كشفت أبحاث طبية
أن الأجنة تبدأ بالتدرب على
البكاء، قبل أخذها أول دفعة من الهواء عقب الولادة.
وعلى الرغم من أن
الحوامل لا يشعرن بهذه الحركة، إلا أن الأبحاث تشير إلى أن البكاء يبدأ في مرحلة
مبكرة داخل بطن الأم.
وسمحت تقنيات الموجات
فوق الصوتية بالتحديق داخل الرحم ومراقبة الأجنة أثناء نموها. وأظهرت أبحاث جنينا
عمره 33 أسبوعا يصنع تعابير وجه تبدو وكأنها تبكي من خلال ملف تعريف بالموجات فوق
الصوتية.
وبعد أن أعطى
الباحثون
الجنين تحفيزا للاهتزاز والضوضاء، فإنه يفتح فكه على نطاق واسع، ويثني ذقنه
ويطلق ثلاث نفخات من الزفير الكبير على التوالي، بينما يرتفع صدره ويميل رأسه إلى الخلف. وقد شوهدت هذه الحركة في 10 أجنة.
وقالت ناديا
ريسلاند، أخصائية علم النفس التنموي في جامعة دورهام في المملكة المتحدة، لـ"لايف ساينس": "إذا كنت تستخدم تعريف ’صرخة أو صراخ بصوت عال غير
مفصلي للتعبير عن شعور أو عاطفة قوية‘، فيمكنك القول حينها: بالتأكيد إن
الأطفال لا
يبكون في الرحم".
وبعبارة أخرى، فإنه في
الكيس الأمنيوسي المليء بالسوائل، لا تستطيع الأجنة أن تأخذ نفسا عميقا، وتملأ
رئتيها بالهواء وتهتز عبر الحبال الصوتية لتبدأ في النحيب - وهذا سيحتاج إلى انتظار
الزيارة الأولى للخارج.
وقام فريق
ريسلاند بتحليل تطور تعابير الوجه في الرحم من خلال مراقبة حركات الأجنة في الثلث
الثاني والثالث من
الحمل من خلال التصوير بالموجات فوق الصوتية رباعي الأبعاد -
أفلام ثلاثية الأبعاد لحركات الجنين.
وقد تكون تعابير
الوجه هذه - بما في ذلك "البكاء و"الضحك - التي حددتها ريسلاند وزملاؤها
في بحث نُشر في مجلة PLOS One في عام 2011 - مقدمة لتعبيرات الوجه المستخدمة خارج الرحم.
وتتطور تعابير
الوجه الأولية هذه خلال 24- 35 أسبوعا، ويزداد تعقيدها مع عمر الحمل. وقالت
ريسلاند إن هذه الحركات خفية للغاية بحيث لا تشعر بها الأم الحامل.
ولكن، يبدو أن
الجنين يمارس على الأقل حركات البكاء قبل الولادة، ويجهزها للعمل عندما يأخذ
أنفاسه الأولى ويطلق ذلك النحيب الذي طال انتظاره.
ويتمثل هدف
ريسلاند من دراسة تعابير الوجه هذه هو مساعدة الباحثين على تطوير أداة مفيدة
لتحديد اضطرابات النمو والمشاكل الصحية الأخرى في الرحم. وقد لا يُظهر الجنين الذي
يعاني من مشكلة في النمو أو الصحة تعابير الوجه هذه في الوقت نفسه الذي يظهر فيه
الجنين السليم.
وقالت ريسلاند إن
تطوير تعابير الوجه الكاملة يتم تعلمه بعد الولادة في السياق الاجتماعي للتفاعل مع
الناس. ولا يبدأ الأطفال بالابتسام "اجتماعيا" إلا بعد مرور ثمانية
أسابيع تقريبا، ولا تأتي ضحكات الأطفال الثمينة هذه إلا بعد أربعة إلى ستة أشهر
تقريبا، ولكن وجوههم تطور هذه القدرات قبل أسابيع من الولادة.
كما أن الأجنة لا
تنتج الدموع أيضا؛ فلا يبدأ البكاء بالدموع عادة إلا بعد حوالي أربعة أسابيع من
الولادة، بمجرد أن تنضج القنوات الدمعية للأطفال بما يكفي لتشكيل الدموع، حسبما
ذكرت "لايف ساينس" سابقا.