تحدث كاتب
إسرائيلي، عن "عقدة"
الاحتلال الإسرائيلي لدى
أوروبا، التي تشترط أن يكون للشعب
الفلسطيني حق تقرير
مصيره ومستقبله.
وأكد شموئيل تريغنو في مقال بصحيفة
"إسرائيل اليوم"، أن زيارة أنجيلا ميركل الأخيرة إلى تل أبيب
"انتهت بملاحظة لاذعة"، وقالت ميركل: "أنا مع دولة ديمقراطية
يهودية، ولكن وجود هذه الدولة يجب أن يكون مضمونا للمدى البعيد.. من اللحظة التي
يكون فيها لإسرائيل حق في دولة خاصة بها فإن للفلسطينيين الحق في العيش وفي تقرير
مستقبلهم".
ورأى أنه "من خلف هذه اللغة غير المباشرة،
نسمع جيدا اتهامنا بالأبارتهايد، وهي إحدى الكلمات المرادفة في السلامة السياسية
للعنصرية".
وتساءل الكاتب: "وفق هذا التصنيف، هل نفهم
منه اعترافا مشروطا بإسرائيل؟ وما هي العلاقة بين ذاك الاعتراف وبين قصيدة
التمجيد لإقامة دولة فلسطينية؟".
وقال: "نحن نلمس هنا النقطة الحساسة للدول
الغربية، فهي بالفعل تشعر بوجود إسرائيل، التي أحدث مجرد وجودها المصيبة
الفلسطينية على خلفية
النكبة".
وزعم أن "إحساس أوروبا بالذنب النابع من
"الكارثة"، ينمي إحساسا بالدين تجاه الفلسطينيين، يلزم الاتحاد
الأوروبي، دون أي اعتبار براغماتي أو استراتيجي، بالواجب التالي لديه"،
مضيفا أنه "في حركة متكررة، يتسبب هذا الإحساس بواجب موجه لإسرائيل التي تطالب
بأن تكيف سلوكها مع مكانتها كدولة.. وجودها مشروط من ناحية إنسانية أكثر مما هي
مشحونة بالسيادة".
ولفت إلى أنه "يوجد شرط لذاك الاعتراف
المحمل بالذنب، بألا تمارس أبدا كامل سيادتها، وهذه هي النية الدفينة في مبرر التوازن
الذي تطرحه فرنسا في مجلس الأمن أو أمام الرأي العام الغربي، لأجل لجم إسرائيل عن
العمل (بزعم الدفاع عن نفسها)، بقوة البراءة المبدئية للفلسطينيين".
وكأنه يقال لنا بحسب تريغنو: "لستم
(إسرائيل) شرعيين مبدئيا، لا يقف أمامكم أعداء يخططون لإبادتكم بل ضحايا أنتم
مسؤولون عن حياتهم ومدينون لهم، وفي أقصى الأحوال فإنه يسمح لكم بأن تنفذوا أعمالا
شرطية تجاه مدنيين غير مسلحين، ولكن ليس ردا عسكريا ضدهم".
وأشار إلى أن "متلازمة الاتحاد الأوروبي
تقوم على أساس ذنب أوروبي ينسحب على إسرائيل وفق هذه المعادلة "إسرائيل تساوي
تعويضا عن الكارثة"، وهذه المعادلة تتسبب في معادلة أخرى "إسرائيل تساوي
النكبة"، ولاحقا تتسبب هاتان المعادلتان بواجب مزدوج؛ هو ما يقع على أوروبا تجاه
إسرائيل والواجب الذي يقع على إسرائيل تجاه الفلسطينيين".
وبين الكاتب، أنه "عندما لا يتحقق هذا
المنطق، فإن المعادلة تصبح أن إسرائيل تتماثل مع النازيين"، معتبرا أن
"الصيغة السحرية للسياسة الأوروبية "شعبان، دولتان" لا تخدم إلا
الراحة النفسية لأوروبا".