هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
في ضوء الرفض الأمريكي الرسمي لأي تطور في العلاقات الإسرائيلية مع الصين، تواصل تل أبيب محاولة الإمساك بالعصا من الوسط في هذه المعضلة، فهي تسعى من جانب لعدم إغضاب الحليف الأمريكي الاستراتيجي الأهم لها في العالم، وهي الولايات المتحدة، ومن جانب آخر تبدي حرصها على عدم خسارة الشريك الاقتصادي الكبير ممثلا بالصين، التي دخلت معها في اتفاقيات تجارية ضخمة.
آخر هذه المحاولات
الإسرائيلية جاءت من خلال انعقاد قمة إسرائيلية صينية تمثلت بلجنة الابتكار
والتحديث برئاسة وزير الخارجية يائير لابيد ونائب الرئيس الصيني، حيث كشف مسؤول
إسرائيلي كبير أن التنسيق تم مع واشنطن للحفاظ على الشفافية في العلاقة مع إدارة
الرئيس جو بايدن، التي لا تخفي حساسيتها فيما يتعلق بالتدخل الصيني في الاقتصاد الإسرائيلي،
والشعار الإسرائيلي أنها تعرف من هو أهم حليف لها، لكنها لن تتجنب الصفقات مع
الصين.
باراك رافيد المراسل
السياسي لموقع "ويللا" الإخباري، كشف في تقرير ترجمته "عربي21" أن
"إسرائيل نسقت مسبقا مع الولايات المتحدة عقد اجتماع لجنة الابتكار
الإسرائيلية الصينية، وتم خلاله الاتفاق على خطط للتعاون الاقتصادي بين بكين وتل
أبيب، ونقل عن مسؤول إسرائيلي كبير أن تنسيقا عالي المستوى حصل مع واشنطن، تقديرا
من تل أبيب للحساسية العالية التي تبديها عندما يتعلق الأمر بالتغلغل الصيني في
الاقتصاد الإسرائيلي، حيث أطلع مسؤولو وزارة الخارجية زملاءهم في وزارة الخارجية
في واشنطن قبل أيام قليلة على اجتماع اللجنة المزمع، الذين لم يبدوا أي معارضة أو
تحفظ".
وأضاف أن "لجنة
الابتكار الإسرائيلية الصينية انعقدت قبل يومين برئاسة وزير الخارجية يائير لابيد
ونائب الرئيس الصيني، واعتبر لابيد أن لجنة الابتكار منصة مهمة تمكن من تحقيق إطار
خاص للعلاقات بين البلدين، وهذه المرة الخامسة التي تجتمع فيها اللجنة، وخلال
مناقشاتها تم التوقيع على خطة عمل مشتركة حتى عام 2024".
اقرأ أيضا: تحذير إسرائيلي من مخاطر ناجمة عن العلاقة المركبة مع الصين
تجدر الإشارة إلى أنه في
الأسابيع الأخيرة، التزمت إسرائيل والولايات المتحدة الصمت بشأن السياسة تجاه
الصين، خاصة فيما يتعلق بالمخاوف الأمريكية بشأن استثمارات البنية التحتية الصينية
في إسرائيل وقطاع الهايتك الإسرائيلي، عقب لقاء بين فريق إسرائيلي برئاسة نائب
مستشار الأمن القومي أفيفيت بار إيلان وفريق أمريكي بقيادة نائب مستشار الأمن
القومي في البيت الأبيض لمناقشة الموضوع الصيني حصل يوم 14 كانون الأول (ديسمبر)،
وهي المرة الأولى منذ تولي الرئيس بايدن منصبه يجري البلدان نقاشًا منظمًا حول
الصين.
في الوقت ذاته، لا تتوقف
النقاشات الإسرائيلية الأمريكية بشأن ما باتت تسمى "المسألة الصينية"،
وهي الحاضرة في كل ملفات العلاقات الثنائية بين واشنطن وتل أبيب، دون اتخاذ أي
قرارات مستقبلية، مع العلم أن مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض جيك سوليفان خلال
زيارته الأخيرة إلى تل أبيب أثار القضية الصينية خلال اجتماعاته مع وزير الخارجية
لابيد ورئيس الوزراء نفتالي بينيت.
وفي الوقت الذي يشدد فيه
الأمريكان في مباحثاتهم مع الإسرائيليين على ضرورة الحاجة إلى إنشاء جبهة موحدة
للتعامل مع الصين، لكن تل أبيب لا تتردد، كما يبدو، في الإيضاح للأمريكيين أنها
تدرك أهمية تحالفهما الاستراتيجي، وفي كل الملفات، وهي تدرك مخاوفهم تجاه بكين،
وتظهر شفافية أكثر من ذي قبل، لكنها من ناحية أخرى من الواضح أنها لن تحجم عن
القيام بمزيد من الصفقات مع الصينيين، مع الحرص على عدم إغضاب الأمريكيين، قدر
الإمكان.