هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
يصدر قريبا عن دار "خطوط وظلال" في عمّان، كتاب بعنوان: "قراءات في الفن الإسلامي"، من تأليف شاكر حسن آل سعيد.
وجاء في كلمة الغلاف: "يبدو أن إشكالية كتابة التاريخ، هي ضرب من التصور لشكل العلاقة بين الزمان والمكان: مكان المؤرخ وزمان الأحداث والمعطيات، وهذا ما يوضحه مثال يذكره الفيلسوف الفرنسي المعروف برغسون، في معرض حديثه عن معنى الفكر".
ويقول برغسون: "الذهن يرفض البقاء في مكانه، ويركز انتباهه على هذا الرفض من غير أن يحدد أبدا موقفه الحالي إلا بالنسبة للموقع الذي غادره. مثل مسافر في مؤخرة قطار، لا يرى أبدا سوى الأماكن التي تجاوزها".
وجاء في المقدمة أيضا: "ألسنا دائما في وضع هذا المسافر؟ أبهذا التساؤل يحاول ميرلوبونتي، الذي كان قد اقتبس رأي برغسون في كتابه "تقريظ الفلسفة"، أن يوضح لنا ثانية هذه المفارقة بين الزمان والمكان، كما يستمر: "أنكون مرة في "النقطة المكانية التي نشغلها جسديا، وأليس صحيحا أن انخراطنا في المكان" هو دائما "غير مباشر" يعكسه نحونا المظهر البصري للأشياء، الذي يعين "نقطة الوقوف" التي يجب أن تكون نقطة وقوفنا؟".
اقرأ أيضا: يصدر قريبا.. كتاب "الثقافة بالجمع" وتشكيلها للمجتمع
كذلك فإن هذه الإشكالية في الكتابة، أي كتابة التاريخ، تشبه إلى حد كبير جهدا لا يزال، بمعناه كـ"إمكان"، غير موجود على الرغم من وجوده الفعلي كـ"تدوين". أو على حد قول ميرلوبونتي ثانية؛ "إن كل فيلسوف، كل رسام، يعتبر ما يسميه الآخرون عمله أبسط رسم أولي العمل لا يزال مطلوبا القيام به" .
وختمت: "كذلك شأن العمل التأريخي، وذلك لأنه يبدو مشروعا مفتوحا، وفق محور تراجعي من أجل توثيق السيرورة التاريخية، من حيث رصدها وهي في سيرورتها، ولكن دونما جدوى. إنها مشروع لا ينتهي طالما ليس "للوثيقة" من حدود ثابتة يستطيع التدوين أن يحددها".