هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت صحيفة "لاكروا" الفرنسية تقريرًا، تحدثت فيه عن استهداف صواريخ المتمردين الحوثيين مواقع في دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية.
وقالت الصحيفة، في هذا
التقرير الذي ترجمته "عربي21"، إن الحوثيين اتهموا باستهداف الإمارات
مرتين في أسبوع واحد في نقطة تحول مهمة في حرب اليمن الدائرة منذ أكثر من سبع
سنوات. وقد أعلن الحوثيون مسؤوليتهم عن هجوم نفذته طائرة مسيرة وصواريخ استهدف
منشآت نفطية ومطار أبوظبي.
وذكرت الصحيفة أن التحالف
الذي انضمت إليه الإمارات والسعودية منذ سنة 2015 لدعم السلطة في اليمن يشتبه في
أنه انتقم لهذا الهجوم بعد أربعة أيام، وسط استمرار نفي هذه المزاعم. وقد شنّ هذا
التحالف غارة جوية على سجن في صعدة معقل الحوثيين في الشمال خلّفت 70 قتيلا على
الأقل، وذلك حسب ما أفادت به منظمة "أطباء بلا حدود". وقد دمرت غارة
جوية ثانية البنية التحتية للاتصالات في ميناء الحديدة الذي يسيطر عليه المتمردون
الحوثيون، مما أدى إلى انقطاع شبكة الإنترنت في جميع أنحاء البلاد.
بتاريخ 24 كانون الثاني/
يناير، اعترضت الإمارات صاروخين باليستيين استهدفا أبوظبي "أطلقتهما جماعة
الحوثي الإرهابية". وقد أبلغت السلطات السعودية عن إصابة شخصين بصاروخ
باليستي أطلقه الحوثيون في جازان جنوب السعودية. وقال المتحدث العسكري الرسمي باسم
الحوثيين العميد يحيى سريع: "نحن مستعدون للرد على التصعيد بالتصعيد".
توقيت الاستهداف
بالنسبة للحوثيين الذين
يسيطرون على معظم شمال البلاد والعاصمة صنعاء التي يتركز بها 60 بالمئة من السكان،
فإن هذه الهجمات تعد بمثابة انتقام واضح من الإمارات لإعادة استثمارها في حرب
اليمن. وقد نفذت الإمارات منذ سنة 2019 عملية
إعادة انتشار تكتيكية داخل التحالف من خلال تقليص عدد جنودها وتقديم الدعم للقوات
المحلية سواء بتسليحها أو تدريبها أو تمويلها، مثل تشكيلات لواء العمالقة.
اقرأ أيضا: FP: إيران تحاول معاقبة الإمارات باستخدام الحوثيين في اليمن
وأشارت الصحيفة إلى أن هذه
الميليشيا تسببت في انتكاسة قوية للحوثيين في كانون الثاني/ يناير في منطقة شبوة
وجنوب مأرب. وهذه المرة يحمّل الحوثيون، الذين يستهدفون عادة الأراضي السعودية،
الإمارات مسؤولية هذه القوة العسكرية التي تبطئ تقدمها نحو محافظة مأرب
الاستراتيجية الغنية بالنفط، آخر معقل للموالين للحكومة في البلاد.
ما هي نتائج هذا التصعيد؟
يسلط هذا التصعيد الضوء على
مدى ضعف الإمارات التي تعتمد مكانتها في المنطقة بشكل كبير على سمعتها كدولة آمنة
ومستقرة. والمواقع المستهدفة على أراضيها مثل العاصمة والمطار وشركة النفط
الوطنية، من رموز القوة التي يدافع عنها الأمير الإماراتي القوي محمد بن
زايد آل نهيان.
ونبهت الصحيفة إلى أن
الحوثيين، الذين يتعرضون لضغوط عسكرية شديدة منذ شهور، استخدموا في هذه الهجمات
صواريخ وطائرات مسيرة مزودة بعبوات ناسفة وهو يوضح التطور الحقيقي والتدخل المباشر
أو غير المباشر للراعي الإيراني.
ونقلت الصحيفة عن بلال صعب،
الباحث في معهد الشرق الأوسط، أنه لم يكن بإمكان الحوثيين أن يفعلوا ذلك لولا
عمليات تسليم الأسلحة شبه المستمر من قبل قوات فيلق القدس الإيرانية. ولا شك أنهم
تعلّموا بعض الحيل من الإيرانيين وحزب الله اللبناني لتجميع قطع الطائرات من دون
طيار محليًا، لكنهم بالتأكيد لا يملكون القدرة على إنتاج صواريخ باليستية.