هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
رجح خبير فلسطيني استمرار وتصاعد الهجمة وانتهاكات الاحتلال الإسرائيلي بحق الأسرى الفلسطينيين داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي، التي شهدت مؤخرا حربا مسعورة ضدهم، عبر إجراءات عنصرية متعددة.
ويعيش الأسرى داخل سجون الاحتلال ظروفا غاية في الصعوبة، تفتقد لأدنى مقومات الحياة الإنسانية، وتزداد هذه الظروف قساوة مع دخول فصل الشتاء، ورفض مصلحة السجون إدخال الاحتياجات الضرورية اللازمة لمواجهة الظروف القاسية، فضلا عن رفضها منح العلاج للأسرى المرضى.
وحول تقديره ورؤيته لحملة القمع التي تشنها أجهزة الاحتلال ضد الأسرى داخل السجون الإسرائيلية، أوضح عضو المجلس الوطني الفلسطيني، الخبير في شؤون الأسرى، عبد الناصر فروانة، أن "هجمة القمع والتنكيل تصاعدت بحق الأسرى والأسيرات منذ عملية نفق الحرية، التي تحرر بموجبها 6 أسرى من سجن جلبوع الإسرائيلي، عبر نفق أرضي قاموا بحفره إلى خارج أسوار السجن".
تحرك عاجل للأسرى
وأكد في حديث خاص لـ"عربي21"، أن "هجمة القمع والتنكيل ضد الأسرى مستمرة تحت ذرائع مختلفة وحجج عديدة، ولكنها في الأيام الأخيرة أخذت منحى خطيرا باستهدافها الأسيرات بشكل فظ (في سجن الدامون)، ما شكل تعديا صارخا على حقوقهن وخصوصيتهن".
ولفت فروانة إلى أن الاعتداء الإسرائيلي على الأسيرات، "دفع الأسرى في السجون الأخرى إلى التحرك وإرسال رسائل بلهجة حادة ومتعددة الصور إلى إدارة سجون الاحتلال، ومنها عملية الطعن الفردية التي قام بتنفيذها أحد الأسرى في سجن نفحة، ضد ضابط يعمل في إدارة السجون انتقاما للأسيرات".
اقرأ أيضا: الأسرى ينفذون عصيانا داخل سجون الاحتلال.. وتلويح بالتصعيد
وقال: "هذه الحادثة أشعلت الوضع لدرجة دفع الأسرى إلى إرجاع وجبات الإفطار وإغلاق الأقسام؛ كرسالة احتجاج وفي ذات الوقت، كان هناك موقف موحد من قبل الأسرى داعم ومساند للأسيرات للمطالبة بإنهاء الإجراءات بحقهن، واعتبار الأسيرات خطا أحمر".
وتوقع الخبير، أن "الهجمة الإسرائيلية ضد الأسرى ستستمر ولن تتوقف، وإن كان الهدوء بدأ يتسلل إلى أقسام الأسيرات عقب إعادة الأسيرتين مرح باكير وشروق دويات مساء يوم الأربعاء من زنازين العزل إلى القسم، وإعادة الأدوات الكهربائية".
ولفت إلى أن "القانون الإسرائيلي الذي أقر في الكنيست بالقراءة الأولى بتاريخ 14 كانون الأول/ ديسمبر الحالي، والذي ينص على إرسال مزيد من وحدات الجيش إلى السجون بذريعة ضبط الأمن، منح العاملين في السجون الضوء الأخضر لارتكاب مزيد من عمليات القمع والتنكيل بحق الأسرى".
قوة مفرطة وقمع
ورأى أن "المرحلة القادمة ستكون أكثر استخداما للقوة المفرطة وأكثر قمعا للأسرى، محذرا من حالة الهدوء النسبي التي قد تشهدها السجون خلال الأيام القادمة، التي لربما تكون محاولة خداع من إدارة السجون لامتصاص غضب الأسرى وتهدئة الأوضاع، التي سيعقبها هجمات متفرقة هنا وهناك للانقضاض على الأسرى ومصادرة مزيد من الحقوق ولتغيير الصورة التي رسمها أبطال نفق الحرية".
