هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نفت
مصادر خاصة لـ"عربي21"، الأنباء عن إخلاء القوات الأمريكية ثلاث قواعد عسكرية
تابعة لها في شمال شرق سوريا؛ المناطق الخاضعة لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية (قسد).
وكانت
قناة "العالم" الإيرانية، قد نسبت إلى مصدر عسكري لم تحدد هويته، تأكيده
الأربعاء، أن الولايات المتحدة أخلت ثلاثا من قواعدها العسكرية في سوريا.
وزعمت
القناة، أن القواعد هي في منطقة حقل العمر شرق دير الزور، وتل البيدر، وقصرك، في ريف
محافظة الحسكة.
وأضافت
أن الإخلاء جاء في وقت سحبت فيه الولايات المتحدة جميع قواتها العسكرية من أفغانستان،
معتبرة أنه بذلك "دخلت عملية طرد الأمريكيين من المنطقة مرحلة جديدة مع إخلاء
أفغانستان، ويجب استكمالها بنهاية العام الحالي بمغادرة العراق".
من جانبه،
نفى نائب الرئاسة المشتركة للمجلس التنفيذي لـ"الإدارة الذاتية" بدران جيا
كرد هذه الأنباء، مؤكداً في تصريح مقتضب لـ"عربي21"، عدم تسجيل أي انسحاب
أمريكي من سوريا.
وكذلك
أكد الصحفي الكردي شيرزان علو عدم صحة ما جاءت به قناة "العالم" الإيرانية،
وأضاف لـ"عربي21" أن الانسحاب الأمريكي من سوريا مستبعد في الوقت الحالي،
نظراً لعدم رغبة الولايات المتحدة بإعادة تجربة أفغانستان، وما رافق تلك العملية من
فوضى.
ورأى
علو أن الولايات المتحدة لن تنسحب من سوريا إلا في حال التوصل لحل سياسي يضمن مصالحها
في المنطقة.
بدوره
قال رئيس الهيئة السياسية في محافظة الحسكة محمود الماضي لـ"عربي21" إن الأنباء
عن انسحاب أمريكي من قواعد في سوريا تحتاج إلى التأكيد من مصادر محايدة، وذلك في تشكيك
منه بمصداقية وسائل الإعلام الإيرانية.
الكاتب
والمحلل السياسي فراس علاوي أكد، هو الآخر، عدم تسجيل أي تحركات أمريكية في القواعد
العسكرية في دير الزور والحسكة، وخصوصاً القواعد الكبرى (الشدادي، كونيكو، العمر).
وقال
لـ"عربي21": "الملاحظ أن الولايات المتحدة تحاول طمأنة "قسد"
بعدم سحب قواتها من سوريا"، مستدركاً: "لكن "قسد" تبدو للآن غير
واثقة بالوعود الأمريكية، وهي تعيش مخاوف واضحة من تكرار تجربة أفغانستان".
وأضاف
علاوي أنه حتى لو قررت الولايات المتحدة الانسحاب من سوريا، فإن من الواضح أنه سيكون
مدروساً وتدريجياً، حرصا من واشنطن على عدم ترك فراغ، قد تستفيد منه إيران وروسيا،
والحال في سوريا يختلف كلياً عن أفغانستان.
وفي
السياق، قال مساعد وزير الخارجية الأمريكية بالوكالة لشؤون الشرق الأدنى جوي هود إن
مهمة بلاده في أفغانستان "اكتملت، لكن الوجود العسكري الأمريكي في العراق وشمال
سوريا سيبقى".
وأضاف
هود خلال مقابلة مع قناة "الحرة" الأمريكية: "أريد أن أقول بشكل لا
لبس فيه إن أفغانستان ليست العراق ولا سوريا، بينما مهمتنا في أفغانستان اكتملت، ومصالحنا
في العراق ستستمر مع الوقت، وهذا لا يشمل الأمن فقط إنما أيضا مساعدة قوات الأمن العراقية
وقوات سوريا الديمقراطية "قسد" لهزيمة داعش بشكل نهائي وهذا سيأخذ وقتا".
وتعد
الولايات المتحدة، الداعم الأبرز لـ"قسد" التي يهيمن أكراد سوريا على قراراتها،
والتي تسيطر على مساحات شاسعة شمال وشرق سوريا، تعتبر الأغنى بالثروات الباطنية.