اقتصاد دولي

هل تراجعت مخاوف أسواق النفط من مخاطر "أوميكرون"؟

لامبريخت: المعنويات قد تتحول بسرعة وسط احتمال بأن يؤدي أوميكرون إلى فرض قيود أشد على التنقلات- أ ف ب/ أرشيفية
لامبريخت: المعنويات قد تتحول بسرعة وسط احتمال بأن يؤدي أوميكرون إلى فرض قيود أشد على التنقلات- أ ف ب/ أرشيفية

استقرت أسعار النفط خلال تعاملات الأربعاء، إذ يدرس المستثمرون تأثير الارتفاع الهائل في حالات الإصابة بالمتحور أوميكرون من فيروس كورونا، لكن الاتجاه الصعودي ظل محدودا بعد ارتفاع مخزونات الوقود الأمريكية.


ونزل خام القياس العالمي مزيج برنت أربعة سنتات إلى 80.04 دولار للبرميل بحلول الساعة الـ0716 بتوقيت غرينتش.

وارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي سنتين إلى 77.01 دولار للبرميل.

وسجلت الولايات المتحدة نحو مليون إصابة جديدة بفيروس كورونا يوم الاثنين في أعلى حصيلة يومية في العالم، كما أن الرقم يعادل تقريبا مثلي عدد الإصابات القياسية التي سجلتها الولايات المتحدة قبل أسبوع.

وأظهرت بيانات من معهد البترول الأمريكي أمس الثلاثاء، ارتفاع مخزونات البنزين 7.1 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في 31 ديسمبر كانون الأول. وارتفعت مخزونات نواتج التقطير بمقدار 4.4 مليون برميل.

 

وقال محللون ومصادر إن قرار تكتل أوبك+ هذا الأسبوع الالتزام بالزيادة المزمعة في إنتاج النفط لشهر فبراير شباط يعكس تراجع حدة المخاوف من تكوّن فائض كبير من النفط في الربع الأول بالإضافة إلى رغبة في اتساق الإرشادات الموجهة للسوق.

فقد قررت مجموعة الدول المنتجة، التي تضم منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفاءها وعلى رأسهم روسيا، أمس الثلاثاء زيادة الإنتاج 400 ألف برميل يوميا في فبراير شباط المقبل.

وكانت الولايات المتحدة قد حثت التكتل على ضخ المزيد من النفط الخام لدعم التعافي الاقتصادي العالمي من الجائحة وتهدئة الأسعار التي بلغت نحو 80 دولارا للبرميل. غير أن أوبك+ قالت إن السوق لا يحتاج إلى المزيد من النفط.

وخلال المحادثات درس الوزراء والمسؤولون بيانات أوبك+ الداخلية، وكانت تشير إلى فائض في المعروض يبلغ 800 ألف برميل يوميا في كانون الثاني/يناير و1.3 مليون برميل في اليوم خلال شباط/فبراير.

ورغم أن هذا يمثل فائضا يزيد عن الطلب فهو أقل بكثير من التقديرات الأولية التي أثارت مخاوف. ففي كانون الأول/ديسمبر قدرت أرقام أوبك+ الداخلية الفائض في كانون الثاني/يناير بمقدار مليوني برميل يوميا وزيادته إلى ثلاثة ملايين برميل في اليوم في شباط/فبراير.

وقال مندوب شارك في اجتماع أوبك+ إن "الصورة تحسنت منذ القرار السابق" مشيرا إلى التوقعات للربع الأول من العام. وأضاف أن "المخزونات انخفضت".

وقال مندوبون آخرون إن التعديلات ترجع في جانب منها إلى تقدير أوبك+ أن المتحور أوميكرون من فيروس كورونا سيكون أثره محدودا على الطلب وأن عجز بعض المنتجين عن زيادة الإنتاج بسبب عوامل مقيدة للقدرة الإنتاجية سيعمل على إبقاء الزيادة الفعلية في الإمدادات منخفضة.

ويبدو أن المستثمرين يتفقون على أن تأثير أوميكرون بسيط.

وقد ارتفعت أسعار النفط إلى 80 دولارا للبرميل لتعود تقريبا إلى المستوى الذي كانت عليه في 26 نوفمبر تشرين الثاني عندما بدأ تواتر الأنباء عن ظهور المتحور الجديد ما أدى إلى انخفاض الأسعار في اليوم نفسه أكثر من عشرة في المئة.

وتحدث ألكسندر نوفاك نائب رئيس الوزراء الروسي أمس الثلاثاء بعد صدور قرار أوبك+، فقال هاتفيا لقناة روسيا24 التلفزيونية إن التكتل يعتقد أن هناك ضبابية في الوقت الحالي في ما يتعلق بانتشار أوميكرون.

وتابع بأنه "مع ذلك فقد تبين الملاحظات والتحليل أنه رغم مستوى انتشار العدوى المرتفع فإن معدلات دخول المستشفيات منخفضة بما يكفي وهذا ليس له تأثير على انخفاض الطلب".

وحذرت المحللة باربرا لامبريخت لدى كومرتس بنك من أن المعنويات قد تتحول بسرعة مشيرة إلى احتمال أن يؤدي أوميكرون إلى فرض قيود أشد على التنقلات. لكنها أضافت أنه "يبدو أن كل شيء يسير بسلاسة لأوبك+ في الوقت الحالي".

وقالت مصادر أوبك+ إن التكتل حريص أيضا على الالتزام بإرشاداته السابقة للسوق وهي نقطة ركز نوفاك رئيس وفد موسكو في اجتماع أوبك+ على أهميتها في ديسمبر كانون الأول.

وكان الاجتماع قصيرا نسبيا بمعايير أوبك+ إذ بدأ الساعة الـ1230 بتوقيت غرينتش واستغرق أقل من ساعتين ووصفه مندوبون بأنه سهل وبلا مشاكل.

وقال مصدر في أوبك+: "نحن بحاجة للاستقرار. أسعدني أن نبدأ العام بداية سلسة".

 

التعليقات (0)