هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
ألقت الشرطة البريطانية القبض على المجرم، ديفيد فولر، الذي كان يقوم بـ"الاعتداء الجنسي" على الموتى في ثلاجات المستشفيات، بعد 33 عاما من أول جريمة قتل قام بتنفيذها.
وكانت أول جريمة قتل قد وقعت عام 1987، حيث تم العثور على جثة ويندي كنيل عارية ومغطاة بالدماء على الفراش الذي كانت تستلقي عليه.
اقرأ أيضا: جريمة تهز الشارع المصري.. قتل رجل وقطع رأسه أمام المارة
وعلى الرغم من الاعتداء الجسدي والجنسي الذي تعرضت له كنيل، لم يقم أحد من الجيران بسماع ما كان يحصل لها في غرفتها.
وفي الجريمة الثانية، قام المجرم فولر بقتل "كارولين بيرس"، ولكن تم اكتشاف جثتها بجانب نهر بعد ثلاثة أسابيع من قتلها، حيث وجدها سائق جرار بالصدفة.
ووجدت جثة بيرس ملقاة وهي عارية، باستثناء الجوارب الضيقة التي كانت ترتديها.
وبحسب المحققين، كانت إصابات كارولين وويندي متشابهة، ما جعلهم يتأكدون أن الجريمتين مرتبطتان معا.
وبسبب عدم توفر هواتف للتعقب أو كاميرات للمراقبة في الثمانينيات، عجز المحققون عن المضي قدما في القضية.
وكان لدى المحققين أدلة جنائية، مثل بصمة دموية على حقيبة تسوق، وبصمة قدم على بلوزة بيضاء في شقة ويندي.
وقال المحقق المخضرم ديف ستيفنز، الذي حقق في القضية، لـ"بي بي سي" في عام 2007: "لقد قلصنا حجم التحقيق، لكن شيئا واحدا لم نفعله أبدا، هو إغلاق التحقيق".
وفي عام 2019، كان خبراء الطب الشرعي قد حصلوا على تكنولوجيا جديدة وتقنيات متطورة لجمع الحمض النووي من عينات الحيوانات المنوية التالفة على جوارب كارلين.
وقام العلماء بتطوير تقنية جديدة، وهي "الحمض النووي العائلي"، التي تسمح بتحديد إن كان المجرم ذا صلة بالضحية.
وكان أقرب تطابق أشقاء فولر، فقامت الشرطة بالتحقيق في شجرة العائلة، وركزت على أحد الأقارب.
وولد ديفيد فولر في الخمسينيات، وكان يعمل كهربائيا ورجل صيانة في أحواض بناء السفن البحرية.
وكان قد واجه فولر مشاكل مع الشرطة؛ بسبب إتلافه الممتلكات، وكان قد قام بسلسلة من سرقة السيارات في السبعينيات.
وبحلول عام 2020، كان يعيش فولر مع عائلته في منطقة هادئة، حيث زارته الشرطة، ولوحظ إحاطة منزله بالكاميرات بشكل كبير.
وزعم فولر أنه لا يعرف منطقة تونبريدج ويلز جيدا "المنطقة التي حدث فيها الجرائم"، على الرغم من كونها البلدة المجاورة له، وقال إنه لم يزر أيا من المطاعم التي كانت تعمل بهما الضحيتان.
ووجد المحققون أكواما من الأقراص وأجهزة الكومبيوتر القديمة والهواتف المحمولة وقرابة 34 ألف صورة مطبوعة.
وكان لديه مذكرات تفصيلية عن ليالي سهره في الخارج وأعماله كهربائيا، وكانت أغلب فواتيره التي أصدرها عن أعمال نفذها قرب بلدة تونبريدج ويلز.
واكتشفت الشرطة أنه في فترة الجرائم، كان فولر يعيش فعلا في الشارع الذي سكنت فيه الضحية الأولى "ويندي" في الثمانينيات.
وقارن المحققون بصمة حذاء فولر وتطابقات مع الأدلة من مسرح جريمة ويندي في شقتها، بالإضافة لتطابق عينة الحيوانات المنوية على جوارب كارولين الضيقة، ولكن بدأ التحقيق يأخذ منعطف أكثر إزعاجا.
وعندما كان يفحص الخبراء الأقراص وأجهزة الكمبيوتر التي كان يخزنها في منزله، اكتشف المحققون أنها كانت تحتوي على فيديوهات تبدو كأنها في مشرحة مستشفى.
وظهر أن فولر كان يعتدي جنسيا على الموتى في مشرحات المستشفيات.
وكان يملك فولر بطاقة ممغنطة تسمح له الدخول إلى جميع غرف المشفى، وكانت المشرحة من الأماكن التي يتردد إليها بانتظام.
وفي آخر مستشفى عمل به فولر، كان هناك بابان للمشرحة، ويوجد كاميرة مراقبة على أحدهما، لكن الآخر لا يوجد عليه، وكان فولر يعلم ذلك، فلم تجد الشرطة أي لقطات عما كان يفعله.
أما ما كان على مقاطع الفيديو التي صورها، فأظهرت مقاطع مخيفة ومقززة لما كان يفعله.
وتمكن المحققون من تحليل مقاطع الفيديو، وقراءة التفاصيل المكتوبة على الأساور التي كانت في معاصم الموتى.
وراجع المحققون بيانات مقاطع الفيديو، التي ظهرت وقت تصويرها مع أسماء الموتى في الثلاجة.
واحتفظ فولر بكتاب أسود يحتوي على أسماء الضحايا، وقالت كبيرة المدعين؛ إنه "لم يتركهم وشأنهم".
وأضافت: "لقد كان يعود لهم في أوقات مختلفة، هذه القضية الأكثر إزعاجا التي أعمل عليها".
وتراوحت أعمار الضحايا بين 18 و85 عاما.
وكان لدى فولر مخزن كبير لصور اعتدائه الجنسي على الأطفال.
وقال استشاري الطب الشرعي، الدكتور ريتشارد بادوك، لـ"بي بي سي"؛ إن ما حدث هنا هو بالتأكيد نمط سادي-مازوخي، فمن حيث الجوهر، هناك عدم قدرة على التعامل مع المشاكل الخاصة إلا من خلال السلوك المنحرف".
وقال: "مجامعة الموتى، هذا كل شيء، ليس هناك مكان آخر يمكن الذهاب إليه بعد ذلك".
وتمكنت الشرطة من الوصول إلى سجلات ما بين عام 2008 و2020، ولكن لا تزال هنالك فجوة في سجله بين عام 1987 و2008.
وتقوم شرطة كينت بفحص سجلات الأشخاص المفقودين؛ لمعرفة ما إذا كان له علاقة بمقتلهم.
وقال بيل والد الضحية "ويندي كنيل" لـ"بي بي سي" في عام 2007: "في يوم من الأيام، سيقرع شخص ما هذا الباب، ويقول: لقد أمسكنا به، وسيكون هناك احتفال، خاصة إذا حدث ذلك بعد وقت طويل جدا".
رحل بيل قبل أن يشهد ذلك اليوم، فقد توفي
عام 2017.