صحافة دولية

التايمز: سيف الإسلام لا يمكنه إنقاذ ليبيا ويريد الفرار بجلده

سيف الإسلام القذافي
سيف الإسلام القذافي

قالت صحيفة "التايمز" إنه من السذاجة الاعتقاد أن سيف الإسلام القذافي، يملك مفتاح الحل ببلاده، وأنه قادر على إنقاذها، بعد ترشحه للانتخابات الرئاسية.

وأشارت الصحيفة في تقرير ترجمته "عربي21"، إلى أنه مضى عقد على قتل الجموع الغاضبة لمعمر القذافي، وتداعت ليبيا وتحول البلد إلى حالة لدراسة الفوضى المحلية وتداعيات التدخل الغربي الذي لم يخطط له بطريقة جيدة.

وشهدت مرحلة ما بعد القذافي "المرتزقة وهم ينشرون تجارتهم ويعمقون الإنقسام في البلد. وحصل قادة المليشيات على تلال من الأسلحة. وجذب انتشار الفوضى عصابات تهريب المهاجرين الذين يقطعون رحلة من دول الصحراء الأفريقية باتجاه البحر المتوسط. وتعلم جيل جديد كيفية تجميع المتفجرات البدائية في معسكرات التدريب".

وأضافت، "اليوم يقدم سيف الإسلام، نجل الطاغية نفسه مرشحا في الانتخابات. ولديه فرصة، ولكن ليست كبيرة للفوز فيها. ويتعهد القذافي الابن بإعادة وحدة ليبيا ولا يخفى أن هناك رغبة من الليبيين للهروب من الفوضى وعدم الاستقرار التي عانى البلد منها منذ الربيع العربي في 2011".

وفي مقابلة أجريت معه قبل فترة قال: "لا يوجد هناك مال ولا أمن، لا حياة، اذهب لمحطة البترول فلن تجده، مع أننا نصدر النفط والغاز إلى إيطاليا". ولا يزال هناك في ليبيا عدد قليل من الحرس القديم الذين يرون في نجل الطاغية "منقذا"، ففي ذروة حكمه أطلق القذافي على نفسه "ملك ملوك أفريقيا".

ويمكن أن يظهر القذافي الابن، الذي يوقع على مشاعر بعض الناخبين، كشخص حداثي يدعو إلى المركزية في الحكم. وفي شبابه نظرت بعض العيون الغربية إلى الطالب السابق في مدرسة لندن للاقتصاد بنفس الطريقة. وباعتباره مصلحا محتملا يمكنه أن يبني جسورا بين ليبيا وأوروبا.

لكنها قالت: "ما تم كسره لا يمكن إصلاحه، إلا عبر جهود دبلوماسية مكثفة. ولكن من السذاجة الاعتقاد أن القذافي الابن يحمل المفتاح وأن بلدا متشرذما مثل ليبيا سيجد في ظل حكمه هدفا مشتركا أو طريقا نحو دولة متماسكة".

وقالت إن بريطانيا وفرنسا وبمساعدة من الولايات المتحدة "التي قادت من الوراء" قامت بحملة قصف جوي لمنع القذافي من ذبح المدنيين في بنغازي. وكان هذا هدفا نبيلا: "منع ما كان يمكن أن يكون سبرنيتشا جديدة، ولكن الحملة قامت على معرفة قليلة جدا بالتضاريس السياسية الليبية. فالانقسامات القبلية كانت عميقة. ولم يكن الحكم غير المستقر الذي ظهر بعد 40 عاما من سوء إدارة القذافي كافيا لكسر التحالف السام بين أمراء الحرب وشبكات الجريمة المنظمة". و"لا توجد هناك إشارات أن نجل القذافي لديه الدهاء أو القوة العسكرية لإعادة بناء دولة موحدة".

وأشارت الصحيفة إلى أن روسيا حاولت بناء قنوات خلفية مع القذافي الابن، وقد تدعمه في النهاية لخدمة مصالحها. وعلى بريطانيا ألا تسير في هذا الطريق، فهو لا يزال مطلوبا لمحكمة الجنايات الدولية لجرائم ضد الإنسانية.

وترى الصحيفة أن "الكارثة الليبية" تعطي درسين، الأول، لا تستطيع أي دولة، وحتى بريطانيا المفترض أنها عالمية لعب دور الشرطي في بلد بالكاد تعرفه. أما الثاني، فيجب على بريطانيا التفكير مرتين قبل دعم ومنح الشرعية لقادة يزعمون أنه لا يمكن الاستغناء عنهم لمستقبل بلد ساعدت مرة على تدميره. ويزعم القذافي الابن أنه يريد إنقاذ بلد والده، وفي الحقيقة يريد الفرار بجلده.

 

التعليقات (1)
جراء الصهاينة.
الأربعاء، 17-11-2021 03:21 م
زفتر و جرو القدافي يمثلون الكيان الصهيوني في هذه المهزلة الإنتحارية (الإنتخابية)