صحافة دولية

وزير بريطاني سابق: تغيرات أفريقيا ستجعل أزمة أفغانستان هامشية

اقتصاد أفريقيا- جيتي
اقتصاد أفريقيا- جيتي
قال وزير الخارجية البريطانية السابق وليام هيغ، بمقال في صحيفة التايمز البريطانية، إن التغيرات في قارة أفريقيا، ستجعل أزمة أفغانستان، أمرا هامشيا.

وقال هيغ: "ما لم نتكيف بسرعة مع الوجه المتغير للقارة، فسوف تصبح كارثة الأمن القومي لهذا القرن".

وأوضح أن الخروج من أفغانستان يعني أن الدول الغربية ستواجه تهديدات متزايدة بالهجمات الإرهابية وتدفق للاجئين؛ غالبا ما ينشغلون بهذه القضايا. ومع ذلك، سيكون من الضروري أن نرفع أعيننا إلى جزء آخر من العالم، سيكون لمصيره خلال العشرين عاما القادمة تأثير سيجعل أفغانستان تبدو وكأنها أمر هامشي: إنها أفريقيا".

وأضاف أنه "من المحبط أن يأتي الحديث عن أفريقيا القارة الغنية بالتنوع في فقرة واحدة فقط في التوجيه المؤقت للأمن القومي الصادر عن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، في مارس/آذار الماضي. وتكافح القوات الفرنسية لمحاربة التمرد الإسلامي المتزايد هناك من دون تحقيق نجاح واضح" وفق قوله.

وقدم هيغ نصيحة لقادة مجموعة السبع، بضرورة تحديد استراتيجية ورفع الفرص والمخاطر الناشئة من القارة الأفريقية إلى درجة مهمة في تفكيرهم.

ووفقا لآخر توقعات الأمم المتحدة، فإن نصف النمو السكاني في العالم خلال الـ 30 عاما القادمة سيحدث في تسع دول فقط، خمس منها أفريقية. وإجمالي الزيادة المتوقعة في أفريقيا هو أكثر من 1.1 مليار نسمة، أو أكثر من 100 ألف شخص كل يوم على مدى العقود الثلاثة المقبلة. هذا يشبه إضافة صين جديدة من الناحية العددية.

وقالت الصحيفة: "سيكون مستقبل أفريقيا أحد العوامل الحاسمة في الشؤون العالمية، وستحدد مسار السياسة والاقتصاد العالميين. هناك، حتى أكثر من آسيا الوسطى. وسيكون مفترق طرق حيويا بين بناء الحكم الرشيد أو الانزلاق إلى اليأس والصراع الأهلي والإرهاب. ستكون هذه هي القارة التي تحدد ما إذا كان معظم العالم سيستخدم التكنولوجيا والمعايير الصينية أو الأمريكية".

وشدد هيغ على أن الأوروبيين، الذين يشتكون من اعتمادهم الاستراتيجي على الولايات المتحدة، سوف يبرهنون في أفريقيا على قدرتهم على تقديم مزيج متزن من المساعدة العسكرية والدبلوماسية والاقتصادية طويلة المدى للدول التي تعاني من مشاكل، دون التأرجح بين الطرفين، كما فعلنا في أفغانستان.

ولفت إلى أنه يجري بالفعل قدر كبير من العمل الجيد. لكن في واشنطن، لا يدركون أن ما يحدث في أفريقيا يمكن أن يكون أكثر أهمية من أي أحداث في بحر الصين الجنوبي في تحديد منافسة استراتيجية مع بكين. وفي أوروبا، لم يتم استيعاب العواقب الوخيمة لأي أزمة مستقبلية في أفريقيا بالكامل.

وختم هيغ بالقول: "اليوم في كابل، نترك الناس في أيدي المتطرفين، لتستغلهم الصين، ويشعرون بالخيانة من الغرب. لا يمكننا أن نفعل هذا في أفريقيا".
التعليقات (0)