قضايا وآراء

أسئلة حول هجوم الغويران

حسين عبد العزيز
1300x600
1300x600
قبيل هجوم تنظيم "داعش" بعد أيام على سجن الحسكة المركزي/ الغويران في قلب المدينة بمحافظة الحسكة، نشر موقع "فويس أوف أمريكا" تقريرا حذر فيه من ازدياد وتيرة نشاط خلايا التنظيم داخل الأراضي السورية في المرحلة المقبلة.

وقبل هذا التقرير بنحو شهر، نشرت "قوات سوريا الديمقراطية" اعترافات متزعم لخلية من مرتزقة التنظيم، كان المسؤول عن تنفيذ مخطط الهجوم على سجن غويران.

بحسب تصريحات متزعم الخلية هذا، سيتم اقتحام السجن بثلاث سيارات ملغمة تستهدف محيط السجن والبوابات الرئيسية، لإحداث إرباك لقوى الأمن الداخلي التي تدير السجن، على أن يُستتبع هذا الهجوم بهجوم داعم له مكون من سيارات دفع رباعي مزودة برشاشات وقنابل لتسليمها لعناصر التنظيم المحتجزين، في حال تقدموا إلى داخل أسوار السجن.

بحسب ما نشرته "قسد"، خطط التنظيم للعملية منذ ستة أشهر، بمشاركة عناصر أتت من تل أبيض في ريف الرقة الشمالي، ومن رأس العين في ريف الحسكة الشمالي، ومن مدينة مدينة الشدادي في ريف الحسكة الجنوبي، ومن منطقة الرمادي الحدودية في العراق، ومن حي غويران ذاته الذي تتواجد فيه خلايا نائمة، وجميعهم جاؤوا إلى محيط المنطقة قبل الهجوم بأيام من دون أن ينتبه إليهم أحد.
هل نحن هنا أمام صحوة عسكرية لتنظيم "داعش" بعد الخسارات الكبيرة التي تعرض لها وأضعفته استراتيجيا؟ أم هي مجرد فورة عسكرية مؤقتة ليست سوى انعكاس لحالة الضعف؟ وهل نحن أمام فشل استخباراتي أمني لـ"الإدارة الذاتية" الكردية بشكل عام و"قوات سوريا الديمقراطية" بشكل خاص؟ أم أن ما جرى كان بعلم "قسد" لمنع الولايات المتحدة من مغادرة المنطقة

من المستفيد؟

هل نحن هنا أمام صحوة عسكرية لتنظيم "داعش" بعد الخسارات الكبيرة التي تعرض لها وأضعفته استراتيجيا؟ أم هي مجرد فورة عسكرية مؤقتة ليست سوى انعكاس لحالة الضعف؟ وهل نحن أمام فشل استخباراتي أمني لـ"الإدارة الذاتية" الكردية بشكل عام و"قوات سوريا الديمقراطية" بشكل خاص؟ أم أن ما جرى كان بعلم "قسد" لمنع الولايات المتحدة من مغادرة المنطقة، بعد عمليات الانسحاب العسكرية من العراق؟ أو كما قال النظام، إنها عملية نظمتها "قوات سوريا الديمقراطية" من أجل تهريب قيادات "داعش" من السجن إلى البادية التي ينشط فيها التنظيم ضد النظام؟ وهل ثمة احتمال أن تكون واشنطن متواطئة في ذلك، على اعتبار أن لديها رغبة في إبقاء تهديدات التنظيم قائمة، بما يعطي استمرارية للشرعية الأمريكية بالتواجد في سوريا أمام الرأي العام الأمريكي؟

وفعلا، سرعان ما أعلن التحالف الدولي في سوريا والعراق، الذي تقوده الولايات المتحدة، أن تنظيم "داعش" أصبح يشكل تهديدا فعليا، وأن التحالف يساعد "قوات سوريا الديمقراطية" بشن غارات جوية على المسلحين.

من الصعوبة الإجابة على هذه الأسئلة، لكن ليس من الصعوبة الاعتقاد بأن هذا الهجوم كان مفاجئا لـ"قوات سوريا الديمقراطية"، فهو قد وقع في قلب المدينة وليس على تخومها وأطرافها.

وعلى بعد نحو ثلاثين كيلومترا من سجن غويران يقع مخيم الهول الذي يضم عائلات التنظيم، ما يعني أن هذه المنطقة ذات أهمية كبيرة لـ"قوات سوريا الديمقراطية"، وهي خاضعة لحراسة وترتيبات أمنية مشددة.
ظهرت تقارير محلية ودولية تؤكد مجددا على خطر التنظيم داخل سوريا، وقد شن التنظيم خلال العامين الماضيين هجمات عديدة، تميزت في أنها وقعت في مناطق جغرافية متباعدة عن بعضها البعض غرب الفرات

منذ آب/ أغسطس الماضي، ظهرت تقارير محلية ودولية تؤكد مجددا على خطر التنظيم داخل سوريا، وقد شن التنظيم خلال العامين الماضيين هجمات عديدة، تميزت في أنها وقعت في مناطق جغرافية متباعدة عن بعضها البعض غرب الفرات (دير الزور، الميادين، البوكمال، ريف حمص الشمالي الشرقي، ريف الحسكة)، وهي حالة طبيعية بعدما أصبح التنظيم موزعا في مناطق مختلفة ويعمل بشكل سري منظم، يقوم على المباغتة العسكرية.

وعلى الرغم من الحملة العسكرية التي أطلقتها روسيا قبيل خمسة أشهر لإزالة التنظيم من البادية السورية، إلا أنها لم تحقق أي نجاح يذكر.

تناقضات المتصارعين

يستغل التنظيم التناقضات المحلية بين النظام السوري و"قوات سوريا الديمقراطية"، كما يستغل التناقضات بين الولايات المتحدة وروسيا، فكل طرف من الأطراف الأربعة المعادية له لا يفضل أن يكون هو من يتحمل عبء مقاتلته في متاهات الصحراء وشُعبها، وكل طرف يأمل من الطرف الآخر محاربة "داعش". على أن ما يهم من كل هذا، هو وجود حقائق عدة لا يجب تجاوزها:
يستغل التنظيم التناقضات المحلية بين النظام السوري و"قوات سوريا الديمقراطية"، كما يستغل التناقضات بين الولايات المتحدة وروسيا

1- فشل "قوات سوريا الديمقراطية" في الحصول على ثقة المكون المحلي العربي في مناطق سيطرتها.

2- على الرغم من أن التنظيم غير قادرة على تغيير الجغرافية العسكرية، إلا أنه قادر على خلق الفوضى والعنف في مجمل البادية السورية.

3- كشف الهجوم هشاشة القوة الكردية التي لولا التدخل الأمريكي المباشر لفشلت في صد هجوم التظيم.

4- تعامل "قسد" مع السكان المحليين سيزداد قسوة خلال المرحلة المقبلة بسبب حالة الشك تجاههم.

twitter.com/HussienAbdulaz7
التعليقات (0)