تراقب
إسرائيل عن كثب
جملة من السيناريوهات التي تنتظرها في أعقاب عودة
إيران للتفاوض على الاتفاقية
النووية، رغم أنها إشكالية بالنسبة لها، لاسيما حين تتوصل إيران لمحادثات وهي أقوى
من ذي قبل، رغم أن الولايات المتحدة بدأت تدرك أهمية وجود خيار عسكري موثوق به على
الطاولة.
وقد عادت الجبهة
النووية الإيرانية لتصبح قضية الأمن القومي الأكثر تحديا لإسرائيل، وتتصدر
العناوين الرئيسية مع إعلان إيران عودتها للمفاوضات مع القوى العظمى في نهاية تشرين الثاني/نوفمبر، وتطرح التساؤلات، حول كيف تبدو الحملة من العواصم الثلاث: تل أبيب وطهران
وواشنطن، لتقييم السيناريوهات التي تحتاج إسرائيل للاستعداد لها، والعودة
للسيناريوهات التي تتطلب تغييرا في سياسة إسرائيل لمنع إيران من امتلاك أسلحة
نووية.
الجنرال عاموس يادلين
الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات العسكرية- أمان، قال في مقال نشره على موقع
القناة 12، ترجمته "عربي21"؛ إن "هناك ثلاث توصيات موجهة للسياسة
الإسرائيلية في ظل الواقع الجديد أمام إيران، التي تتفهم أن الولايات المتحدة تعد
"خطة ب"، وتخشى أن يتم استخدام مجموعة أوسع من العقوبات ضدها إذا اقتنعت
القوى أنه من الخطأ إعادة الاتفاق، ويخشى الإيرانيون من صدور قرار ضدهم في مجلس
محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية".
وأضاف يادلين الرئيس
السابق لمعهد أبحاث الأمن القومي، أن "العودة للاتفاقية الآن دون تعديلها
تعتبر لإسرائيل أخطر بكثير أكثر مما كانت عليه في 2015، وإذا استمر الإيرانيون
بتطوير برنامجهم النووي، فستجد إسرائيل نفسها في موقف إشكالي يجب أن تفكر فيه في
اتخاذ إجراء نشط، بينما لا تزال القوى، بقيادة الولايات المتحدة، تتفاوض مع إيران".
وقال إنه في هذه
الحالة، يمكن في هذا السيناريو الإسرائيلي أن تطلب القوى العظمى من إيران تجميد
التقدم في البرنامج النووي مقابل رفع جزئي للعقوبات، ومن الناحية العملية، فإن
إيران تشتري الوقت لتحسين الاستعداد الإسرائيلي لأي سيناريو محتمل، وهو ما يسمى
"سيناريو الأزمة" المتمثل بعدم العودة للاتفاق، وهذا هو السيناريو
الأكثر تحديا على المدى القصير، ويضع معضلات صعبة ومصيرية على طاولة صناع القرار
في إسرائيل وواشنطن.
وتابع: "مع العلم
أن الموقف الرسمي في إسرائيل يعبر عن عدم رضاه عن عدم العودة للاتفاقية الإشكالية
من 2015، ولكن إذا استمرت إيران في سياستها الحالية نتيجة لذلك، فقد تواجه إسرائيل
والولايات المتحدة معضلة، وتبدأ في توفير الإجابات عن تساؤلات: متى وكيف يمكن
إيقاف المزيد من التقدم الإيراني، أو حتى كسر جهود الحصول على القنبلة النووية".
وتتداول الأوساط
الإسرائيلية ثلاثة أبعاد للرد على إيران: أولها التنسيق مع الولايات المتحدة، حيث
تتشاركان بالهدف نفسه، لكنهما تختلفان على الاستراتيجية المراد تحقيقها، وثانيها
التركيز على الاستخبارات والعمليات كعنصر أساسي لوقف التقدم الإيراني، وبعد
التركيز على الحصول على المواد الانشطارية كطريق حاسم في طريق القنبلة يقترب من
نهايته الفعلية؛ وثالثها تعزيز البدائل العسكرية وتحديثها كرافعة للدبلوماسية،
باعتبارها ملاذا أخيرا، إذا فشلت الجهود السياسية.
وبجانب هذه
السيناريوهات الإسرائيلية المتوقعة إزاء إيران، تسعى إسرائيل لانتهاج جملة من
السياسات لتحقيق الهدف المتمثل بمنع إيران من امتلاك أسلحة نووية، تتركز في تكثيف
الاستخبارات، وتقييم الوضع، وتعريفات مشتركة لمفاهيم العتبة النووية، مع أن لديها
رؤية أكثر صرامة من الولايات المتحدة لأسباب مفهومة، ولذلك قد يكون الاتفاق
الأفضل، إذا تم تطبيقه، هو الأقل سوءا لوقف إيران على المدى الطويل.