لغزو الثقافي والفكري الحديث من أخطر الإشكاليات " الغزوية " على ممر التاريخ البشري ، وذلك لسبب بسيط وهو أن الخسائر التي تحدث عادة فيه أعمق بكثير من الغزو العسكري مثلا ، أو من الغزو الاقتصادي ،أو حتى الغزو الاستيطاني ، لأن مثل هذه السياقات من الغزو تفترض أن يحدث في مقابلها ردة فعل مقاومة لإنهاء الغزو الطارئ المحدد ، كما حدث محليا في مواجهة الغزوات الصليبية، والغزوات التتارية ، والاستعمارين البريطاني والفرنسي لبعض البلاد العربية حديثا ، أو المواجهة الدائمة - منذ مطلع هذا القرن - للاستيطان الإسرائلي ..لكن الغزو الثقافي والفكري يتمتع باستلاب حقيقي للجبهة المقاومة ، بحجة غيابه عدوا مباشرا ماديا !!