المبارك.

بعد كل هذه السنوات في خدمة القدس والأقصى، ما أكثر ما يتسبب لك بالألم؟

يؤلمني انشغال الحكومات العربية عن المسجد الأقصى المبارك، وكأن الأمر لا يعنيها، كما أنه يؤلمني ما حصل من الهرولة والتطبيع من قبل بعض الدول العربية مع الاحتلال.