هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
رفع المحامي التونسي، بشر الشابي دعوى قضائية، ضد الرئيس قيس سعيد
ومديرة ديوان الرئاسة ناديا عكاشة ومدير عام الأمن التونسي، بتهمة ارتكاب جرائم
إرهابية، بناء على التقرير الخاص الذي نشرته "عربي21" بشأن خطة يعكفون
عليها داخل القصر لوصم حركة النهضة بالإرهاب.
واعتمد نص الدعوى على التقرير الحصري لـ"عربي21" بشأن خطة لتلفيق تُهم إرهاب للنهضة بتونس، وعلى جملة من الممارسات التي
قام بها سعيد، خلال الفترة الماضية، عقب انقلابه على الحكومة والبرلمان، ومنها
زياراته لمصانع وتهديد أصحابها، دون أمر قضائي أو مبررات قانونية وفقا للدعوى.
وطالب المحامي الشابي، بالتحقيق مع سعيد، على
خلفية ما ورد في التقرير، ومقاضاته وفقا للنصوص القانونية بتهم الإرهاب.
وكانت "عربي21" حصلت على معلومات
خطيرة من داخل القصر الرئاسي في تونس، تفيد بوجود خطة يجري الترتيب لها من أجل
تلفيق اتهامات بضلوع حركة النهضة في أعمال إرهاب، وذلك تمهيداً لشن حملة أمنية
تستهدف قادة الحركة وعناصرها، وذلك بعد أسابيع من قرارات الرئيس قيس سعيد بتعطيل
البرلمان وإقالة رئيس الحكومة والانفراد بحكم الجمهورية.
وكشف مصدر مطلع على شؤون الرئاسة التونسية
لـ"عربي21" عن خطة لتلفيق اتهامات ضد النهضة وزعيمها الشيخ راشد
الغنوشي، بالضلوع في تجنيد مسلحين ينفذون عمليات إرهابية؛ من أجل تبرير الإطاحة
بهم، وتدبير حملة اعتقالات تطال رموز الحركة.
وفي التفاصيل التي سردها مصدر مطلع، طلب من
"عربي21" عدم نشر اسمه، فإن الخطة من تدبير مسـؤولة كبيرة في مكتب
الرئاسة، وهي التي تشرف عليها بشكل شخصي ومباشر، على أنه بموجبها "يتم إعداد
اثنين من السلفيين الجهاديين المعتقلين حالياً؛ من أجل إظهارهما على أنهما إرهابيان
على صلة بحركة النهضة".
وبحسب المصدر، فإن الرواية الملفقة التي سيتم
طرحها على الرأي العام، وعلى القضاء بشكل علني، هو أن لدى هذين الشخصين ارتباطات
مع تنظيم "أنصار الشريعة"، وأنهما انضما إلى هذا التنظيم بناء على توصية
من أحد قيادات النهضة، كما سيتم الادعاء بأنهما حصلا على أموال بالدولار الأمريكي
أو اليورو الأوروبي من أجل الالتحاق بتنظيمات مسلحة وشن عمليات إرهابية.
ويقول المصدر المقرب من الدوائر العليا في
الرئاسة "إن الشخصين اللذين سيلعبان هذا الدور معتقلان حالياً؛ بسبب تورطهما
أصلاً في القتال بصفوف حركة أنصار الشريعة في ليبيا"، وبحسب الخطة، فإنه سوف
يتم الادعاء بأنهما من المحسوبين على حركة النهضة.
ويقول المصدر لـ"عربي21" إن لديه
تفاصيل أكثر عن "خطة توريط حركة النهضة"، التي يقول إنها "تهدف
لربط الحركة بالتنظيمات المسلحة في ليبيا، ومن ثم تبرير اعتقالات قادة وعناصر
الحركة في تونس".
وتأتي هذه المعلومات بالتزامن مع حملة إعلامية
في تونس تروج لشائعات تتحدث عن "تسرب عشرات الإرهابيين من ليبيا إلى تونس
لتنفيذ هجمات"، وهو ما نفته ليبيا ذاتها، واضطرت رئيس الحكومة المؤقتة عبد
الحميد الدبيبة إلى انتقاد ما يُشاع في تونس، واستنكار اتهام بلاده بتصدير
الإرهاب.