هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
لوحظ
مؤخرا حالة انفتاح واسعة وقوية من قبل دولة تركيا تجاه الشرق الليبي واستقبال الرئيس
التركي لوفد من البرلمان أغلبهم من مؤيدي حفتر وعقيلة صالح، ما طرح تساؤلات حول دلالة
وسر هذا التقارب في هذا التوقيت والمصالح التي يحققها ساسة الشرق الليبي وعسكريوها
من التقارب مع أنقرة.
وزار تركيا وفد من البرلمان الليبي برئاسة رئيس المجلس المكلف، فوزي النويري وأعضاء آخرون عرفوا
بعدائهم الشديد لتركيا ووصفوها بمصدرة "الإرهاب" إلى ليبيا، لتتغير هذه الاتهامات
بعد الزيارة إلى شكر وتقدير للدور التركي والرئيس أردوغان على وقوفه بجانب ليبيا وثورتها.
والسؤال:
ما دلالة الانفتاح التركي على شرق ليبيا بعد سنوات من الاتهامات المتبادلة؟ وهل تصبح
أنقرة محطة اللقاء بين أطراف الصراع الليبي خاصة العسكري منه وكذلك أتباع النظام السابق؟
"تطبيع
العلاقات"
من جهته،
أكد عضو وفد البرلمان الليبي الزائر لتركيا، زياد دغيم أن "زيارتهم جاءت تماشيا
مع حالة التقاربات الحاصلة في المنطقة وبهدف تحسين علاقات ليبيا بكافة الدول في المنطقة
ومنها دولة تركيا، وأن الزيارة تستهدف تطبيع العلاقات بين تركيا وكافة المناطق الليبية
وليس منطقة واحدة، يقصد الشرق".
وأوضح
في تصريحات لـ"عربي21" أن "الوفد ناقش أهم الموضوعات التي تخص الجالية
الليبية هناك، وطرق تحسين أوضاعها دون النظر لمدينة أو منطقة بعينها، ومن أهم الاتفاقات:
فتح قنصلية تركية في بنغازي واستئناف الرحلات الجوية إلى مطارات المنطقة الشرقية بعد
الترتيبات الأمنية"، وفق قوله.
"تنفيذ
تعليمات"
في حين
رأى نائب الحاكم العسكري السابق في الشرق الليبي، العقيد سعيد الفارسي أن "الخطوة
جاءت تنفيذا لتعليمات داعمي الشرق الإقليميين وتقاربهم مع تركيا وهم مصر والسعودية
والإمارات، فبعد هذا التقارب اعتبر الانفتاح على تركيا من قبل الشرق الليبي أمرا طبيعيا".
وأضاف
لـ"عربي21": "أما بخصوص عقيلة صالح وخليفة حفتر فهم الآن لا حول لهم
ولا قوة، وتحركاتهم كلها فقط لتنفيذ التعليمات لأنهم مجرد أدوات في أيدي داعميهم، وسنرى
الآن تركيا "كعبة" لساسة وعسكريي الشرق، وستنتهي إسطوانة الإخوان والإرهاب
التي ظل يرددها هؤلاء لسنوات ليخدعوا مؤيديهم".
"تداعيات
إيجابية"
أما
الناشط والمدون من الشرق الليبي، فرج فركاش فقد رأى أن "التقارب في هذا التوقيت
أمر حتمي وكان متوقعا خاصة بعد التقاربات وزيارة لجنة 5+5 إلى أنقرة، وتم التقارب بمباركة
السلطات الفعلية في الشرق الليبي المتمثلة في القيادة العامة، وهناك أنباء تتحدث عن
زيارة صدام حفتر نفسه لأنقرة قريبا أو ربما زارها بالفعل".
وأوضح
أن "هذا التقارب ستكون له انعكاسات إيجابية على الداخل الليبي من حيث تقريب وجهات
النظر بين الفرقاء وتثبيت وقف إطلاق النار، وسيساهم في خفض الاستقطاب مما سيساعد في
الدفع تجاه توحيد المؤسسة العسكرية، وسيعزز تطبيق الاتفاقية الليبية التركية البحرية
وعودة الشركات التركية ودعم المصالح الاقتصادية المشتركة".
وتابع
لـ"عربي21": "كما أن هذا التقارب جاء في توقيت الانتخابات ولن نتفاجأ
إن أنتجت هذه التقاربات تحالفات في صالح بقاء السلطة التنفيذية الحالية، وبدعم من السلطة
الفعلية في الشرق الليبي لحين إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية التي حتما ذاهبة
إلى التأجيل في الوقت الحالي"، كما رأى.