صحافة إسرائيلية

آيزنكوت يعترف: لا مصلحة بتغيير نظام الأسد.. الجولان هادئة‎‎

آيزنكوت قال: بالنظر إلى الخيارات السيئة من الأفضل أن تلتصق بما تعرفه في إشارة لنظام الأسد- جيتي
آيزنكوت قال: بالنظر إلى الخيارات السيئة من الأفضل أن تلتصق بما تعرفه في إشارة لنظام الأسد- جيتي

أفرد قائد جيش الاحتلال الإسرائيلي السابق، غادي آيزنكوت، الجزء الأخير من مقابلته الصحفية للحديث عن الملف السوري، سواء ما تعلق منها بالأحداث التي اندلعت في 2011، أو بدء استراتيجية "المعركة بين الحروب"، وصولا للمصلحة الإسرائيلية في بقاء أو سقوط نظام الأسد.


ويقول آيزنكوت في الجزء الأخير من المقابلة التي نشرتها صحيفة معاريف، وترجمتها "عربي21" إن "مستقبل النظام السوري طرح ضمن مناقشات خطيرة في مرحلة ما داخل الأروقة الأمنية والسياسية والعسكرية الإسرائيلية، وغالبا ما تم التفكير في المصالح الإسرائيلية، فمن الواضح أن جيلنا لن يعيش لرؤية الديمقراطية في العالم العربي، وستبقى تحكمها النخبة العسكرية، أو الدينية، أو الملكية، أو خيار الفوضى، وإسرائيل لديها مصلحة واضحة، تتمثل بإلقاء نظرة على مرتفعات الجولان".


ويضيف أن "الجولان هادئة منذ عام 1974، وتعتبر الحدود الأكثر هدوءا لنا من حول الدول العربية، لذلك أنا لست متأكدا أن لدى إسرائيل مصلحة في إنتاج وضع جديد على الجانب الآخر من الحدود مع سوريا، سواء بتغيير الحكم، أو انتشار الفوضى، وتحول سوريا إلى نموذج جديد من الصومال، فسوريا فيها 14٪ علويين، وأكثر من 70٪ سنيين، بجانب الدروز والمسيحيين، وبعد أن قسم الفرنسيون لبنان وسوريا ضمن خيارات طائفية وعرقية، تظهر البدائل أمام إسرائيل، هل أن نكون على حدود ملاصقة مع القاعدة وداعش، أم الحصول على حدود مع نظام الجيش السوري".

 

اقرأ أيضا: قلق إسرائيلي من مناورة روسية سورية جوية مشتركة

وأشار إلى أنه "باختصار، وبالنظر إلى الخيارات السيئة أمام إسرائيل، من الأفضل أن تلتصق بما تعرفه، أفضل من مجهول لا تعرفه، واليوم يبدو أن الأسد يحكم البلاد بصورة فضفاضة، وقد نجا من صعاب كثيرة، بفضل الدعم الذي وفره الرئيس الروسي فلاديمير بوتين له منذ أكتوبر 2015 حين أحضر سلاحه الجوي لحماية النظام من هجمات المعارضة المسلحة، مما دفع رئيس الحكومة السابق بنيامين نتنياهو للقيام بزيارات مكوكية إلى موسكو لمزيد من التنسيق مع الجيش الروسي في سوريا، وعدم الاحتكاك معه".


حول استراتيجية "المعركة بين الحروب"، التي بدأت في سوريا، يقول آيزنكوت إن "الجيش الإسرائيلي أمامه حالتان: إما خوض الحرب، أو التحضير لخوض هذه الحرب، في ضوء التطورات السورية خلال السنوات الأخيرة، ومنذ 2011، نشأ أمام الجيش الإسرائيلي سيناريو ثالث، بعيدا عن خوض الحرب، أو الاستعداد لها، ويتمثل في تنفيذ جملة من العمليات المتتالية ضد الخصم، دون إعلان الحرب رسمياً".


وأوضح أنه "خلال عام 2017، عرضت على مجلس الوزراء حقيقة المشهد القائم في سوريا، حين قرر الجنرال قاسم سليماني القائد السابق لفيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني وضع 100 ألف مقاتل شيعي على الحدود الإسرائيلية، تمهيدا للسيطرة الإيرانية على سوريا، وفي نهاية عرض هذه البيانات، أوصيت الحكومة بالذهاب إلى الحرب ضد فيلق القدس، وعلى الفور قبل رئيس الوزراء نتنياهو ووزير الحرب أفيغدور ليبرمان توصياتنا".


وأكد آيزنكوت أن عمليات الجيش الإسرائيلي ضمن استراتيجية المعركة بين الحروب في سوريا يجري تنسيقها مع الأمريكيين والروس، لأن الإيرانيين يحشدون آلاف المقاتلين في سوريا، مما دفعنا لوضع "دزينة" من الضربات والهجمات الكبيرة للغاية ضد جهود سليماني هناك.

