هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
شهدت العاصمة البريطانية خصوصا، وعدد من العواصم الأوروبية عموما، سلسلة أحداث لافتة تتعلق برفض زيارات مسؤولي الاحتلال الإسرائيلي إليها.
وشملت هذه الأحداث أولئك الذين يتبنون آراء مؤيدة للاحتلال، ومناهضة للفلسطينيين، ومخالفة للقرارات الدولية، وكان آخرهم السفيرة الإسرائيلية في لندن تسيفي حوتوبيلي التي احتج العشرات من النشطاء على زيارتها لإحدى المؤسسات الأكاديمية قبل يومين.
حدث آخر مشابه شهدته لندن قبل ساعات، تمثل بإعلان مجلس اليهود البريطانيين، الذي يمثل معظم الجاليات اليهودية في المملكة المتحدة، أنه طلب تأجيل زيارة رئيس حزب الصهيونية الدينية بيتسلئيل سموتريتش، بسبب ما وصفه المجلس بـ"أيديولوجيته البغيضة"، وهو ما استدرج ردود فعل غاضبة في الساحة الإسرائيلية.
تال شاليف المراسلة السياسية في موقع "ويللا" العبري، أكدت في تقريرها الذي ترجمته "عربي21" أن "مجلس اليهود البريطانيين، أحد أكبر المنظمات التمثيلية لليهود البريطانيين، الذي تأسس عام 1760، أعلن أنه سيقاطع زيارة سموتريتش إلى لندن، وخاطبوه "عد إلى طائرتك، لأنك غير مرحب بك هنا في لندن"، هكذا نشر المجلس تغريدة من حسابه الرسمي على تويتر، مع العلم أن المجلس يضم ممثلين منتخبين من معظم الجاليات اليهودية والمعابد اليهودية في بريطانيا".
وأضافت أن "مجلس يهود بريطانيا يرحب بالسياسيين الإسرائيليين من جميع أنحاء الطيف السياسي، لكن سموتريتش يعتبر استثناء، ونحن نرفض مقابلته، ونأمل أن يرفض الآخرون كذلك، مما دفع صديق سموتريتش من حزب الصهيونية الدينية، عضو الكنيست أوفير سوفير لوصف موقف المجلس اليهودي بأنه "مخز"، لأن سموتريتش زعيم حزب في إسرائيل يمثل ربع مليون ناخب يهودي، ووضع أي وصمة عار عليه يعني وضعها على جمهور إسرائيلي كبير".
مع العلم أن سموتريتش كان مقررا أن يعقد خلال زيارته إلى لندن اجتماعات مع حاخامات ورؤساء الجاليات اليهودية، ويناقش معهم قضايا مثل الهوية اليهودية والعلاقة مع دولة الاحتلال، وأثر عملية الإصلاح الجارية في اليهودية على مستقبل اندماج اليهود، الأمر الذي يثير مخاوف المجتمعات اليهودية في أوروبا، متهما الحكومة الحالية بإلحاق أضرار بالهوية اليهودية، مما سيؤثر على الشعب اليهودي بأكمله، خاصة أولئك المنتشرين في دول الشتات.
اقرأ أيضا: هيئات بريطانية تطالب حكومة جونسون بطرد عضو كنيست متطرف
لم يتوقف الاعتراض على زيارة سموتريتش إلى لندن على يهود بريطانيا، بل إن وزير الشتات الإسرائيلي نحمان شاي طالبه بالعودة، وقطع الزيارة، لأن آراءه العنصرية ليس لها مكان في أي بقعة في العالم، وليس له ما يبحث عنه هناك في المملكة المتحدة، أما نائب وزيرة الاقتصاد، الجنرال السابق يائير غولان، فلم يفوت فرصة الانضمام إلى حفلة "التشهير" بخصمه السياسي، ورحب بموقف يهود بريطانيا، متمنيا صدور مواقف مشابهة داخل دولة الاحتلال.