في ظل التوترات التي
تشهدها المنطقة، يواصل جيش الاحتلال وقادته من كبار الجنرالات بث جملة من الرسائل
العسكرية في مختلف الاتجاهات، لعل أهمها الإسراع في إقرار خططه العملياتية المعدّة
للتعامل مع
إيران والتهديد النووي العسكري، وسط تباين
إسرائيلي في تصنيف
التهديدات
القائمة.
واستمعت لجنة الشؤون
الخارجية والأمن في الكنيست لمراجعة إجمالية حول الوضع العسكري في المنطقة، قدمها
رئيس هيئة الأركان العامة للجيش أفيف كوخافي، الذي وصل رفقة رئيس قسم الأبحاث
عاميت ساعر، وقائد شعبة العمليات يارون فينكلمان، ورئيس قسم التخطيط وشؤون
الموظفين أمير دوماني، ورغم أن الملاحظات الافتتاحية لرئيس اللجنة ورئيس الأركان
جاءت مفتوحة للتغطية الإعلامية، لكن باقي الاجتماع تم وسط سرية كاملة بعيدا عن
الإعلام.
الصحفي الإسرائيلي عيدان
يوسي، كشف في تقريره بموقع
نيوز ون، عن "بعض ما قدمه كوخافي خلال مداخلته، بالقول إن الجيش يواصل العمل في ست ساحات قتالية في المنطقة، ومنها عبر العمليات
السرية في جميع أنحاء الشرق الأوسط، سعيا نحو إزالة التهديدات من جبهة
غزة،
والأخرى من الشمال، سواء كان تهديدا إيرانيا أو فلسطينيا".
وأضاف في التقرير، الذي
ترجمته "عربي21"، أن "التغيير المتوقع في بنية الجيش يشتمل على
عمليات التحديث والمشتريات، حيث يسرّع الجيش من خططه التشغيلية والجاهزية لمواجهة
مجموعة متنوعة من التحديات، بما في ذلك تحسين كبير في جميع الخطط التشغيلية
للمشتريات والتدريب، العادي أو الاحتياطي".
وقال التقرير إن
التوصيف الذي قدمه كوخافي ضمن جلسة سرية، لا يلغي وجود مخاوف عسكرية تحمل مضامين
سلبية، لاسيما على صعيد الوضع الاستراتيجي، خاصة إقامة التحالفات في المنطقة،
والرغبة الإسرائيلية بتوفير نظام إقليمي مستقر يضم العديد من الشركاء، خاصة أن
الجيش يتعامل مع ست ساحات معادية، جميعها نشطة، رغم أن الأخطر منها هي المنظومة
الصاروخية القادمة من إيران، فضلا عن تهديد آخر يتمثل بأن إسرائيل محاطة بمناطق لا
يمكن السيطرة عليها.
في الوقت ذاته، فإن
القلق الإسرائيلي ينبع من أن التوتر الأمني ما زال قائما في الضفة الغربية، رغم
حرية العمل الإسرائيلية، والتنسيق الأمني مع الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة
الفلسطينية. أما فيما يتعلق بقطاع غزة، فإن جيش الاحتلال يستعد للمزيد من التوتر
الأمني هناك، رغم أن الهدوء النسبي السائد هناك تستغله حماس لزيادة تسلحها، مقابل
تعزيز الجيش لمخططاته العسكرية، بحسب التقرير.