هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
تزعم المحافل الإسرائيلية أن حملة معادية تدعو الاتحاد الأوروبي لتكثيف مقاطعته للمنتجات المصنعة في المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية وشرقي القدس المحتلة، ومرتفعات الجولان.
ونقلت وسائل إعلام عن نواب بريطانيين إعلانهم مؤخرًا تلقيهم طلبات من أعضاء كنيست من حزبي العمل وميرتس، لمقاطعة الشركات التي تستثمر في الأراضي المحتلة، باعتبار أن هذه الحملة جزء من الهجوم متعدد الأنظمة الذي تواجهه إسرائيل على الساحة الدولية.
سارة هعتسني كوهين الكاتبة اليمينية ذكرت في مقالها بصحيفة إسرائيل اليوم، ترجمته "عربي21" أن "إسرائيل تتعرض منذ فترة من الوقت لحملة تلو الأخرى، بوصفها مصدر الشر الإقليمي، وفي نهاية آذار القادم سيُنشر تقرير "المبعوث الخاص للأراضي المحتلة" حيث سيتهم إسرائيل بأنها تمارس نظام الفصل العنصري ضد الفلسطينيين، وفي شهر يونيو المقبل سيصل التقرير الأول للجنة التحقيق التابعة للأمم المتحدة في أحداث مايو 2021، وهي لجنة ستحقق في الأحداث داخل وخارج إسرائيل أثناء حرب غزة".
وأضافت أن "ميزانية هذه اللجنة الأممية أكثر من ضعف الميزانية المخصصة للجنة التحقيق المرسلة إلى سوريا، واللافت أنه تم بالفعل كتابة خلاصة التقرير ومفادها أن إسرائيل مذنبة، تمييزية، عنيفة، دولة فصل عنصري، وفي الوقت نفسه تقود منظمات حقوق الإنسان حملات سامة ضد إسرائيل بشكل عام، وضد المستوطنين في الضفة الغربية على وجه الخصوص، ويتم تمويل هذه المنظمات بالملايين من الحكومات الأوروبية".
اقرأ أيضا: غضب إسرائيلي من تراجع شركة أمريكية عن الاستثمار لديهم
في الوقت ذاته، تعتبر المحافل الإسرائيلية التي تدافع عن المستوطنين بأن اتهام هؤلاء بالعنف وارتكاب الجرائم هو مقدمة لتشويه صورة إسرائيل في الرأي العام العالمي، مما يجعل الحديث عن عنف المستوطنين مجرد ذريعة، لكن "سواد الوجه" عائد لإسرائيل ذاتها، من خلال اتهامها بأنها ترتكب جرائم بالتلويث البيئي في الضفة الغربية، مستفيدة من حملة المناخ العالمي، لصالح تشويه سمعتها، ويتهمونها بقمع الأقليات، خاصة بعد هبة فلسطينيي48 في مايو 2021.
مع العلم أن هذه الاتهامات الإسرائيلية للمنظمات الحقوقية التي تشوه صورتها في العالم، لا تتوقف هنا فقط، بل تصل إلى المنظومة السياسية الإسرائيلية ذاتها، بزعم أن الحكومة وجهات الاختصاص في تل أبيب لا تعمل لمواجهة هذه الحملات المعادية، ولا تملك أي استراتيجية، ولا أدوات ولا رغبة في التصدي لهذه الحملات، بدليل أن يبادر أعضاء كنيست من الائتلاف الحكومي لمقاطعة الشركات الإسرائيلية.
هذا العجز الإسرائيلي الرسمي في مواجهة منظمات حقوق الإنسان الدولية دفع أوساطا إسرائيلية للتأكيد بأن الحديث لا يدور عن "طلقة في القدم فقط، بل عملية بتر حقيقية"، مما يشكل ضربة قاتلة لإسرائيل ككل، لأنها غير موجودة عملياً، وهذا بدوره يعبد الطريق أمام جنرالاتها للمحكمة الجنائية الدولية في لاهاي.
للاطلاع إلى النص الأصلي (هنا)