هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
من المشاكل الشائعة في مجتمعنا إهمال الزوج أو الأب لأهل بيته، سواء كانت زوجته أو أبناءه، وهذا يتنافى مع كلام قدوتنا وحبيبنا وعظيمنا وقائدنا محمد صلى الله عليه وسلم حيث يقول: "خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي".
وفي هذا الحديث دليل عظيم على محاسن الإسلام التي جاء بها، ومن جملتها أنه جعل الإحسان إلى الزوجة والعيال من أفضل الأعمال والقربات، وفاعله من خيرة الناس، ولكن للأسف الشديد بعض الأزواج يبعد كل البعد عن وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم بأهل بيته.
الكثير من الأبناء يفتقدون الحديث مع والدهم، ولو للحظة، ويفتقدون معنى حنان الأب وهو على قيد الحياة. نعم هناك بعض الأزواج يتزوجون فقط لإقامة العلاقة الزوجية، وبعد ذلك لا يسأل ولا يهتم بمتطلبات المنزل أو حتى واجباته تجاه بيته سواء كان للزوجة أو للأولاد، حتى أنه يمكن أن يترك البيت ولا يأتي إلا في ساعات الأكل أو قضاء الحاجة، وإن جلس مع أبنائه لا يوجد لديه أسلوب للنقاش سوى الصراخ والسب على زوجته وأبنائه لأسباب تافهة، مما يؤدي إلى تفكك الأسرة وخلق التوتر النفسي لدى الزوجة والأبناء.
وربما يحدث انفصال بينه وبين زوجته، ولا تكون زوجته مثالية في نظره إلا إذا أوجدت طعام اليوم لأبنائها، وإن سألته عن أي شيء وطالبته بواجباته يصرخ بوجهها ويسبها ويهرب من البيت ومن مسؤولياته، حتى أنه قد يصل الأمر إلى أنه لا يعلم لأي مرحلة دراسية وصل بها أبناؤه، وقد يغيب الابن عن المدرسة وهو لا يعلم.
البعض قد يقول لي إنه يهرب من ضيق الحال، وقد يكون فقيراً وليس لديه ما يعطيه لأبنائه أو ما يوفره لبيته، ولكن إن كان فقير المال يجب ألا يكون فقيراً بالأخلاق وروح الود والمحبة لزوجته وأولاده.
ففي بعض الأحيان كلمة طيبة يجمع بها زوجته وأبناءه أفضل من مائدة طعام يوفر بها ما لذ وطاب. فالكلمة الطيبة والمعاملة الحسنة، وإن كان فقيراً، تجعل الزوجة تعيش أبد الدهر مع زوجها وتصبر على ضيق المعيشة وتكون له عوناً وسنداً، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته"، فقد كان رسول الله مساعداً ومحباً ومرحاً مع أهل بيته، فلنأخذ منه العبرة في معاملاتنا داخل بيوتنا، ولنتشبه بسيد الخلق في جميع أمورنا مع أهل بيتنا؛ لأن ذلك يترك أثراً جميلاً في أنفسنا وسوف تصبح حياتنا خالية من المشاكل والمنغصات وتغمرها المحبة والألفة.
اللهم اجعل بيوت المسلمين عامرة بالحب والمودة والرحمة.
* كاتبة من فلسطين