التعليقات (3)
ممدوح حقي
الأحد، 30-01-2022 09:13 ص
إن أكثر ما يهدد إسرائيل هو أن يحقق الشعب العربي حقوقه الديموقراطية لأنه سوف يختار من خلال ذلك الحكام الذين يعبرون عن مشاعره وطموحاته ويحافظون على ثرواته وهذا أكبر خطر على وجود إسرائيل ومصالح في العالم العربي، وهنا تلاقت مصلح الأنظمة العربية الديكتاتورية مع إسرائيل التي تحميها من شعبها.
علي النويلاتي
الأحد، 30-01-2022 09:02 ص
هذا يعني أن إسرائيل تقوم بحماية نظام الأسد من المعارضة السورية وتحافظ عليه لأنه يحمي حدودها مع سوريا. وهو ما جرى عليه الوضع منذ عهد والده الذي سلم الجولان لهم بدون قتال وخان سوريا وجيشها عام 1967. هذا النظام الفاسد المارق العميل ليس مهتم لا بتحرير الأراضي السورية ولا فلسطين ومقدسات العرب والمسلمين، إنه مهتم فقط في الهيمنة على الشعب السوري البطل وسوريا وثرواتها وحماية إسرائيل. هل ننسى تهديد حافظ الأسد للمنظمات الفلسطينية بعد الإجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982، عندما قال لهم "ولا رصاصة على إسرائيل من الأراضي السورية، وإلاَّ."
الممانعة
الأحد، 30-01-2022 05:01 ص
شهادة القائد السابق للجيش الصهيونى " غادى آيزنكوت " عن موقف الكيان الصهيونى من الثورة السورية المباركة منذ اندلاعها عام 2011 م يكشف بوضوح الدافع الحقيقى من وراء الموقف الدولى المتواطئ ضد تلك الثورة ، و المتمسك ببقاء النظام النصيرى " الممانع " رغما عن كل الجرائم ضد الإنسانية التى ارتكبها بحق الشعب السورى منذ ذلك الحين إلى اليوم ! فتحل فى هذه الأيام الذكرى العاشرة للقرار الكارثى الذى إتخذه (مجلس الأمن الدولى) برفض التدخل العسكرى الأممى فى سوريا ؛ و الهادف إلى الإطاحة بنظام السفاح ابن السفاح (بشار الأسد) - وذلك على النقيض من الموقف الأممى الحاسم من سفاح ليبيا المقبور (معمر القذافى) - بحجة استخدام كل من روسيا و الصين حق النقض (الفيتو) ضد القرار ، و ذلك بالتواطؤ بطبيعة الحال مع الولايات المتحدة و حلفائها الغربيين من أجل الحفاظ على مصالح الكيان الصهيونى فى المنطقة ! أما حديث القائد العسكرى الصهيونى السابق عن الأوضاع الهادئة فى الجولان منذ عام 1974 م ، و أن حدود الكيان الصهيونى مع سوريا هى الأكثر هدوءا مقارنة مع سائر دول الجوار العربى ، فيدفعنا إلى مراجعة موقف النظام النصيرى " الممانع " من الكيان الصهيونى خلال العقود الخمس الماضية على الأقل ! فسنجد أن التدخل العسكرى السورى فى لبنان ، و استهدافه لفصائل المقاومة الفلسطينية هناك خلال الفترة بين عامى 1976 م و 1989 م خدم مصالح الكيان الصهيونى بدرجة كبيرة ، حيث عطل بشكل كبير الهجمات المتواصلة التى كانت تشنها تلك الفصائل فى عمق الكيان الصهيونى انطلاقا من لبنان ، و مهد الطريق أمام الاجتياح العسكرى الصهيونى للبنان عام 1982 م ، و حصار بيروت ، و طرد فصائل المقاومة الفلسطينية من جنوب لبنان ، و إنشاء (جيش جنوب لبنان) لحماية الحدود الشمالية للكيان الصهيونى ، و ذلك دون أن تحرك وحدات الجيش السورى المنتشرة فى لبنان ساكنا فى مواجهة تلك التطورات ! بينما تحالف النظام النصيرى مبكرا مع ملالى إيران منذ وصولهم للسلطة فى أعقاب " الثورة الإسلامية " الإيرانية عام 1979 م ، و ذلك كى يجد النظام النصيرى فى سوريا الدعم الخارجى لطائفته ، و يعزز نفوذه لدى القوى الشيعية فى لبنان ! و يكون تأسيس (حزب الله) هو البديل لفصائل المقاومة الفلسطينية فى جنوب لبنان ، و ذلك فى أعقاب الاجتياح الصهيونى للجنوب عام 1982 م ، فأجاد النظام النصيرى استغلال الحماس الثورى الإيرانى للصدام مع الكيان الصهيونى فى جبهة جنوب لبنان للحصول على الدعم الإيرانى ، و استخدام حزب الله للحرب بالوكالة ضد الكيان ، و التجارة بقضية فلسطين ، و إطلاق شعارات المقاومة و الممناعة على سبيل الاستهلاكين المحلى و الإقليمى ، بينما كان يدرك قادة الكيان الصهيونى طوال العقود الماضية أن ذلك النظام الطائفى هو الضامن لأمن الحدود السورية مع الكيان ، و أن حليفه حزب الله لن يسمح أبدا لأى قوة باستهداف العمق الصهيونى انطلاقا من الأراضى الخاضعة لسيطرته فى جنوب لبنان طالما أن ذلك لا يتماشى مع مصالح و حسابات ملالى طهران ! و بلا شك فبحسب ما ذكره القائد العسكرى الصهيونى فإن قادة الكيان الصهيونى يفضلون أن يكون الجيش النصيرى على الجانب الآخر من الحدود مع سوريا ؛ على أن يكون الكيان على حدود ملاصقة مع القاعدة و داعش ! و اللبيب بالإشارة يفهم !