وأكد فروانة، أن "التحديات كبيرة، والحركة الأسيرة تمر بمرحلة صعبة منذ نجاح 6 أسرى بالهروب من سجن جلبوع، وما بعد الهروب ليس كما قبله".
وشدد عضو المجلس الوطني، على ضرورة "تدارك خطورة الموقف وتوحيد الجهود ومساندة الأسرى في مواجهة الغطرسة الإسرائيلية، والمحاولات الهادفة إلى تغيير الصورة التي رسمتها عملية الهروب، والتي وصفها بأنها معجزة جلبوع".
من جهتها، دعت المبادرة الأوروبية في بيان صدر عنها الخميس، ووصل "عربي21" نسخة منه، المجتمع الدولي للوقوف تجاه واجباته في الحفاظ على حقوق الأسرى الفلسطينيين.
وطالبت المبادرة مؤسسات حقوق الإنسان والبرلمان الأوروبي بالوقوف عند مسؤولياتهم ووقف هذه الهجمة الشرسة، والبطش بالأسرى المكبلين.
وأشارت إلى أنه "بعد التعدي الصارخ على الأسيرات وتجريدهن من كل الحقوق الإنسانية المنصوص عليها في المواثيق الدولية لحقوق الإنسان، وضربهن وسحلهن وتوجيه الكلام البذئ وعزلهن في زنازين فردية مما أدى إلى استنفار كامل داخل السجون في جميع الأقسام وزاد الأمور حدة وخاصة في سجن الدامون".
وتابع البيان بأن "جنود الاحتلال عادوا إلى الهجوم على الأسرى وخاصة في سجن نفحة حيث تم انتهاك أبسط الحقوق بممارسة فظاعات بحق الأسرى، مثال تجريدهم من الأغطية والألبسة ووضعهم في الخارج حيث درجات الحرارة في أدنى مستوى لها".
وشدّدت "المبادرة الأوروبية للدفاع عن حقوق الأسرى الفلسطينيين" على أنها ستبقى منبرا للدفاع عن حقوق الأسرى إلى أن يفرج عنهم.
وبلغ عدد الأسرى في سجون الاحتلال حتى نهاية تشرين الأول/ أكتوبر الماضي نحو 4650 أسيرا، منهم 34 أسيرة، ونحو 160 طفلا، و550 يعانون من أمراض مختلفة في سجون الاحتلال.
وأعلن الاحتلال، فجر الاثنين 6 أيلول/ سبتمبر 2021، عن نجاح ستة أسرى فلسطينيين، معظمهم من أصحاب الأحكام العالية (مؤبدات)، في تحرير أنفسهم من سجن "جلبوع"، الذي يوصف إسرائيليا بأنه "شديد الحراسة"، ما شكل صدمة كبيرة للمحافل الإسرائيلية كافة، وعاصفة داخلية لا تسكن حتى اللحظة، رغم إعادة اعتقالهم جميعا.
والأسرى أبطال عملية "جلبوع" هم: قائد عملية التحرر الأسير محمود عبد الله عارضة (46 عاما) من جنين، معتقل منذ عام 1996، ومحكوم مدى الحياة؛ والأسير محمد قاسم عارضة (39 عاما) معتقل منذ 2002، ومحكوم مدى الحياة؛ والأسير يعقوب محمود قادري (49 عاما) من "بير الباشا" معتقل منذ 2003، ومحكوم مدى الحياة؛ والأسير أيهم نايف كممجي (35 عاما) من "كفر دان" معتقل منذ 2006 ومحكوم مدى الحياة؛ والأسير زكريا زبيدي (46 عاما) من مخيم جنين معتقل منذ عام 2019 ولا يزال موقوفا؛ والأسير مناضل يعقوب انفيعات (26 عاما) من يعبد معتقل منذ عام 2019.