هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
تراقب المحافل الأمنية والعسكرية الإسرائيلية التوترات المتصاعدة بين إيران وأذربيجان، لأن لها تأثيرا مباشرا على إسرائيل، حيث تجري إيران في الأيام الأخيرة تدريبات عسكرية مكثفة على حدودها الطويلة مع أذربيجان، مما يزيد من حدة التوتر بين البلدين.
يأتي ذلك أيضا في الوقت الذي أعربت فيه إيران، عن "مخاوف جدية" حيال "التواجد" الإسرائيلي في القوقاز، في ظل ارتفاع مستوى التوتر بين إيران وأذربيجان.
وأفاد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان الصحافيين في موسكو "لن نتسامح بكل تأكيد مع أي تغيير جيوسياسي وفي خارطة القوقاز، ولدينا مخاوف جدية حيال تواجد الإرهابيين والصهاينة في هذه المنطقة".
ولعل ما لفت انتباه الإسرائيليين بصورة لافتة التسمية التي أطلقتها طهران على مناوراتها العسكرية على حدود باكو باسم "فتح خيبر"، باعتبار أنها "لن تسمح للعدو الصهيوني بالوصول إلى حدودها"، مما يعني أن المخابرات الإيرانية وعملياتها الميدانية تأخذ السياق الإسرائيلي بعين الاعتبار، لا سيما بعد اغتيال رئيس البرنامج النووي محسن فخري زاده، وإحضار الأرشيف النووي الإيراني لإسرائيل من قلب طهران، وسلسلة التفجيرات في مراكز تطوير المشروع النووي.
أمير بار شالوم الخبير العسكري الإسرائيلي ذكر في تقريره بموقع "زمن إسرائيل"، ترجمته "عربي21" أن "الحدود الطويلة بين إيران وأذربيجان تصل إلى 900 كيلومتر، وقد تكون شكوك طهران لها أساس واقعي، فهي غالبا ما كانت تقع شكوكها على عاتق باكو، مما يسمح برأي الإيرانيين للقيام بنشاط مكثف على حدود البلدين".
وأضاف أن "ما زاد من شكوك إيران أن شركة صناعة طائرات بدون طيار افتتحت مصنعا ضخما على أراضي أذربيجان، وهي أصلا تصنع في إسرائيل من قبل شركة "ألبيت". ورغم أن وراء هذه التدريبات العسكرية يكمن دافع آخر ذو طابع اقتصادي، وهو أمر مؤلم للغاية لإيران، فقد تم تخفيض شحنات النفط المستمرة إلى أرمينيا، وبحسب التقارير الواردة في إيران، بدأت السلطات الأذربيجانية في الآونة الأخيرة بفرض ضرائب باهظة على هذه الناقلات، بل أعادت بعضها للأراضي الإيرانية".
اقرأ أيضا: ما أسباب التصعيد الإيراني ضد أذربيجان على الحدود؟
بجانب هذا التفسير الإسرائيلي، يمكن القول إن إيران لها حدود مباشرة مع أرمينيا، التي غرّدت مرارًا وتكرارًا خارج سياسة العقوبات العالمية، وسمحت بعلاقات تجارية مع طهران، وفي الوقت ذاته فإن ثلث سكان إيران من الأذريين، رغم أن سكان إيران يتكونون في الغالب من الفرس، باستثناء المرشد خامنئي فهو ذو أصول أذرية، كما يذكر خصومه المحليون.
يشكل هذا، وفقا لذات القراءة الإسرائيلية، مصدر قلق كبيرا لطهران، خشية أن تستجمع الأقلية الأذرية، وتسعى لإعادة الاتصال بأذربيجان، أو بدلا من ذلك تطالب بالاستقلال، لا سيما وأن بدايات هذا التحرك شوهدت خلال الحرب الأخيرة في إقليم ناغورنور قره باغ، حين خرجت مظاهرات ترفع عناوين في المدن ذات الأغلبية الأذرية.
وقدمت إيران على الفور احتجاجا رسميا للسلطات الأذرية، مع العلم أن هناك مستوى آخر في هذا الصراع مع تركيا.
وفي هذا التشابك الإقليمي، تجد تركيا نفسها جزءا من ذات النزاع القائم، بعد أن عرضت مؤخرا عضلاتها أمام الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي، وتقدمت في الأيام الأخيرة بقواتها للحدود مع إيران، وجاءت هذه الرسالة واضحة، تماما مثل دعمها للحرب الأذرية في ناغورنو قره باغ، وفي هذه الحالة، وعند نشوب أي مواجهة مستقبلية بين أذربيجان وإيران، ربما لن تتردد تركيا في دعم الرئيس إلهام علييف مرة أخرى.
إسرائيل من جهتها، بحسب الكاتب، تحافظ حتى هذه المرحلة من التوتر، على مسافة آمنة، لكنها بالتأكيد تتابع التحركات الإيرانية، لكن الواقع القائم يشير إلى التعاون بين إسرائيل وأذربيجان والولايات المتحدة، في حين أن السفارة الإسرائيلية في باكو على دراية جيدة بما يحدث في إيران.