هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أبدى زعيم حزب الشعب الجمهوري كمال كليتشدار أوغلو استعداده لخوض سباق الرئاسة في الانتخابات التركية المقبلة مقابل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
جاء ذلك في تصريحات أدلى بها كليتشدار أوغلو حيث قال: "إن قبل التحالف ترشحي فسيكون شرفا لي".
ويشكل "تحالف الأمة" حزبان رئيسيان هما "الشعب الجمهوري" الذي يقوده كليتشدار أوغلو، و"الجيد" الذي تقوده ميرال أكشنار، فيما لم تحسم الأحزاب المعارضة الأخرى موقفها من الانضمام للتحالف.
ورغم مطالب المعارضة بإجراء انتخابات مبكرة في البلاد، لكنها لم تجمع بعد على مرشح واحد ينافس أردوغان الذي أجمع "تحالف الجمهور" على ترشيحه للانتخابات التي تأتي في مئوية تأسيس الجمهورية التركية.
وتراهن المعارضة التركية على الفوز بالانتخابات المقبلة مستغلة حالة الاحتقان بالشارع التركي بسبب انهيار الليرة التركية وارتفاع معدلات التضخم وما واكبه من غلاء معيشي.
كليتشدار أوغلو في منعطفات عدة أوحى برغبته بأن يكون منافس أردوغان في انتخابات الرئاسة التركية، ولكن أمام هذه الرغبة يواجه زعيم المعارضة اعتراضات من داخل حزبه وحزب الجيد وبعض الشخصيات المعارضة التي ترى بأنه لن يستطيع تحقيق الفوز بالانتخابات المقبلة.
اقرأ أيضا: هل يكون "غل" المرشح الرئاسي المشترك للمعارضة التركية؟
وأوضح كليتشدار أوغلو أن "تحالف الأمة لم يجتمع لبحث مسألة المرشح المشترك بعد، وإذا وافق التحالف على أن أكون المرشح للرئاسة فسيكون لي الشرف بذلك، علينا أن نجلس ونتفق لاتخاذ القرار".
وهاجم كليتشدار أوغلو السلطات قائلا: "نحن ندافع عن الديمقراطية أمام نظام سلطوي" مضيفا: "ليس من الصواب جمع كافة الصلاحيات في شخص واحد.. نحن بحاجة إلى نظام برلماني معزز".
وأضاف: "على الأحزاب السياسية التي ستشكل التحالف الاجتماع، والتوافق على شخص موثوق به".
وأشار إلى أن ميرال أكشنار تستحق منصب رئيس الوزراء في النظام البرلماني المعزز بسبب خبراتها السابقة، مؤكدا بالوقت ذاته أنه لم يتحدث معها بعد مرشح الرئاسة.
حديث كليتشدار أوغلو سبقته تصريحات من قيادات داخل حزب الجيد بشأن التوافق حول المرشح المشترك للرئاسة من تحالف المعارضة.
كوراي آيدن مساعد رئيسة حزب الجيد، قال في تصريحات سابقة قبل أيام، إنهم لم يسمعوا بأن كليتشدار أوغلو يطمح إلى الترشح للرئاسة، مضيفا: "لن نقبل بمرشح معرض لخطر عدم الفوز بالانتخابات بحسب استطلاعات الرأي.. لسنا في وضع يسمح لنا بالتصرف بأنانية، علينا التصرف بمثالية".
ويرى مراقبون بأن ميرال أكشنار التي أعلنت أنها ليست مرشحة لسباق الرئاسة، وأنها مستعدة لتحمل منصب "رئيس الوزراء" في النظام البرلماني المعزز الذي تنادي به المعارضة، تعترض على أن يكون مرشح الرئاسة كليتشدار أوغلو، وتفضل أحد رؤساء البلديات أكرم إمام أوغلو ومنصور يافاش.
وأعرب كليتشدار أوغلو مرات عدة عدم رغبته بترشيح إمام أوغلو أو يافاش مؤكدا بأنه يفضل استمرارهما في رئاسة بلديتي أنقرة وإسطنبول اللتين استطاعت المعارضة الحصول عليهما من حزب العدالة والتنمية بانتخابات 2019.
وقال في تصريحات له أمس ردا على تساؤل بهذا الشأن: "أنا لست ضد ترشح إمام أوغلو ويافاش للرئاسة، أصدقاؤنا لديهم مهام يعملون عليها حاليا، إنهم يجلبون النجاح لإسطنبول وأنقرة".
وردا على تصريحات مساعد رئيسة حزب الجيد، قال المتحدث باسم حزب الشعب الجمهوري فائق أوزتراك: "إن آراء رئيس حزبنا بشأن المرشح الرئاسي لتحالف الأمة علنية، ومن غير الضروري التعليق عليها لأنها واضحة".
وعقب تصريحات المتحدث باسم حزب الشعب الجمهوري، قال جهاد باتشجي: "كليتشدار أوغلو الاسم الصحيح إذا كان رئيسا، ولكن نفضل اختيار مرشح لديه احتمالية عالية في أن يتم انتخابه، ويستطيع تأمين الفوز بالجولة الأولى، ولذلك يجب علينا عدم المخاطرة".
