هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت مجلة "بوليتيكو" تقريرا
للصحافيين لارا سيليغمان ونهال طوسي وأندرو ديسيديريو، قالوا فيه إن وزارة الخارجية
الأمريكية عينت، يوم الثلاثاء، الدبلوماسية المخضرمة إليزابيث جونز منسقة جديدة
لجهود إعادة التوطين الأفغانية، بعد أيام من لقاء وفد أمريكي وجها لوجه مع ممثلين
عن حركة طالبان في الدوحة للمرة الأولى منذ عودة الحركة إلى السلطة في آب/ أغسطس
الماضي.
وفي الوقت نفسه، التقى الرئيس جو بايدن
بقادة آخرين من مجموعة العشرين؛ لمناقشة سبل مساعدة الشعب الأفغاني، دون إضفاء
الشرعية على الحكم القاسي لحركة طالبان. كانت التطورات كلها تذكيرا بأنه على الرغم
من مغادرة آخر القوات الأمريكية لأفغانستان في 31 آب/ أغسطس بعد 20 عاما من الحرب،
فإن تشابك أمريكا مع البلاد لم ينته بعد.
ستكون جونز، التي شغلت منصب السفيرة في
كازاخستان ونائبة الممثل الخاص لأفغانستان وباكستان، مسؤولة الآن عن تسهيل مغادرة
الأفغان الذين ما زالوا يرغبون في مغادرة البلاد، ومساعدتهم على الاستقرار في
أمريكا، وفقا للمتحدث باسم وزارة الخارجية، نيد برايس.
وهي تتولى مهامها من جون باس، السفير
الأمريكي السابق في أفغانستان، الذي أرسلته إدارة بايدن إلى كابول في آب/ أغسطس
على أساس مؤقت للإشراف على جهود النقل هناك مع تدهور الوضع الأمني. وكان بايدن قد
رشح باس، في تموز/ يوليو، لمنصب وكيل وزارة الخارجية للشؤون الإدارية.
وقال برايس في بيان يؤكد تقريرا سابق
لـ "بوليتيكو": "السفيرة جونز مؤهلة بشكل استثنائي لتولي هذا الدور
المهم". وأشار برايس إلى أن جونز، بتوليها الوظيفة، تعود من التقاعد.
اقرأ أيضا: مسؤول إيراني: لا ننوي التدخل في شؤون أفغانستان الداخلية
وقال برايس إن جهود جونز ستشمل
"التنسيق المؤثر والفعال" داخل الإدارة ومع الحلفاء الدوليين والكونغرس
والصحافة. وستركز في المقام الأول على إعادة التوطين خارج أفغانستان؛ النقل إلى
دول ثالثة، ودراسة المعاملات خارج أمريكا، وإعادة التوطين، والتوعية الشاملة.
يأتي التعيين بعد أن التقى وفد أمريكي
بقيادة نائب مدير وكالة المخابرات المركزية ديفيد كوهين مع كبار مسؤولي طالبان في
الدوحة، خلال عطلة نهاية الأسبوع، للمرة الأولى شخصيا منذ آب/ أغسطس.
وأشاد
المسؤولون بالاجتماع، ووصفوه بأنه "صريح واحترافي"، بينما أصروا على أنه
لا يرقى إلى مستوى الاعتراف الرسمي بطالبان كحكومة لأفغانستان.
وركز الوفد على المخاوف الأمنية
والإرهابية، بعد هجوم شنه تنظيم الدولة، الجمعة الماضية، في قندز، أودى بحياة عشرات المدنيين.
وقال برايس في بيان، الأحد الماضي، إن المشاركين ناقشوا أيضا الممر الآمن للراغبين
في مغادرة أفغانستان، وحقوق الإنسان، بما في ذلك معاملة النساء والفتيات، وتقديم
أمريكا للمساعدات الإنسانية للشعب الأفغاني.
خلال القمة الافتراضية الخاصة لمجموعة
العشرين يوم الثلاثاء، تعهدت الدول بمعالجة الأزمة الإنسانية في أفغانستان. وقال
رئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراجي، الذي استضاف القمة، إن المجموعة ستكون منفتحة
على تنسيق جهود المساعدة مع طالبان.
يقترب الاقتصاد الأفغاني من الانهيار
منذ تولي طالبان زمام الأمور في آب/ أغسطس، ما يفاقم الوضع الصعب أصلا في البلد
الذي يعاني من فقر مزمن. البنوك تنفد من الأموال، والموظفون الحكوميون لم يتلقوا
رواتبهم، والمدنيون يعانون من الجفاف والفقر المدقع. يحذر المراقبون الدوليون من
أن المزيد من الأفغان العاديين سيحاولون الفرار من البلاد، ما يؤدي إلى تفاقم
أزمة اللاجئين التي طال أمدها.
ناقش المشاركون في مجموعة العشرين أيضا
الحاجة إلى مواصلة جهود مكافحة الإرهاب، بما في ذلك التهديد من تنظيم الدولة
خراسان، ومواصلة إجلاء الأفغان الذين ساعدوا الدول الغربية، وفقا لبيان من البيت
الأبيض.
ووفقا للبيان، "أكد قادة مجموعة
العشرين أيضا التزامهم الجماعي بتقديم المساعدة الإنسانية مباشرة إلى الشعب
الأفغاني من خلال المنظمات الدولية المستقلة، وتعزيز حقوق الإنسان الأساسية لجميع
الأفغان، بما في ذلك النساء والفتيات وأفراد الأقليات"، وكان المعنى الضمني
أن الدول لن تقوم بتحويل الأموال من خلال حكومة تسيطر عليها طالبان.
من الصعب التكهن بمدى ما يمكن لمجموعة
العشرين أن تقدمه في نهاية المطاف بالنظر إلى مجموعة البلدان المعنية، وكونه من
المحتمل أن يعود الأمر إلى كل دولة على حدة. وبحسب ما ورد، تغيّب كل من الزعيم
الصيني شي جين بينغ والزعيم الروسي فلاديمير بوتين عن القمة.