رأت
صحيفة "
الإندبندنت" البريطانية، أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، كثيرا
ما ميّز نفسه عن نظرائه الأوروبيين، من خلال تولي مهام شبه مستحيلة مثل التوسط في
حرب ليبيا الأهلية ثمّ الفشل، وإجراء محادثات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين
الإثنين، في محاولة لخفض التصعيد في الأزمة الأوكرانية.
وقالت
الكاتبة صوفيا بربراني، في مقال تحت عنوان "لماذا تعد
الإمارات المكان
المناسب لماكرون وفرنسا؟"، إنه بعيدا عن حصر ما يسمّى بـ"دبلوماسية
الجرأة" على البلدان التي ترتبط تاريخيا وجغرافيا بفرنسا، "كان ماكرون
منشغلا بتقوية علاقات
فرنسا مع دول، مثل الإمارات، التي تربطها معها علاقات ثنائية
تعود لأكثر من عقد من الزمن".
وأشارت
إلى أن البلدين "يتفقان على العديد من القضايا في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والبحر الأبيض المتوسط، بما في ذلك دعمهما المشترك للقائد العسكري الليبي
خليفة حفتر".
ولفتت
إلى أن فرنسا أظهرت استعدادها لتقديم دعم عسكري للإمارات الأسبوع الماضي، إذ أعلنت
"أنها ستعزز نظام الدفاع الجوي الإماراتي، عقب عدة هجمات بالصواريخ
الباليستية وطائرات بدون طيار تبناها المتمردون الحوثيون اليمنيون المدعومون من
إيران".
وتوقعت
أن يواصل الرئيس ماكرون الدفع بمفرده من أجل علاقة وثيقة مع الإمارات، من خلال
الدعم العسكري ومبيعات الأسلحة والتبادل الثقافي... بالإضافة إلى وجود أكثر من
600 شركة فرنسية عاملة في الإمارات.
وأوضحت
الكاتبة أن مد فرنسا يد المساعدة سببه إلى حد كبير اعتقاد الجانب الفرنسي أن منطقة
الخليج، ستصبح في العقد القادم، أكثر أهمية من أي وقت مضى.
ونبهت
إلى أن علاقات فرنسا مع الخليج لا تقتصر على الإمارات فقط، فهي أيضا على علاقة
وثيقة بقطر من "خلال النشاطات التجارية والرياضية"، مشيرة إلى امتلاك
صندوق الثروة والسيادة القطري نادي "باريس سان جيرمان" لكرة القدم.
ورجحت
الكاتبة أن يتضاءل التزام واشنطن مع صعود أهمية الخليج، ما يمكن أن يؤدي إلى فراغ
استراتيجي تملأه بسرعة دول مثل روسيا أو الصين، التي تربط الإمارات معها شراكة
استراتيجية شاملة.
وأضافت:
"حتى الشريك الجديد، إسرائيل، يستعد لإحراز تقدم دبلوماسي بعد اتفاقات
'إبراهام'، كل هذا من شأنه أن يترك فرنسا والاتحاد الأوروبي على الهامش".
واعتبرت
أن عجز الاتحاد الأوروبي عن تشكيل استراتيجية جماعية تجاه الخليج يعني أن الاتحاد
"بعيد كل البعد عن أن يحتل مكانة مرموقة بين القادة العرب"، على الرغم
من أن أبو ظبي سرعان ما أصبحت "المكان المناسب" على الصعيدين الإقليمي
والدولي.