هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قالت
صحيفة "معاريف" إن إيران تواصل محاولة تحقيق إنجازات أخرى، في الأيام
الأخيرة لمفاوضات الاتفاق النووي في فيينا، على خلفية الوضع الدولي الحساس، مشيرة
إلى أن إسرائيل تستعد منذ الآن لليوم التالي من انتهاء المفاوضات.
وأشارت
إلى أن وزير خارجية الاحتلال يائير لابيد، أكد أن اتفاقا نوويا سيئا يوشك
على التوقيع، رغم أنه ذات الاتفاق الذي وقع عام 2015، لكن الاتفاق الأخير قيد
إيران في تخصيب اليورانيوم لمدة عقد، أما بالنسبة للتوقيع الجديد فإن طهران لم تقم
بأمر واحد، كما أنها لم تغير المواعيد.
وأضاف:
"الاتفاق أبقى تاريخ النفاد لقسم كبير من القيود على إيران في 2025، لكن بعد سنتين
ونصف ستختفي القيود عن طهران، وستتمكن من إعادة عمل أجهزة الطرد المركزي المتطورة لتخصيب
اليورانيوم".
ورأى
أن "العالم لا يمكنه أن يوافق على هذه الشروط الوقحة"، مضيفا: "محظور
على العالم أن يضخ عشرات مليارات الدولارات لإيران والسماح لها بمواصلة نشر الإرهاب".
اقرأ أيضا: اعتراف إسرائيلي بفشل منع الاتفاق النووي مع إيران
وأشار
إلى أن "إسرائيل ستواصل خوض حوار حاد وعلني مع الإدارة الأمريكية، مثلما يفعل
الأصدقاء كي تتأكد من أن هذا الاتفاق ليس نهاية تامة"، مؤكدا أن الاحتلال سيواصل
"الكفاح" ضد النووي الإيراني وضد الإرهاب الإيراني، على حد قوله.
وأكد
أن الاحتلال لا يلتزم بالاتفاق النووي، وأن إسرائيل ستحمي أمنها بنفسها، مشيرا إلى
أن الاحتلال لديه جيش ولديه أجهزة استخبارات "الموساد"، وفق قوله.
وتابع:
"توجد لنا حكومة مصممة لن نتردد في العمل كي نمنع عن إيران الوصول إلى
هدفها".
قبول بالواقع
في المقابل، كشفت صحيفة عبرية، أن حكومة الاحتلال الإسرائيلي سلمت بتوقيع الاتفاق النووي بين إيران والدول العظمى، وتعمل على رسم حدود التعامل مع إيران بعد التوقيع على الاتفاق، الذي على ما يبدو أن تأثير تل أبيب على صياغة تفاصيله "هامشي".
وعقب أداء الحكومة الإسرائيلية الجديدة لليمين برئاسة نفتالي بينيت في حزيران/ يونيو الماضي، أكد مصدر إسرائيلي رفيع، أن "تأثير إسرائيل على مضمون الاتفاق الآخذ في التبلور بين إيران والدول العظمى، صفر".
وزعم أنه "لا توجد لإسرائيل الآن أي قدرة على التأثير في بنود الاتفاق النووي الذي تتم مناقشته في "فيينا"، وعمليا، في المحادثات النووية توجد فقط إمكانيتان هما؛ العودة الى الاتفاق النووي الأصلي أو أن لا تكون عودة".
تعديلات بسيطة
وأوضحت صحيفة "هآرتس" في مقال كتبه يونتان ليس، أنه "مرت سبعة أشهر حتى أصبح هذا التقدير واقعا، وخلال أيام من شأن الولايات المتحدة أن توقع مع إيران من جديد على الاتفاق الذي انسحبت منه، مع تعديلات بسيطة، مع الإشارة إلى أن تأثير إسرائيل على مضمونه، هامشي"
وذكرت أن "رئيس الحكومة وفر إطلالة على المعلومات التي جمعتها إسرائيل عن المحادثات حول الاتفاق، واعتبر أن طلب طهران رفع "الحرس الثوري" من قائمة الإرهاب، هو ذروة الوقاحة، علما بأنه من غير الواضح اذا كان سيتم شمل الطلب في الاتفاق النهائي".
وزعمت أن "المعلومات عن الطلب الإيران نقلت عبر دولة ثالثة تتفاوض مع إيران، كجزء من الجهود الدبلوماسية الكبيرة التي تبذلها إسرائيل مع كل الشركاء في الاتفاق، وطلب آخر لإيران، كشف عنه بينيت ولم تتم كما يبدو الاستجابة له، يتعلق بإغلاق ملفات تحقيق تجريها وكالة الطاقة النووية بشأن خروقات سابقة للاتفاق".
وأكدت الصحيفة أن "إسرائيل سلمت بإمكانية توقيع الاتفاق خلال بضعة أيام، وجهود الإعلام والخطابات والمقابلات التي قام بها بينيت ووزير الأمن بيني غانتس ووزير الخارجية مائير لابيد، لم تعد تتركز على محاولة التأثير على المسودات التي يتم تداولها على الطاولة، ومنظومة الدعاية في إسرائيل يتم تجنيدها الآن بالأساس لصالح اليوم الذي سيلي الاتفاق، لرسم حدود عمل إسرائيل حيال ايران في الواقع الجديد، ومحاولة تجنيد المجتمع الدولي لاتفاق أكثر أهمية إزاء إيران في اليوم الذي سينتهي فيه مفعول الاتفاق الحالي في 2030".
مصير بائس
وقال غانتس في خطابه في لجنة الأمن في "ميونيخ": "الاتفاق إذا تم التوقيع عليه، لن يكون نهاية المطاف، وهناك حاجة إلى العمل من أجل التأكد من أن ايران لن تواصل التخصيب في منشآت اخرى وزيادة الرقابة، ويجب الاهتمام، بأن مفعول الاتفاق لا يسمح لإيران بتحويل القيود إلى منتهية الصلاحية".
وشدد على أهمية "اتخاذ كل النشاطات لضمان أن إيران لن تكون دولة عتبة نووية في أي يوم من الأيام، ومحظور أن يسلم العالم بذلك، وإسرائيل لن تسلم بذلك في أي وقت"، بحسب قوله.
ولفتت "هآرتس" إلى أن "بينيت نفسه ينشغل مؤخرا في اللقاءات والمحادثات مع أعضاء كونغرس ديمقراطيين وجمهوريين، كثير منهم لا يعرفون أن جزءا جوهريا من بنود الاتفاق سينتهي مفعوله بعد سنتين ونصف، وكل الاتفاق سينتهي بعد ثماني سنوات، ما سيمكن إيران من الدفع قدما ببرنامج عملي بكامل الزخم".
وقالت: "في إسرائيل يقدرون أن هذه الرسالة من السهل فهمها وستساعد في تجنيد مؤيدين كثيرين لمحاربة إيران، وقبل بضعة أيام أرسل تقريبا 200 جمهوري من مجلس النواب رسالة للرئيس الأمريكي جو بايدن، حذروا فيها من أنه إذا لم يتم تقديم الاتفاق لمصادقة الكونغرس فإن مصيره سيكون بائس مثل مصير الاتفاق السابق".
وأشارت إلى أن "إسرائيل تبني على العضلات التي سيستعرضونها في تلة "الكابيتول" وعلى تقلبات رؤساء النظام في طهران، ويريدون زيادة حدة الرسالة في أذن شركات ودول تريد المتاجرة الآن مع إيران"، منوهة أن "الاتفاق ربما سيوقع في نهاية المطاف، ولكن من غير الواضح كم من الوقت سيصمد".