هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت صحيفة "صندي تليغراف" البريطانية مقالا لمستشار الأمن الأمريكي الأسبق جون بولتون، حذر فيه من "احتلال" الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، للجارة الجنوبية، بيلاروسيا، مقترحا "خطة" لمواجهة ذلك.
واعتبر بولتون أن تراخي الغرب يمكن روسيا، بعد ثلاثين عاما على تفكك الاتحاد السوفييتي، من إعادة السيطرة على بيلاروسيا بشكل كامل، وهي أول جمهورية سوفييتية سابقة تكون معرضة للخطر بشدة.
فقد ضم فلايمير بوتين جزر القرم من أوكرانيا، بينما تتأرجح غيرها من الجمهوريات السوفييتية السابقة أمام جهوده الحثيثة لإنهاء ثلاثة عقود من استقلالها.
وشنت روسيا، بحسبه، حملة ناجحة من شرق أوروبا إلى القوقاز حتى آسيا الوسطى للتأكيد على هيمنتها.
واعتبر بولتون أن بيلاروسيا حاليا محل اهتمام الكرملين وقد نرى إعادة دمج كاملة للدولة، في حين لم يخضع الرئيس ألكسندر لوكاشينكو للسيطرة الروسية بالكامل بعد.
اقرأ أيضا: لماذا يهاجر أكراد العراق رغم الاستقرار الأمني في كردستان؟
ويتابع بولتون بأن الاتحاد الأوروبي لا يرى إعادة الإندماج الروسي-البيلاروسيي، في وقت ينشغل فيه بمعالجة احتمالية تدفق جديد للمهاجرين.
وواصل مستشار الأمن القومي الأمريكي السابق انتقاد الغرب، قائلا إن واشنطن وبروكسل لم تستجيبا بشكل كاف للتطورات في بيلاروسيا خلال السنوات الأخيرة، معتبرا أن فشل الولايات المتحدة يتحمله كل من ترامب وبايدن.
وأضاف بولتون أن الخيار المفضل الواضح للوكاشينكو هو الاحتفاظ بالسلطة في بيلاروسيا المستقلة، وخطته الثانية هي أن يظل في السلطة حتى وإن تحولت بلاده إلى محمية روسية. والمشكلة لدى الغرب تكمن في أن فرض عقوبات على مينسك، بسبب قمع المعارضة السياسية، قد لا يسفر عن الإطاحة بلوكاشينكو بل قد يسمح بدخول بوتين إلى بيلاروسيا.
اقرأ أيضا: فورين أفيرز: هكذا يجب على بايدن التعامل مع بوتين
ويضيف بولتون، أن الهدف الرئيسي في بيلاروسيا هو إبقاء روسيا بعيدة عن السيطرة عليها، ووجود حكومة حرة فيها وإسقاط لوكاشينكو.
وسيفضل أنصار الفضيلة، على حد تعبيره، حدوث ثورة ناجحة في بيلاروسيا، تنتهي بمحاكمة لوكاشينكو وزمرته، لكنّ هذا خيار مستحيل إلى حد بعيد، بحسبه.
وهناك سيناريو "معقول تماما"، وفق بولتون، وهو أن تخوض المعارضة احتجاجات أكبر وأكبر، فيُصاب لوكاشينكو بالذعر ويطلب دعما عسكريا روسيا، وعندئذ يستجيب بوتين بسعادة بالغة، ليتم قمع بيلاروسيا ليس تحت حكم لوكاشينكو ولكن تحت حكم بوتين الذي يعيد سيطرة موسكو على بيلاروسيا.
ويختم بولتون مقاله بعرض الحل المتمثل في الوصول إلى حلول وطرق جذابة لكي يتخلى لوكاشينكو وعائلته وكبار مستشاريه عن السلطة مقابل حياة كريمة في المنفى -ربما في إحدى دول الخليج- ومنحه حصانة ضد المحاكمة في بيلاروسيا، وإذا سمحت الظروف، فإن من الممكن أن يتظاهر لوكاشينكو بأن رحيله عن السلطة من بنات أفكاره.