هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أكدت نقيب المهندسين الفلسطينيين المنتخبة الدكتورة نادية حبش أن المهنية مطلوبة؛ ولكنها يجب أن تُقرن بموقف سياسي يقبله الشعب ويوافق عليه.
وقالت في مقابلة خاصة مع
"عربي21" إن انتخابات نقابة المهندسين الأخيرة والتي جرت قبل أسبوعين في
الضفة الغربية المحتلة؛ أكدت أنه يمكن أن يمارس هذا الحق لجميع الفلسطينيين؛ وذلك بإجراء
انتخابات عامة تضمن لهم حرية التعبير عن رأيهم واختيار ممثليهم في الحكومة والبرلمان.
وتابعت: "بعد أن نرى أثر
إجراء الانتخابات ونرى أنه يمكن أن يمارس هذا الحق؛ نجد أنه من الممكن أن يغير موازين
ووجوها وهيئات؛ وبناء عليه ستتشجع الأطر الأخرى لإجراء الانتخابات وستكون مطالبتها
بذلك أقوى".
وعن التحالفات التي سادت أجواء
انتخابات نقابة المهندسين في الضفة المحتلة؛ أوضحت أنها كانت على أساس إما مع نهج اتفاقية
"أوسلو" أو ضده، معربة عن اعتقادها أن هذه التحالفات ستستمر في الساحة الفلسطينية
في ظل أي انتخابات سياسية عامة قادمة.
وأشارت إلى أن التحالفات في
انتخابات نقابة المهندسين كانت مهنية بحتة؛ ولكن هذه التحالفات المهنية أيضا كان لها
بعد سياسي، حيث إن هذا الفرز في المجتمع موجود فعلا؛ والدلالات والمؤشرات عليه تتجلى
في الانتخابات. وتابعت: "هذا ينعكس على
كافة نواحي الحياة سواء النقابية أو السياسية أو الحقوقية".
حرية الرأي
وضمن حديثها عن دلالات فوزها
في الانتخابات بفارق كبير عن منافسها؛ أكدت حبش أن المهنية كان لها بلا شك تأثيرا كبيرا؛
على الأقل كونها شخصية مهنية ناجحة ومقنعة؛ وهذا كان له الأثر الكبير في انتخابها من
قبل الأعضاء؛ ولكنها لفتت أيضا أنه لا يمكن فصل السياسة.
وتابعت: "يعني لو كنت أملك
هذه المواصفات المهنية العالية ولكن موقفي السياسي كان يتعارض مع الشارع الفلسطيني
فلا أعتقد أنهم كانوا سينتخبونني، المهنية هي مطلوبة بالتأكيد لكن إذا لم تقرن بموقف
سياسي يرضى عنه الشعب فلا أعتقد أنه سيعطي نفس النتيجة".
وأعادت حبش التأكيد على أن فوزها
في انتخابات نقابة المهندسين هو انتصار لحرية التعبير عن الرأي؛ فالناشط السياسي نزار
بنات الذي قتلته الأجهزة الأمنية الفلسطينية في الضفة قبل أشهر أصبح رمزا للمطالبة
بحرية التعبير عن الرأي؛ وبالتالي فإن هذا الفوز هو نصر لحرية التعبير وهو دعوة لكل الشرفاء
في الوطن بممارسة حقهم في التعبير عن رأيهم لأنه لا يمكن التغيير دون ممارسة هذا الحق.
اقرأ أيضا: ما دلالات نتائج انتخابات نقابة المهندسين بالضفة المحتلة؟
وأوضحت أن نزار بنات أصبح رمزا
للمطالبة بها؛ وأن تصريحاتها بعد إعلان فوزها أنه انتصار لنهج بنات؛ كان في إطار المطلوب
وهو تشجيع الناس لممارستهم حقهم في التعبير عن رأيهم في ظل الأوضاع الأمنية بالضفة
والتي أصبحت تشبه الحكم العسكري.
