اقتصاد عربي

أمريكا تنتقد ضعف مشاركة الصين في "تخفيف ديون الدول الفقيرة"

 يلين: الولايات المتحدة "تأمل في رؤية مشاركة أكثر فاعلية" من قبل الصين- جيتي
يلين: الولايات المتحدة "تأمل في رؤية مشاركة أكثر فاعلية" من قبل الصين- جيتي

انتقدت الولايات المتحدة الأمريكية ضعف مشاركة الصين في مبادرة مجموعة العشرين لتخفيف الديون عن الدول الفقيرة التي لجأت إلى مزيد من الاقتراض خلال أزمة تفشي وباء كورونا.


وقالت وزيرة الخزانة الأمريكية جانيت يلين، في مقابلة مع وكالة الأنباء الفرنسية، إن مبادرة مجموعة العشرين لمساعدة الدول التي ترزح تحت أعباء الديون "لا تتقدم بسرعة كبيرة"، وإن الولايات المتحدة "تأمل في رؤية مشاركة أكثر فاعلية" من قبل الصين.

وستشارك يلين عبر الفيديو في اجتماع وزراء المالية ومحافظي البنوك المركزية لدول مجموعة العشرين الذي سينعقد في جاكرتا يومي الخميس والجمعة، ومن المتوقع أن تكون المخاوف المتصاعدة بشأن الآفاق الاقتصادية للدول النامية قضية محورية على طاولة البحث.

وتبنت مجموعة العشرين العام الماضي إطارا مشتركا لخطة تهدف إلى إعادة هيكلة الديون الكبيرة للدول الفقيرة، لكن الغموض لا يزال يحيط بهذا المشروع، حيث لم تطلب سوى ثلاث دول هي تشاد وإثيوبيا وزامبيا التفاوض حول ديونها بموجب هذه الخطة.

وحذر البنك الدولي وصندوق النقد الدولي من عواقب وخيمة في حال لم يتم تخفيف أعباء الديون لكثير من الدول.

والعقبة الرئيسية تكمن في الافتقار إلى معلومات خاصة بحجم الديون المستحقة للصين وبعض المقرضين الآخرين من قبل شركات خاصة وحكومات على حد سواء.

وقالت يلين إنه في حين أن دولا مثل الصين "وافقت على المشاركة" في المبادرة، "إلا أننا بالتأكيد نحتاج أن نتحرك بسرعة أكبر مما نحن عليه الآن (...) لتسهيل عملية تخفيف الديون من خلال الإطار المشترك بطريقة أسرع وأكثر فاعلية".

وأضافت أن المسؤولين الماليين في مجموعة العشرين هذا الأسبوع سيواصلون أيضا العمل على استراتيجيات لمساعدة الدول على التعامل مع الوباء "الذي لا يزال يمثل مشكلة كبيرة في أجزاء كثيرة من العالم".

وأكدت يلين أنهم سيركزون بالتأكيد "على الحاجة إلى مساعدة الاقتصادات ذات الدخل المنخفض وتلك المثقلة بالديون التي تتعرض لضغوط خاصة بسبب الوباء".

وكشفت أن مجموعة العشرين تعمل أيضا على تعزيز آليات تمويل من خلال صندوق النقد الدولي والبنك الدولي، وتأمين الموارد للصناديق الاستئمانية لتلبية الاحتياجات العاجلة مثل توزيع اللقاحات وجهود منع الأوبئة في المستقبل، فضلا عن معالجة قضايا المناخ.

وقالت يلين إن المسؤولين سيواصلون مناقشة تطبيق الحد الأدنى للضريبة العالمية على الشركات البالغة 15 بالمائة "في محاولة للإبقاء على الزخم".

وأشارت الى أن دول مجموعة العشرين بحاجة إلى إحراز مزيد من التقدم في الخطوات المحلية اللازمة لتطبيق الضريبة على "الشركات متعددة الجنسيات ذات الربحية العالية".

وفي الولايات المتحدة تم إدراج هذه الخطوات ضمن الحزمة التشريعية للرئيس جو بايدن لإعادة البناء التي أسقطها الجمهوريون في مجلس الشيوخ.

 

التعليقات (1)
كاظم صابر
الخميس، 17-02-2022 09:24 ص
من الصعب أخذ موافقة الصين على تخفيف ديون الدويلات الفقيرة التي استدانت من الصين إلا إذا حققت الصين مكاسب أخرى "مثل نفوذ أو سيطرة في تلك الدويلات أو مشروع فيها يخدم الصين" . لا يخفى على الصين أن الدويلات الفقيرة تتحكم فيها أدوات تابعة غير مؤهلة لإدارة كافة شؤون الحياة ربما باستثناء شؤون الاستخبارات للحفاظ على أمن أسيادها ، و لا يخفى على الصين أيضاً أن الأدوات التي تستدين منها قد تصادر الديون لتعظيم ثرواتها الشخصية أو لإرسال مبالغ الديون لأسيادها أو لأغراض أخرى و في نهاية المطاف ستكون فاتورة تسديد الديون على الشعوب مستقبلاً و ليس على الأدوات المتحكمة. كشفت السنوات الأخيرة ماهية الأغراض الأخرى لاستدانة البلدان الفقيرة فمثلاً في إحدى بلدان العالم الثالث ، أحد أعمال الأداة الأساسية هي إغراق البلد بالديون لكونه معادي للبلد و مدسوس عليه ، و بعد نيل أموال كديون من جهة ما يقيم مشاريع لا تخدم البلد نهائياً و بعض تلك الأموال يشتري بها أسلحة للجيش الفاسد و لا تحتاجها البلد و يكون قصد مهمَ من وراء صفقات الأسلحة استرضاء البلدان البائعة خدمة للأسياد و ليس خدمة للبلد المستدين . أنت لا ترى في البلدان الفقيرة استغلالاً للديون في رفع مستوى الخدمات الصحية و التعليمية و لا ترى أيضاً استحداث مشاريع إنتاجية تخفف من وطأة البطالة في صفوف الشبان القادرين أو تقوم بتوفير منتجات للمواطنين بأسعار منخفضة معقولة . و ما دام الأمر كذلك ، فالديون مثل أدوية المسكَنات تعالج الأعراض و لا تعالج أسباب المرض .