صحافة دولية

أتلانتك: صحافة فرنسا تكرر الخطأ بمنحها الأهمية للمتطرف "زمور"

زمور لا يخجل من الاستفزاز الديني أو العنصري ومعارض صريح للهجرة- تويتر
زمور لا يخجل من الاستفزاز الديني أو العنصري ومعارض صريح للهجرة- تويتر

نشر موقع "ذي أتلانتك" مقالا للصحفية ياسمين سرحان قالت فيه إن النجم التلفزيوني، إريك زمور الذي يفكر بالترشح للرئاسة في فرنسا، لا يخجل من الاستفزاز الديني أو العنصري، ولا يخفي ولعه بالمؤامرات. 


وأضافت سرحان في مقالها الذي ترجمته "عربي21" أن زمور معارض صريح للهجرة وللكياسة والأدب السياسي والحركات النسوية، وبالنسبة لأنصاره، فهو وجه مألوف لا يخشى "قول الحقيقة كما هي"، وهو في نظر المنتقدين "شعبوي محرض عازم على تقسيم البلاد، ولكن التغطية الشاملة لوسائل الإعلام تجعل له حضورا لا مفر منه".


وقالت إن إريك زمور، الناقد اليميني المتطرف الذي حقق تقدما في استطلاعات الرأي الأخيرة قبل الانتخابات الرئاسية في البلاد العام المقبل، قد يكون النسخة الفرنسية من دونالد ترامب. ولا زال لم يعلن ترشحه بعد إلا أن التغطية الكاسحة له في وسائل الإعلام الفرنسية، فضلا عن حضوره المتزايد في الصحافة الدولية، يشيران إلى أن الأمر مسألة وقت فقط قبل أن يفعل ذلك.


وأشارت سرحان إلى أن جذب زمور الانتباه الكبير مقارنة مع بقية المرشحين للرئاسة في فرنسا هو دليل على قدرته في الحفاظ على موقفه المستفز، وهي مهارة طورها طوال مسيرته المهنية.

 

وببساطة فهو مثل ترامب شق طريقه إلى الصفحات الأولى ونشرات الأخبار في أوقات الذروة، من خلال كونه الصوت الأكثر فظاعة في المجلس، ويبدو أن الهدف هو حشد الزخم الكافي لتعزيز ترشيحه المرتقب. وحتى الآن، أثبتت الصحافة الفرنسية أنها مستعدة وسعيدة لمتابعة ما يقول وخدمته.


وتضيف الكاتبة أن الصحافة فعلت هذا من قبل. على الرغم من أن وسائل الإعلام الأمريكية لم تصنع ترامب، فهو مثل زمور كان اسما مألوفا قبل فترة طويلة من ترشحه، إلا أن المعلقين والكتاب منحوه مستوى غير متناسب من التغطية، ومنحوه مزيدا من الاهتمام والشرعية أكثر مما منحوه لأي من منافسيه.

 

اقرأ أيضا: إيكونوميست: اريك زمور يعادي الإسلام والمهاجرين من أجل حكم فرنسا

لكن سرحان قالت، إن الطريق أمام زمور لا يزال بعيدا، فنحن على بعد ستة أشهر من يوم الانتخابات ولم تبدأ المنافسة على الرئاسة في فرنسا بعد. ومع ذلك، فالمبالغة في الإشارة إلى مرشح واحد تشير إلى أن الصحفيين الفرنسيين سيكررون على ما يبدو أخطاء نظرائهم على الجانب الآخر من الأطلنطي.


وتضيف أن ما يميزه عن بقية النخبة الفرنسية هي نظرته الراديكالية للعالم. بالإضافة إلى تعليقاته التحريضية حول المهاجرين والمسلمين، فقد أدين مرتين بالتحريض على الكراهية العنصرية. وقام أيضا بالترويج للمراجعة التصحيحية للتاريخ الفرنسي أثناء الحرب العالمية الثانية والتي تزعم زورا أن حكومة فيشي الفرنسية التي تعاونت علنا مع ألمانيا النازية، أنقذت اليهود الفرنسيين. 


وكذا دعمه لنظريات المؤامرة، فهو من أنصار النظرية العرقية "الإحلال العظيم" التي روج لها الكاتب الفرنسي رينو كامو والتي تدعي أنه يتم استبدال الأوروبيين البيض الأصليين بالمهاجرين غير البيض من الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

 

وتعلق الكاتبة أن الصحافة الفرنسية بعدما شهدت صعود ترامب، تعرف مخاطر تحويل زمور إلى نوع من "السيرك السياسي" بل والأسوأ من ذلك، منح صبغة طبيعية على آرائه المتطرفة، مشيرة إلى أنه وبهذه الطريقة، تقع الصحافة الفرنسية في نفس الفخ الذي وقع فيه الصحافيون الأمريكيون مع ترامب.

 

فمن خلال مكافأة زمور على تطرفه ومنحه مزيدا من التغطية، كما فعلت الصحافة الأمريكية مع ترامب قبل انتخابات عام 2016، فإنها تقدم رسالة ضمنية ومقصودة في الوقت نفسه أن الخطاب الأكثر تطرفا فقط هو الذي يستحق النقل والمتابعة.

 

التعليقات (0)