هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت
صحيفة "إسرائيل اليوم" العبرية مقالا يتحدث عن إحباط أعضاء حزب الليكود
الإسرائيلي مشروعا لإبقاء بنيامين نتنياهو رئيسا مؤقتا للحزب، والخلافات الداخلية
والخارجية التي باتت تشكل خطرا على استمراره في شكله الحالي.
وتحدث المقال الذي ترجمته "عربي21" عن تواصل النقاشات بشأن قرب إبرام
صفقة الإقرار بالذنب التي سيقدم عليها رئيس الحكومة السابق وزعيم المعارضة الحالي
بنيامين نتنياهو، وسط تنبؤات بمآلات هذه الصفقة على مستقبل حزب الليكود ذاته، وما
قد ينتظره في اليوم التالي بعد الإعلان عن تحلل زعيمه الحالي من أي محاكمات جنائية
مستقبلية.
اقرأ أيضا: قناة عبرية: التطبيع فتح سوقا ذهبية للإجرام الإسرائيلي بدبي
وفي الوقت ذاته، أثبتت أحداث هذه الصفقة التي يتسارع الحديث بشأنها أن النظام السياسي الإسرائيلي له محور واحد يدور حوله كل شيء، وهو بنيامين نتنياهو، وعلى ما يبدو، فإن أعضاء الحكومة منشغلون بما إذا كان نتنياهو سيوقع على الصفقة وتفاصيلها المهينة له أم لا، والحديث لا يدور فقط عن الموالين له، بل وخصومه أيضا.
وذكر
التقرير أن "بقاء نتنياهو في قيادة حزب الليكود سيمنح الأخير وقتا كافيا لإعادة تنظيم نفسه، وانتخاب رئيس جديد له، في حين تعتقد أوساط نافذة في الحزب ذاته
أن شَغل نتنياهو لمنصب رئيس مؤقت للحزب، لتعبيد الطريق أمام إجراء انتخابات
تمهيدية لقيادته يمكن أن يخلق فوضى حقيقية، ولذلك فإن هذه المبادرة قد يتم
إسقاطها، على اعتبار أن دستور الحزب ينص على أن رئيسه هو مرشحه لرئاسة الوزراء،
وإن لم يكن كذلك، فلا يمكن أن يكون رئيسا للحزب، ولذلك تم دفن الخطوة".
وأضاف
أن "أحد كبار قادة الليكود المرشحين لخلافة نتنياهو، ولن يسمح بالانحناء
أمامه في هذه المرحلة هو يسرائيل كاتس، وزير المالية والاستخبارات السابق، وهو يعتبر اليوم عاملا قويا في الحزب، في حين أن
الشخص الوحيد الذي قد يتحداه هو يولي إدلشتاين رئيس الكنيست السابق، فضلا عن نير
بركات رئيس بلدية القدس الأسبق، ولكن في حال تم انتخاب كاتس، فسيكون قادرًا على
محاولة حل الحكومة الحالية، وتشكيل حكومة أخرى تحت قيادته".
التخوف
الذي يشعر به المرشحون لوراثة نتنياهو من خطوة تعيينه رئيسا مؤقتا لليكود يعود إلى
عبثه المتوقع في موازين القوى داخل الحزب، مما سينشئ من جديد حالة من التحالفات
الرأسية والاستقطابات العمودية، وهي كفيلة بإحداث حالة من الفوضى الحزبية في
الليكود سوف تستفيد منها الحكومة الحالية، التي لا تخفي قلقها من قدرة وريث
نتنياهو، أياً كان، على الإطاحة بها، ولذلك ربما تعمل عن بعد على إحداث مزيد من
التشققات داخل الليكود، عبر إعطاء الوعود والمغريات لبعض الورثة المحتملين
لنتنياهو.
وفي السياق ذاته، ظهرت في الأيام الأخيرة محاولات لا تخطئها العين لعدد من المعلقين
اليساريين الذين يحاولون دق إسفين بين الشرقيين والأشكناز في الليكود، حتى وجه رون
خليلي أحد قادة الليكود السفارديم دعوة لقيادة أعضاء الكنيست الشرقيين في الليكود
للاستقالة منه، وتشكيل كتلة "مزراحية" بروح ما وصفه بالليكود الحقيقي،
والانضمام للتيارات اليمينية داخل الحزب، والحديث يدور عن ميري ريغيف وزيرة
الثقافة السابقة وأمير أوحانا وزير الأمن الداخلي السابق، وهما من أكثر مقربي
نتنياهو.
وهذه
الدعوة تتركز في التواصل مع من يرون أحقية المعسكر القومي الديني ذي التقاليد
الشرقية بقيادة الليكود خلفا لنتنياهو، رغم أن الإسرائيليين لا يغفلون عن الجهود
التي يبذلها وزير الخارجية يائير لابيد الذي يبدو معنيا أكثر من سواه بإحداث
انشقاق في حزب الليكود، لأنه الإجراء الوحيد الذي سيحقق طموحه بتولي رئاسة الحكومة
بالتناوب مع نفتالي بينيت في 2023.
ولا يخفي لابيد وحزبه الذي يمثل أغلبية في الحكومة تطلعه الحقيقي المتمثل بحل حزب الليكود، لأنه عندها فقط سيكون قادرًا على تأمين حكمه، وهو يسخر باقي أحزاب نفتالي بينيت وجدعون ساعر لخدمة هذا التطلع الشخصي له، عدا ذلك فإن أحلامه الحزبية سوف تتهالك، وسيكون من السهل على خصومه إخراجه، وإفقاده للعمود الفقري، وهو بحاجة لجهاز التنفس الصناعي للبقاء على قيد الحياة في الكنيست القادمة.