هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قال كاتب إسرائيلي إنه "في هذه الأيام يحيي الفلسطينيون والإسرائيليون الذكرى السنوية للانسحاب الإسرائيلي (أو فك الارتباط) من غزة، وقد مرت 16 سنة منذ أن غادر آخر جندي ومستوطن القطاع، وانتهى الإخلاء العسكري، في ظل اعتقاد بأن فك الارتباط قد يمهد الطريق في نهاية المطاف لوضع أمني أفضل بين إسرائيل وغزة، لكن الواقع يقول عكس ذلك تماما".
وأضاف آفي يسسخاروف في مقال بصحيفة معاريف، ترجمته "عربي21"، أن "الفلسطينيين يحيون هذه المناسبة وهم يحلمون بتحرير القدس وكل فلسطين، ولعل هذا الإنجاز المهم الذي حققته حماس منذ فك الارتباط عام 2005، من حيث إعادة صياغة الوعي الفلسطيني لدى الصغار والكبار، والقناعة بأن "اليهود" لا يفهمون سوى القوة، وإذا كان الفلسطينيون يريدون لإسرائيل أن تنسحب من المزيد من الأراضي، فسيتم ذلك فقط عن طريق "المقاومة"، أو طريق حماس، وحينها سيؤدي إلى هزيمة إسرائيلية أخرى".
وأوضح أن "غزة منذ الانسحاب الإسرائيلي لا تزدهر، بل غارقة في الفقر المدقع والبطالة، لكن نظرة معظم سكانها تجاه إسرائيل لم تتحسن، على العكس من ذلك، فالحقد والاشمئزاز، وعدم وجود أي حل في الأفق ترسخت في الوعي الفلسطيني لعقود قادمة، حيث يعيش مليونا فلسطيني في ظروف قاسية، بينما تواصل حماس التي تسيطر على القطاع بناء بنية تحتية عسكرية، وإنشاء مدينة تحت الأرض من الأنفاق، ودفن عشرات الآلاف من الصواريخ التي تستهدف إسرائيل".
وأكد أن "هذا الواقع يجعل قطاع غزة يواصل الاقتراب من الجولة التالية من القتال ضد إسرائيل، ففي كل يوم يتم إطلاق صاروخ أو صاروخين باتجاهها، وفي كل يوم يهاجم الجيش الإسرائيلي قطاع غزة رداً على ذلك، ولم يتغير شيء منذ الجولة السابقة، باستثناء المشاكل التي تفاقمت، وبعد أن رفضت الحكومة الحالية السماح بدخول الأموال النقدية للقطاع، كما فعلت حكومة نتنياهو، فقد لجأت حماس لتسخين المحركات، وتهيئة الرأي العام في غزة لحملة أخرى ضد إسرائيل".
اقرأ أيضا: اعتراف إسرائيلي: حماس تبتزنا وتجبرنا على الذهاب للملاجئ
وأضاف أن "ما يحصل يمكن توصيفه بأبسط العبارات، على أنه محاولة من حماس لابتزاز إسرائيل للموافقة على إدخال الحقائب النقدية لقطاع غزة، مع أنه باعتراف الجميع، فهذه ليست مبالغ كبيرة جدًا، حوالي 10 ملايين دولار شهريًا، لكن إصرار إسرائيل قد يؤدي لتصعيد خطوات حماس، ثم المواجهة، فيما سيفسر استسلام إسرائيل لحماس على أنه تعبير عن الضعف، بطريقة تسرع المواجهة القادمة بين الطرفين".
وقال: "رأينا بالفعل كيف تصبح لفتة الانسحاب الإسرائيلي الأحادي دليلاً واضحًا على ضعف إسرائيل، وتمسك غزة بعقلية واستراتيجية المقاومة، ولذلك فإن تراجع إسرائيل أمام حماس بإدخال الأموال القطرية الى غزة هو الطريقة الأضمن للتصعيد الشامل، بدلاً من خلق الردع، وسيكون حافزًا لمزيد من تعزيز الحركة، على حساب العناصر "المعتدلة" في الساحة الفلسطينية، من ناشدوا إسرائيل في 2005 عدم فك الارتباط من جانب واحد، بل التنسيق مع السلطة الفلسطينية.