هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
كشفت صحيفة عبرية، عن
تصاعد الانتقادات داخل الطائفة الدرزية الممتدة بين سوريا والمتواجدين داخل الأراضي
الفلسطينية المحتلة؛ بسبب تبرعات جمعت بدعم من أجهزة تتبع الاحتلال.
وأوضحت صحيفة
"هآرتس" العبرية، في مقال نشرته للصحفي جاكي خوري، أن "الطائفة
الدرزية في إسرائيل أطلقت مؤخرا حملة لجمع التبرعات لدروز سوريا، رافقها نقاش عام
واسع، وخلافات داخل الطائفة وانتقادات في سوريا، بسبب تحويل المساعدة بدعم من إسرائيل،
وهو ما يمكن أن يضر بالدروز في سوريا".
وكشفت أن "الزعيم
الروحي للطائفة الدرزية في إسرائيل، موفق طريف، قام بزيارة موسكو، والتقى مع شخصيات
رفيعة في وزارة الخارجية هناك حول الموضوع"، منوهة إلى أن "قرار إطلاق
حملة المساعدة تم اتخاذه الأسبوع الماضي، بعد مظاهرات جرت في جبل الدروز في محافظة
السويداء في سوريا".
وأضافت:
"المتظاهرون احتجوا على قرار النظام في سوريا، وإلغاء الدعم المالي لمنتجات
غذائية أساسية، الأمر الذي أدى إلى ارتفاع كبير في الأسعار، ومئات آلاف الأشخاص في
سوريا من طوائف مختلفة، انتقلوا إلى المنطقة في فترة الحرب، الأمر الذي زاد الضغط
على السكان، وزاد من حدة الأزمة الاقتصادية والضائقة في الدولة الممزقة".
ونوهت الصحيفة إلى أن
"أصوات الاحتجاج وصلت إلى الطائفة الدرزية في إسرائيل، وقادت إلى أزمة بسبب
تحويل مساعدة أساسية للدروز في سوريا تشمل؛ غذاء ومعدات طوارئ للشتاء وأموالا
نقدية، علما أن من قادة حملة التبرعات هم نشطاء في لجنة التواصل مع سوريا من
أوساط الطائفة الدرزية، وهي اللجنة التي يرأسها علي معدي".
وأكدت أن "هذه
التبرعات وطريقة نقلها كانت في مركز اللقاءات التي قام بها الشيخ طريف في موسكو مع
شخصيات رفيعة في وزارة الخارجية الروسية، من بينها نائب وزير الخارجية والمبعوث
الخاص في الشرق الأوسط ميخائيل بوجدانوف".
وأوضح طريف
لـ"هآرتس"، أنه "تم بحث نقل التبرعات في هذه اللقاءات، لكن سؤال: هل الحكومة السورية ستستجيب لدخول المساعدة من معبر القنيطرة، لم تتم الإجابة
عنه؟"، منوها إلى انه "طلب من الممثلين الروس إيجاد حل لهذا الأمر بسبب
تأثيرهم المباشر على دمشق".
وذكرت الصحيفة، أن
"طريف طلب مساعدة روسيا لتأمين طريق يتم عبرها نقل المساعدة لمنطقة جبل
الدروز عبر الأردن، فالنظام في سوريا يرفض بصورة قاطعة التعامل مع معبر القنيطرة
كمعبر دولي رسمي مع إسرائيل، ويمنع دخول الإسرائيليين أو البضائع عبره.
وأشارت إلى أنه
"في أوساط الدروز في سوريا، الموقف بخصوص قبول المساعدة ومسألة نقلها لسوريا
مختلفة، وهناك من الطائفة في سوريا من طلب الشيخ معدي وقف الحملة".
وحذر "مجدي
نعيم"، وهو أحد سكان مدينة السويداء، جنوب غرب سوريا، من تداعيات هذه العملية
في الساحة الداخلية، وقال في رسالة له للشيخ معدي: "سيكون لمساعدة كهذه
بتشجيع من إسرائيل وحلفائها في الطائفة، تداعيات خطيرة وستؤدي إلى استقطاب اجتماعي
وطائفي في سوريا"، مضيفا: "نحن لم نصل لمرحلة الجوع، وإلى وضع نجمع فيه
الصدقات".
كما أكد الناشط السوري
فرج صقر، أن "معظم الدروز في سوريا يعارضون إدخال مساعدة عبر إسرائيل،
وبالنسبة لنا، إسرائيل عدو، وهي تعرض نفسها كجهة إنسانية بسبب بضع شاحنات سيتم
تحويلها لسوريا".