ملفات وتقارير

مغامرة في إسبانيا تكشف عن طريق جديد للهجرة

علق القنصل المغربي في بالما، عبد الله بيدود، بالقول إن ما جرى "مغامرة غير مدروسة" و"لن تتكرر"- جيتي
علق القنصل المغربي في بالما، عبد الله بيدود، بالقول إن ما جرى "مغامرة غير مدروسة" و"لن تتكرر"- جيتي

شكل مطار "سون سانت خوان" في بالما، بجزيرة مايوركا الإسبانية، مؤخرا، ساحة لمغامرة قامت بها مجموعة من المغاربة، وفلسطيني واحد، كشفت عن طريق جديد للهجرة نحو أوروبا.

 

وبدأت القصة بعد ظهر يوم 5 تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري، إذ أقلعت طائرة تابعة لشركة العربية للطيران من الدار البيضاء في المغرب متجهة إلى تركيا.


ولم يمض وقت طويل على الرحلة ليتبين أن رجلا مغربيا كان على متن الطائرة يعاني من حالة طبية طارئة بسبب نوبة سكري.

 

وطلبت الطائرة الإذن بالهبوط في مطار "سون سانت خوان"، حتى يتسنى له تلقي الرعاية الطبية، لكن مجموعة من الركاب استغلت تلك الثغرة ونزلت إلى المدرج، وسط حالة من الفوضى، ليتمكن 21 مغربيا وفلسطيني واحد، في نهاية المطاف، من الهروب من المطار.

 

وإثر ذلك، تم تسليم الرجل الذي نُقل سابقا إلى المستشفى واعتقاله، بينما فر مرافق له من المستشفى، لكنه ما لبث أن اعتقل هو الآخر.

 

وفي الساعات التالية احتُجز ما مجموعه 12 مهاجرا، معظمهم بالقرب من المطار، فيما لا يزال 12 مهاجرا آخرين طلقاء، وقد سافر اثنان منهم على الأقل بعبارة إلى برشلونة.

 

وبحسب تقرير لشبكة "بي بي سي" البريطانية، فإن الحادث أثار دعوات لتشديد الإجراءات الأمنية في مطار بالما، وهو أحد أكثر مطارات أوروبا ازدحاما، ووعدت الحكومة الإسبانية بالاستجابة.

 

اقرأ أيضا: لاجئ أفريقي هرب من ديكتاتورية بلاده فوجد نفسه بسجون أوروبا


وقالت آينا كالفو، ممثلة الحكومة المركزية في جزر البليار: "إن الجهود التي تُبذل تأتي لضمان أن يظل هذا الحادث فرديا واستثنائيا تماما، إذ إن كل المطارات في العالم باتت على دراية بما حصل ومتيقظة في حال حدوث شيء مماثل".


وعلق القنصل المغربي في بالما، عبد الله بيدود، بالقول إن ما جرى "مغامرة غير مدروسة" و"لن تتكرر".


لكن تقرير "بي بي سي" أشار إلى تكهنات بأن طريقة الدخول إلى أوروبا، التي تطلق عليها بعض وسائل الإعلام الإسبانية اسم "القارب الجوي"، ربما شكلت سابقة.


ويشير المعلق كاميلو خوسيه سيلا كوندي، إلى أن "الأمراض الزائفة ونوبات الهياج الجنونية، وطرقا إبداعية أخرى للوصول إلى أوروبا" أصبحت الآن خيارا لا مفر منه للمهاجرين.


وعلى الرغم من مخاوفه بشأن أمن المطارات، إلا أنه يرى أن مثل هذه البدائل أفضل من الطرق التقليدية "إذ إنها تُجنب المهاجر الاحتمالات الكبيرة للموت في البحر، كما أنها لا تعود بأية فائدة على المافيا التي تتحكم بأعمال عبور البحار".


وفي الوقت الذي تبحث فيه المطارات في إسبانيا وأماكن أخرى عن طرق لضمان عدم تكرار هذه الحادثة، ترى صحيفة "آي بي سي" اليمينية أن هذا المثال قد يكون بداية لتوجه جديد.

 

اقرأ أيضا: اتهامات غربية لبيلاروسيا بتأجيج أزمة الهجرة.. ونذر توتر عسكري 

 

وتصف الصحيفة ما يسمى بطريقة هجرة القوارب الجوية بأنها "اقتصادية أكثر بكثير.. أقل خطورة بمراحل، وبدون ديون ينبغي سداداها لاحقا، كما أن حظوظها في النجاح أكبر".


أما حزب "فوكس" اليميني المتطرف، فقد رأى في الحادث إثباتا لموقفه المناهض للمهاجرين، ودليلا على أن الحدود الجوية والبرية والبحرية لإسبانيا بحاجة إلى مزيد من الإجراءات الشرطية.


في غضون ذلك، يستمر التحقيق في القضية، ويحرص المحققون على معرفة وتحديد الدرجة التي تم بها التحضير والتخطيط لتنفيذ عملية الهروب.


وفي ضوء أن جميع الرجال الذين فروا من الطائرة تقريبا لم يصطحبوا أية أمتعة، فيعتقد البعض أنهم على الأرجح كانوا جميعا متواطئين في العملية منذ البداية.


وفحص فريق المحققين حسابا على "فيسبوك" تتبعه الآلاف من الشباب المغربي، ورد أنه نشر في تموز/ يوليو اقتراحا لتنفيذ خطة تشبه إلى حد بعيد خطة 5 تشرين الثاني/ نوفمبر.


وذكر المنشور أنه إذا قام أحد الركاب بادعاء المرض أثناء تحليقه فوق المجال الجوي الإسباني في طريقه إلى تركيا، فإن "الطائرة ستهبط إجباريا في إسبانيا لحماية سمعة شركة الطيران، وتحرير نفسها من المسؤولية".

 

وأضاف: "اشترك إذا كنت مهتما".


ويُتهم المحتجزون الاثنا عشر بارتكاب مجموعة من الجرائم، تتراوح بين تسهيل الهجرة غير الشرعية، وإحداث حالة فوضى عامة، والتحريض على الفتنة.

التعليقات (0)