هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
تحل اليوم الاثنين، الذكرى الـ33 لإعلان الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، "خطاب الاستقلال".
ففي 15 تشرين ثاني/ نوفمبر 1988، ألقى عرفات من الجزائر خطاب "وثيقة الاستقلال" معلنا قيام دولة فلسطينية مستقلة، عاصمتها القدس الشريف.
ورغم المبادرات السياسية المتعددة، التي تضمنت إقامة دولة فلسطينية مستقلة، وهو المبدأ الذي تبنّته منظمة التحرير، وتمحور حوله نضالها السياسي والعسكري، إلا أن هذه المساعي باءت بالفشل نتيجة التغيرات الحاصلة على البيئة الخارجية والإقليمية، والفلسطينية.
ووصل عدد الدول التي اعترفت بفلسطين حتى الآن إلى 139 دولة.
وفي مثل هذا اليوم من كل عام يحيي الفلسطينيون المناسبة بالفعاليات الرسمية والشعبية، وتعلن الحكومة هذا اليوم إجازة رسمية.
وثيقة الاستقلال
من قصر الأمم (نادي الصنوبر) في العاصمة الجزائرية، أعلن الراحل عرفات، عام 1988، وثيقة الاستقلال، وذلك في ختام أعمال الدورة الـ19 للمجلس الوطني الفلسطيني (برلمان منظمة التحرير)، التي بدأت في 12 تشرين ثاني/ نوفمبر 1988، واستمرت ثلاثة أيام.
وقال عرفات، في نص الوثيقة: "إن المجلس الوطني يعلن، باسم الله، وباسم الشعب العربي الفلسطيني، قيام دولة فلسطين فوق أرضنا الفلسطينية، وعاصمتها القدس الشريف".
وأضاف: "ذلك يأتي استناداً إلى الحق الطبيعي والتاريخي والقانوني للشعب الفلسطيني في وطنه فلسطين، وتضحيات أجياله المتعاقبة دفاعاً عن حرية وطنهم واستقلاله".
وأكد أن "الإعلان يأتي انطلاقاً من قرارات القمم العربية، ومن قوة الشرعية الدولية التي تجسدها قرارات الأمم المتحدة منذ عام 1947، وممارسة من الشعب العربي الفلسطيني لحقه في تقرير المصير والاستقلال السياسي والسيادة فوق أرضه".
ودعت الوثيقة، التي تلاها عرفات، إلى ضرورة "مواصلة النضال من أجل جلاء الاحتلال (الإسرائيلي)، وترسيخ السيادة والاستقلال".
وطالبت الوثيقة بضرورة تحشيد الطاقات العربية وتكثيف الجهود من أجل إنهاء الاحتلال الإسرائيلي.
وأبدت الوثيقة "التزام دولة فلسطين بميثاق جامعة الدول العربية، وإصرارها على تعزيز العمل العربي المشترك، فضلا عن التزامها بمبادئ الأمم المتحدة وأهدافها، وبالإعلان العالمي لحقوق الإنسان، ومبادئ عدم الانحياز وسياسته".
ويعدّ هذا الإعلان هو الثاني من نوعه، بعد الوثيقة الأولى للاستقلال، التي صدرت في تشرين الأول/ أكتوبر عام 1948، والتي أعلنتها آنذاك حكومة "عموم فلسطين" برئاسة الفلسطيني الراحل أحمد حلمي عبد الباقي.
وشكّلت الوثيقة بارقة أمل للفلسطينيين بإقامة دولتهم المستقلّة، إلا أن هذا الأمل ما زال يصطدم بعدد من التحديات التي أفرزها الواقع السياسي الفلسطيني والدولي، والتي يمكن إيجازها في ما يأتي:
اقرأ أيضا: دراسة: ماذا يعني "الفصل العنصري" بالنسبة لإسرائيل؟ (1)
واقع مغاير
برغم مرور 33 عاما على وثيقة الاستقلال، إلا أن الواقع يبدو مغايرا.
فالخطاب الذي خطّه وصاغه الشاعر الراحل محمود درويش، وألقاه عرفات، لم تتحقق بنوده بعد 33 عاما، إذ وسّعت إسرائيل احتلالها لتشمل مناطق في الضفة الغربية، بالإضافة إلى انتهاكاتها اليومية في القدس المحتلة.
ورغم كل التحديات والظروف المحيطة، يواصل الفلسطينيون مساعيهم لنيل الاعتراف الدولي، ففي 29 تشرين الثاني/ نوفمبر 2012، صوّتت الجمعية العامة للأمم المتحدة لصالح قرار منح فلسطين صفة دولة غير عضو "مراقب" في الأمم المتحدة.
وفي 30 أيلول/ سبتمبر 2015، رُفع العلم الفلسطيني لأول مرة إلى جانب أعلام باقي الدول الـ193 الأعضاء في المنظمة الأممية.
يشار إلى أنه بعد 6 سنوات من الوثيقة، وقعت منظمة التحرير على اتفاقية "أوسلو" التي نصت على منح الحكم الذاتي للفلسطينيين، بالضفة الغربية وقطاع غزة، لمدة انتقالية تنتهي عام 1999.
ورغم انتهاء المدة الانتقالية، فقد ماطل الاحتلال الإسرائيلي في منح الفلسطينيين الدولة المستقلة، وعمل على مضاعفة أعداد المستوطنين اليهود في أراضي الضفة الغربية.