هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
ما زالت الأوساط الأمنية والعسكرية الإسرائيلية منشغلة بتبعات إعلان رئيس الحكومة نفتالي بينيت عن تنفيذ جهاز الموساد لعملية استخبارية خاصة في عمق الأراضي اللبنانية، للعثور على دليل يوصل إلى الطيار المفقود منذ 35 عاما رون آراد.
في الوقت ذاته، هناك تقديرات إسرائيلية تحدثت أن هذا
الإعلان شكل رسالة للإيرانيين والسوريين الذين لاحظوا عمل الموساد، مفادها أن هذه العملية
جزء من استراتيجية "المعركة بين الحروب"، وإشارة جديدة على أن إسرائيل جادة
بشأن الإجراءات التي اتخذها الموساد كجزء من تعطيل البرنامج النووي، ومشروع الطائرات دون طيار، فضلا عن كونها إثباتا لعائلات الأسرى الإسرائيليين أن الدولة تعتبر نفسها
مسؤولة عن إعادتهم.
الخبير العسكري الإسرائيلي رون بن يشاي كتب مقالا في
صحيفة "يديعوت أحرونوت"، ترجمته "عربي21"، ذكر فيه أن "الإيرانيين تابعوا
عملية الموساد بعد وقوعها، واكتشفوا من أين أجريت، في ظل التسريبات التي تحدثت عن اختطاف
جنرال إيراني، والتحقيق معه في دولة أفريقية، دون الإشارة إذا ما كان في منصبه حاليا
أو سابقا، ويحتمل أن تكون هناك صلة بين الحادث الذي حصل في قبرص، والشخصيات التي لها
صلة مباشرة بنفس الإجراء الذي قام به الموساد".
وأضاف أن "المعلومات الواردة لإسرائيل بشأن آراد
تركز على عدة دول في محاولة لتأكيد المعلومات الاستخباراتية، لأنه بعد المعلومات التي
وصلت إسرائيل بخصوصه، فقد ركزت العملية على عدة دول لفحص البيانات والمصادر الأخرى
التي من شأنها تأكيد المعلومات الأولية حول مصير آراد، والمكان الذي أنهى فيه حياته،
وفي النهاية فإن العملية انتهت دون أن تسفر عن نتائج جديدة مهمة، رغم أنها كانت عملية
معقدة وجريئة وواسعة النطاق".
اقرأ أيضا: بينيت: مهمة لـ"الموساد" للبحث عن طيار فُقد في لبنان
الجدير بالذكر أن تصريحات بينيت بشأن عملية البحث عن آراد تتزامن مع مرور الذكرى السنوية الـ35 بعد أيام قليلة لاختفائه، حيث انطلق يوم 16 أكتوبر 1986 كملاح لمهاجمة أهداف معادية في منطقة صيدا بجنوب لبنان، وتم أسره من قبل منظمة أمل، وفي العامين الأولين من الأسر، استمر الاتصال معه، وصلت ثلاث رسائل كتبها، وصورة واحدة له إلى إسرائيل، وأجريت مفاوضات عبر وسطاء أوروبيين للإفراج عنه، وبعد عامين ونصف، تم نقله لإيران، أو منظمة أخرى، وفي 5 مايو 1988، وصلت منه آخر علامة على الحياة.
وقد بذلت إسرائيل جهودا لاستعادة آراد، خاصة من خلال
اختطاف المسؤول في حزب الله مصطفى الديراني، ثم أفرجت عنه في 2004 مقابل صفقة الإفراج
عن إلحنان تنينباوم، أما حركة أمل التي اختطفته، فقد طلبت من الإيرانيين حراسة آراد،
ورعايته، رغم الافتراض بأنه لم يعد على قيد الحياة، إلا أن ديوان رئيس الوزراء أعلن
أنه ما زال حيا، وأن الحكومة الإسرائيلية ما زالت تعمل على إعادته.
وزير الشؤون الدينية من معسكر اليمين ماتان كاهانا دافع
عن إعلان بينيت بشأن آراد، بأن العملية حققت أهدافًا مهمة، أما الجنرال يعكوب عميدرور
الرئيس السابق لمجلس الأمن القومي، فأكد أن بينيت لم يقدم معلومات جيدة تسمح بمعرفة
ما حدث بالضبط للطيار المفقود، محذرا في الوقت ذاته من فضح العمليات الأمنية، ولا يجب
التحدث عنها، بل يجب بذل كل جهد لإبقاء المؤسسة الأمنية خلف سياج مغلق.
وأشار عميدرور إلى أن مثل هذه الإعلانات عن عمليات الموساد
قد تضعف قدراته المستقبلية على إجراء عمليات سرية، مضيفة أنه "على يقين أن قادة
الجهاز لديهم حساسية كبيرة تجاه هذا الإعلان، ومن المؤكد أنهم درسوا بعناية مدى الضرر
الذي لحق بقدرة الجهاز بسبب هذا الحديث، فربما كان الأفضل عدم الحديث عن هذه القضايا
على الإطلاق، وعدم خرق السياج الأمني بشأن سرية عمليات الموساد".