وأضافت: "من الهام جدا
أن نلفت النظر إلى أن الهدف كان من الاقتصاص من نزار بنات هو تكميم الأفواه وترهيب الناس
عن التعبير الحر عن رأيهم، كنوع من الإرهاب، ودعوتي كانت أن هناك ضرورة لإعلاء الصوت
وإيصال الرأي والرأي الآخر وضرورة لممارسة حرية التعبير عن الرأي، وحادثة قتل نزار
بنات لن تثنينا عن ذلك؛ فكانت الانتخابات وكأنها بث نوع من الأمل بأن العكس حدث من
الهدف الذي كان مقصودا من قتل نزار بنات".
كرامة المهندس
الدكتورة حبش المحاضرة في جامعة
بيرزيت والتي انتخبت ضمن أفضل 50 مهندسا معماريا مؤثرا من الشرق الأوسط؛ كانت تعرضت
للاعتداء والاعتقال على يد عناصر الأجهزة الأمنية الفلسطينية أمام مركز الشرطة بمدينة
البيرة خلال تضامنها مع أهالي معتقلين سياسيين اعتصموا أمام المقر للمطالبة بالإفراج
عنهم.
ووجهت حبش من خلال "عربي21"
رسالة إلى من اعتدى عليها قالت لهم فيها: "أقول لمن اعتدى علي لا تكونوا أدوات؛
أعتقد أن من ضربوني مغسولة أدمغتهم ضمن عملية غسيل دماغ كاملة تتم ممارستها مع عناصر
الأجهزة الأمنية، أخاطب كل عنصر منهم أن يحكّم ضميره فنحن تحت احتلال؛ لا تقتل شعبك
ولا تكن إنسانا آليا كما قلت لهم خلال تواجدي في المعتقل".
أما عن مخططاتها للنهوض بواقع
المهندسين في الضفة؛ فأكدت حبش أن كرامة المهندس والمهندسة أهم شيء؛ وأن النقابات دورها
الحفاظ على كرامتهم وهذه تتأتى من الكثير من التجليات الكبيرة لعل أبرزها والكل ينتظره
هو رفع الأتعاب الهندسية أو زيادة الدخل للمهندسين.
وأوضحت أن مهندسي الحكومة لهم
علاوات لم يقدروا أن يحصلوا عليها كاملة رغم أنها من ضمن القانون، وأن مهندسي القطاع
الخاص يجب أن يحصلوا على حد أدنى من الأجور؛ فيما يجب أن تستفيد المكاتب الهندسية عن
طريق الرفع من سعر المتر المربع ما يزيد من دخل المكتب وبالتالي رفع دخل أصحاب المكاتب
والعاملين فيها.
اقرأ أيضا: قراءة في نتائج انتخابات نقابة المهندسين
ورأت أنه من المهم أن تصبح هذه
المهنة محترمة في المجتمع، وأحد تجليات احترامها هو رفع أتعابها كي يعيش المهندس بكرامة
وهو هاجس لدى الكل، مؤكدة أنها ستعمل بجد في هذا الملف؛ إضافة إلى ملفات أخرى حقوقية
وملفات مهنية احترافية.
وتابعت: "يجب أن نرتقي
بجودة المنتج الهندسي وضبط الجودة الذي يجب الحرص عليه، لأن رفع الأتعاب يحتاج أن يكون
حق المجتمع على المهندس هو مقابلته بجودة أعلى في المنتج الهندسي، وهذه نقطة بداية
مهمة جدا".
وشددت حبش على ضرورة الدفاع
عن الأسرى في سجون الاحتلال والاهتمام بعائلاتهم والتواصل معها؛ ومتابعة شؤونهم؛ وهي
نقطة مهمة جدا: حين يشعر المهندس بأن له ظهرا وهناك من يهتم به وبعائلته فإنه سيتشجع على النضال
ضد الاحتلال.
وختمت قائلة: "لا يمكن
أن نكون جزءا من ماكينة الإحباط التي أبعدت الناس عن النضال الوطني؛ فيفترض أن نكون
داعمين لمنتسبي النقابة لإعلاء صوتهم ومشاركتهم في النضال الوطني".