سياسة عربية

الصلابي: لا جدوى من انتخابات ليبيا دون مصالحة شاملة

تأجيل الانتخابات في ليبيا إلى أجل غير مسمى- (الأناضول)
تأجيل الانتخابات في ليبيا إلى أجل غير مسمى- (الأناضول)

أكد عضو الأمانة العامة للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، الكاتب والباحث الليبي في شؤون الفكر الإسلامي علي الصلابي، أن تأجيل الانتخابات في ليبيا كان أمرا متوقعا، ودعا مفوضية الانتخابات الليبية إلى أن تكون صريحة وشفافة في إعلام الليبيين بالأسباب الحقيقية التي حالت دون إجراء الانتخابات في موعدها المحدد.

ورأى الصلابي في حديث مع "عربي21"، أن الرهان على "أجسام فاقدة للشرعية ولا تمتلك القدرة على تجاوز خلافاتها الذاتية هو في حد ذاته يمثل عائقا أمام إجراء أي نقلة نوعية تجاه وضع سياسي مستقر في ليبيا".

وقال: "مازلت أعتقد أن المحاولات المميتة لتغييب مؤسسة القضاء الليبي، وهي بالمناسبة الجهة الأكثر شرعية وقبولا من مختلف الليبيين حتى الآن، هدف مقصود بحد ذاته من أجل الاستمرار في لعبة الخلافات المؤسساتية حينا والمناطقية حينا أخرى، وهي خلافات من شأنها ليس فقط عرقلة الانتخابات وإنما التأسيس لصراع عسكري قد يطول وقته".

وأكد الصلابي أنه "في الوقت الذي يضطلع فيه المجتمع الدولي وخصوصا البعثة الأممية بمسؤولية كبرى في دفع الفرقاء الليبيين إلى التفاهم وتجاوز خلافاتهم، فإن المسؤولية الأولى تقع على عاتق العقلاء وقادة المجتمع الليبي من سياسيين ونشطاء مجتمع مدني وزعماء قبائل بأن يجنحوا للسلم وإنجاز المصالحة المجتمعية والسياسية، التي هي المدخل الأساس لأي خطوة سياسية من شأنها إنجاز الاستقرار السياسي في ليبيا".

ورفض الصلابي الحديث حول علامات الاستهام الكبرى المحيطة بعدد من الأسماء المترشحة لتصدر المواقع التنفيذية الأولى في ليبيا المستقبل، وقال: "أعتقد أنه لا يزال من المبكر الحديث عن الأسماء والتنافس على المناصب السيادية الأولى، ذلك أن الأولى اليوم من كل هذا هو المصالحة المجتمعية والسياسية الشاملة، وإعادة دور القضاء باعتباره الفيصل في الخلافات القائمة والابتعاد عن إضعافه بتفعيل الدائرة الدستورية"، على حد تعبيره.

واقترح مجلس النواب الليبي (البرلمان)، خلال جلسة له أمس الاثنين ضرورة تأجيل الانتخابات الرئاسية لمدة ستة أشهر، وإطلاق حوار موسع بين مختلف الأطراف في البلاد.

وكان من المفترض أن تجرى الانتخابات الرئاسية في 24 كانون الأول (ديسمبر) الجاري، وفق الخطة التي ترعاها الأمم المتحدة، غير أن مفوضية الانتخابات أعلنت الأربعاء الماضي، تعذر إجرائها واقترحت تأجيلها إلى 24 كانون الثاني (يناير) المقبل.

ويأمل الليبيون أن تساهم هذه الانتخابات في إنهاء صراع مسلح عانى منه بلدهم الغني بالنفط لسنوات.

 

إقرأ أيضا: النواب الليبي يرجئ مناقشة تأجيل الانتخابات للأسبوع المقبل


التعليقات (1)
Fatima
الثلاثاء، 28-12-2021 08:00 م
فعلا العدالة الانتقالية تأتي ثمارها مع المصالحة الوطنية في مجتمع كالمجتمع الليبي من جبر الضرر لتحقيق العدالة المجتمعية استنادا على قواعد ديننا الاسلامي