هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
في ظل التأزم الذي شهدته العلاقات الإسرائيلية الأمريكية في الآونة الأخيرة، والمخاوف من الخسارة التدريجية للحزب الديمقراطي، تنشط منظمات أمريكية صهيونية مشتركة لاستعادة هذه العلاقات، بهدف إعادة تسويق صورة دولة الاحتلال لدى الرأي العام الأمريكي.
وتركز تلك المنظمات على تغيير نظرة المجتمع الأمريكي السلبية تجاه المستوطنات، وحث أعضاء الكونغرس للعمل لصالحها، ومن أجل ذلك تنشط لجلب المشرعين الأمريكيين إلى الضفة الغربية المحتلة، لزيارة المستوطنات والتعرف عليها .
وتعتبر المنظمة المسيحية Exposure USIEA، واحدة من المنظمات الأمريكية الناشطة في مجال ترميم العلاقات الأمريكية الإسرائيلية، والتي مرت بمراحل قاسية من التدهور في السنوات الأخيرة، وهي تعمل بجانب المنظمات الكبيرة مثل اللوبي المؤيد لإسرائيل، AIPAC أو المنظمة الإنجيلية الرائدة CUFI "المسيحيون المتحدون من أجل إسرائيل"، وأصبحت المنظمة الجديدة العاملة في ولاية ألاباما لاعباً رئيسياً في جوهر العلاقات بين الولايات المتحدة وإسرائيل.
ليزر بيرمان كشف في تقرير على موقع زمن إسرائيل، ترجمته "عربي21" أنه "على مدى العقد الماضي، جلبت USIEA أعضاء بارزين في الكونجرس لزيارة المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة، والعمل معهم لجمع مئات الملايين من الدولارات من التمويل الأمريكي من أجل منظومة القبة الحديدية، حتى إنها حظيت بإشادة رئيس حكومة الاحتلال السابق بنيامين نتنياهو، الذي بعث برسالة للمنظمة لشكرها على تشجيعها لزيارات أعضاء الكونغرس لإسرائيل، لأنها تزيد من فهمهم العميق للقضايا المعقدة التي تواجه إسرائيل في المنطقة".
وأضاف أن "منظمة USIEA تساعد على الترويج لمشروع استراتيجي يتعلق بالاتفاقات الإبراهيمية للتطبيع، دون إغفال دعمها للمستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية، بما في ذلك شراء أجهزة كمبيوتر لمدارسها، وإنشاء محطات إذاعية فيها، وتنظيم تبادل طلابي معها، وإنشاء مركز للقيادة في مستوطنة آريئيل، والتدريب على القيم والأخلاق التوراتية، شمل أكثر من 65 ألف متدرب منذ 2010، بمن فيهم جنود الجيش الإسرائيلي وضباط الشرطة والطلاب وموظفو الشركات التجارية".
وليس سراً أن التحدي الذي يواجهه الاحتلال في الساحة الأمريكية خلال السنوات الأخيرة يتعلق بإعادة السرد الكامل لقصة الصراع منذ بداياته الأولى، بطريقة قد تختلف عما يتلقاه صناع القرار في الولايات المتحدة، ما يزيد من تشجيعها لأعضاء الكونجرس لزيارة المزيد من المستوطنات التي يمتنع معظم الساسة الأمريكيين عن زيارتها لاعتبارات سياسية، لكن صندوق التعليم AIPAC ينظم جولات لأعضاء الكونغرس الجدد من كلا الحزبين، حتى أصبحت نوعا من طقوس المرور للمشرعين الجدد.
وبجانب الجهود الحثيثة التي تبذلها منظمة USIEA لدعم القدرات العسكرية الإسرائيلية، مثل منظومة القبة الحديدية والدروع الصاروخي والصفقات التسلحية، فإنها تعمل من خلال تنظيم جولات في الضفة الغربية لفهم الإمكانات الاقتصادية للتعاون الإسرائيلي الفلسطيني في المنطقة، والدفع بمشاريع السلام الاقتصادي بديلا عن الحل السياسي، والشروع في إقامة مشاريع اقتصادية مشتركة، والعمل على دعمها دون المرور بموازنة السلطة الفلسطينية، ومن ذلك مشاركتها في المؤتمر الاقتصادي في البحرين، إبان إعلان خطة صفقة القرن للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب.
وتزعم المنظمة المسيحية الأمريكية في تقاريرها الرسمية أن جولات الميدانية أوصلتها إلى فهم جديد لسبب بقاء الضفة الغربية تحت السيطرة الإسرائيلية، بادعاء أن الفلسطينيين يزدهرون عند التعامل مع إسرائيل، مستعينة في ذلك بآراء عدد من رجال الأعمال الفلسطينيين المرتبطين بالمنظومة الاقتصادية الإسرائيلية، ممن أسسوا طاولة مستديرة للأعمال مشتركة لتطوير المشاريع المشتركة في الضفة الغربية، عقب موافق الكونغرس على برنامج "الشراكة من أجل السلام في الشرق الأوسط"، الذي خصص 250 مليون دولار موزعة على خمس سنوات لمشاريع لتعزيز الحوار الإسرائيلي الفلسطيني وتنمية الأعمال التجارية الفلسطينية.
وتنطلق المنظمة الأمريكية من فرضية مفادها أن "ما هو جيد للفلسطينيين ليس بالضرورة سيئا للإسرائيليين، وما هو جيد للإسرائيليين ليس بالضرورة سيئا للفلسطينيين، من خلال تكثيف البرامج التطبيعية بينهما، لاسيما على صعيد المشاريع التجارية والاقتصادية، ومن خلال ذلك تسعى المنظمة لتطوير علاقات إسرائيل مع إدارة بايدن، لمواجهة من يريدون نزع الشرعية عن دورها في العالم، لاسيما أولئك النشطاء الجدد من داخل الحزب الديمقراطي".
وتمثل المنظمة في مجمل أعمالها "توجه المسيحيين الصهاينة الساعين للتركيز على بناء العلاقات بين الولايات المتحدة وإسرائيل"، ومن ذلك تأتي فكرة أنهم يتدفقون إلى إسرائيل "لتنفيذ الدعاية الدينية، لأنهم في الواقع مؤيدون جدًا لإسرائيل، ويريدون نجاح العلاقات بين الولايات المتحدة وإسرائيل، وعندما يتلقون مرارًا وتكرارًا التهديدات الخطيرة التي تحيط بإسرائيل، فإنهم يزيدون من نشاطهم لتوعية أعضاء الكونغرس بأهمية تحالف الولايات المتحدة الذي لا جدال فيه مع إسرائيل".