موقف قيادات في حزب الجيد، أيضا واكبه تأكيد من رئيس الكتلة البرلمانية للحزب إسماعيل تاتلي أوغلو، بأن الرئيس التركي السابق عبد الله غل ليس ضمن أجندتهم بأن يكون مرشحا للرئاسة.
اقرأ أيضا: كليتشدار أوغلو يطلب "العفو" ويثير جدلا.. أردوغان يعلق
رئيس حزب "الوطن" المعارض محرم إنجه والذي انشق عن "الشعب الجمهوري"، ردا على تصريحات كليتشدار أوغلو، قال إنه يجب على زعماء الأحزاب أن يترشحوا للانتخابات الرئاسية، وعدم ترشحهم يعد مشكلة، مشيرا إلى أنه سيرشح نفسه في الانتخابات المقبلة.
وشدد على أنه يجب إدارة البلاد بالنظام البرلماني أي بوجود منصبي رئيس الجمهورية، ورئيس الوزراء الملغي حاليا، ومن الخطأ الحديث عن ترشح لمناصب غير موجودة.
أما رئيس بلدية بولو المثير للجدل تانجو أوجان وهو من حزب الشعب الجمهوري، اعترض على ترشح كليتشدار أوغلو للرئاسة وقال، إنه قد يترشح للرئاسة إذا اختار تحالف الأمة شخصا لن يتقبله الشارع التركي في إشارة إلى زعيم حزبه.
وأمام هذا الزخم، صرح رئيس بلدية إسطنبول الكبرى أكرم إمام أوغلو، لوكالة رويترز، أنه يركز أعماله حاليا على إدارة بلدية إسطنبول، لافتا إلى أن الترشح لانتخابات الرئاسة ليست على جدول أعماله، وأن تحالف الأمة سيتخذ القرار الصحيح بهذا الشأن.
الكاتب التركي عبد القادر سيلفي، قال في تقرير على صحيفة "حرييت"، إن لقاء عقد بين كليتشدار أوغلو وإمام أوغلو في أنقرة، لافتا إلى أن زعيم حزب الشعب الجمهوري طلب من إمام أوغلو التركيز على مشاكل إسطنبول ورئاسة البلدية.
وأضاف أن كليتشدار أوغلو قال موجها حديثه لإمام أوغلو: "يجب أن تنهي النقاشات بشأن الرئاسة.. وعليك القيام بواجباتك كرئيس بلدية إسطنبول الكبرى، وتقديم الخدمات لأهالي إسطنبول الذين ينتظرون منا تقديم الخدمات لهم".
وأشار سيلفي إلى أن إمام أوغلو بقي صامتا لفترة من الوقت، وبعدها قدم تصريحا لوكالة رويترز، مضيفا أن عبارة قالها تلفت الانتباه أثارت الجدل وهي: "أعتقد أنه عندما يأتي الوقت المناسب، سيتخذ قادة أحزاب تحالف المعارضة القرار الصحيح".
وأوضح أن إمام أوغلو في تصريحه لوكالة رويترز لم يدع حدا للنقاش حول ترشحه للرئاسة، بل أشار إلى أن زعماء تحالف الأمة هم المرجعية لتعيين المرشح للانتخابات الرئاسية، فلم يقل إنه ليس مرشحا للرئاسة كما أنه لم يقل بأن كليتشدار أوغلو مرشحه، بل أكد بأن قرار المرشح للرئاسة لا يتخذه زعيم حزبه وحده وإنما قادة المعارضة.
الكاتب التركي أوغور دوندار، قال في تقرير على صحيفة "سوزجو" المعارضة بأن كليتشدار أوغلو سيكون رئيسا جيدا إذا تم ترشيحه للرئاسة، مستدركا بالقول: "علينا أن نكون واقعيين ونقرأ الظروف الحالية، ويجب علينا أن لا ننسى أنه في حال تم ترشيحه فسيزيد أردوغان من حالة الاستقطاب، وسيسعى إلى تخريب ذلك".
وحذر دوندار من أن هذه الحقيقة تجعل كليتشدار أوغلو يخسر في الانتخابات، موضحا: "أعتقد أن زعيم حزب الشعب الجمهوري، سيترك القرار لتحالف الشعب في نهاية المطاف، وسيساهم في تحديد مرشح يرحب به الناخب المعارض كما فعل في الانتخابات المحلية".
ورغم مواقف كليتشدار أوغلو الأخيرة للتقرب من "الشعوب الديمقراطي" الكردي، لم يحسم الحزب الكردي والذي يواجه خطر الحظر من البقاء في تحالف المعارضة، كما أن زعيم حزب السعادة تمل كارامولا أوغلو يؤكد بأنه من المبكر الحديث حول التحالفات، فيما لم يقرر أحمد داود أوغلو زعيم حزب المستقبل، وعلي باباجان رئيس حزب الديمقراطية والتقدم الانضمام لتحالف "الأمة" المعارض.
ويبقى التساؤل مفتوحا حول المرشح المشترك لأحزاب المعارضة التركية، لا سيما أن أيديولوجياتها تختلف عن بعض ولا يجمعها سوى السعي للعودة إلى النظام البرلماني من خلال الدفع بمرشح قادر على إسقاط أردوغان بالانتخابات المقبلة.