هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
يعود حزب المؤتمر الشعبي العام في اليمن، إلى الواجهة، بالتزامن مع الترتيبات الجارية لإحياء دوره، وسط موجة الانقسام التي تعصف به منذ سنوات.
ففي محافظة شبوة، شرق البلاد، افتتح الأحد، مقرا جديدا للمكتب السياسي التابع لما تسمى "المقاومة الوطنية" التي يقودها طارق صالح، في خطوة لا تحظى بقبول قيادات في حزب المؤتمر، كون ذلك، يعمق من حالة الانقسام بداخله، ويعزز من حدة الاستقطاب السياسي من أطراف عدة داخلية وخارجية، وفق مراقبين.
ويعد المقر الجديد للمكتب السياسي التي يترأسه نجل شقيق صالح، الذي تشكل كذراع سياسي لما تسمى "المقاومة الوطنية" ( تشكيلات عسكرية غير نظامية تمولها دولة الإمارات)، أول فرع له لممارسة نشاطه السياسي خارج منطقة الساحل الغربي من محافظة تعز، جنوب غرب، التي تنتشر فيها تشكيلات المقاومة منذ العام 2018.
اقرأ أيضا: "المؤتمر الشعبي العام" اليمني.. هل يعود إلى السلطة؟
وجاءت هذه الخطوة من نجل شقيق صالح، بعد أسابيع من هجوم شنته قيادات حزب المؤتمر، في صنعاء المتحالفة مع الحوثيين على كل المنشقين عنه، ووصفتهم بـ"المرتزقة".
وقال الحزب في بيان صدر في وقت سابق من الشهر الجاري، إن المواقف والتصريحات التي تصدر ممن ينتحلون صفة العضوية في المؤتمر ويسيئون إليه وإلى قيادته في صنعاء بشكل متكرر سواء أكانوا من المرتزقة في الخارج أو من مرضى النفوس في الداخل، لا يمثلون إلا أنفسهم ولا علاقة لها بالحزب.
وأضاف بيان حزب المؤتمر (الجناح المتحالف مع الحوثي والذي يمثل الكتلة الأكبر من الأجنحة الأخرى)، أن مرتزقة وعملاء دول تحالف ما وصفه "العدوان" المتواجدين في الخارج والذين يتم استخدامهم من قبل التحالف ودولة لتحقيق أهدافهم باتوا مكشوفين ومعروفين بسيماهم ومواقفهم لدى غالبية أبناء شعبنا اليمني.
وشدد على أن العلاقة القوية التي تربط بين قيادات المؤتمر الشعبي العام وقيادة "أنصارالله" (الحوثي) هي علاقة استراتيجية، لن تؤثر فيها حملات واساءات مرتزقة وعملاء العدوان ولا ألاعيب الخونة والمندسين في الداخل، كونها مرتبطة بقضية مقدسة وهي الدفاع عن اليمن وشعبه ووحدته وسيادته واستقلاله.
ويشهد حزب المؤتمر تشظيا وانقساما غير مسبوق، منذ اندلاع ثورة 11 شباط/ فبراير في العام 2011، مرورا بما يعرف بـ"الانقلاب الذي قاده الحوثيون خريف 2014، وصولا إلى أحداث كانون الأول/ ديسمبر 2017، التي انتهت بمقتل زعيم الحزب صالح".
"خائنة ومصالح خاصة"
من جانبه، قال القيادي في حزب المؤتمر، عادل الشجاع، إن البيان الذي صدر منسوبا للمؤتمر الشعبي العام لا يعبر عن الحزب ذاته.
وأضاف في تصريح لـ"عربي21": إننا نعلم والجميع يعلم بأن القيادة التي مهرت هذا البيان باسمها كانت جزءا من المؤامرة على رئيس المؤتمر (علي صالح) والأمين العام (عارف الزوكا) وساهمت في قتلهما والزج بالآلاف من كوادر المؤتمر في سجون مليشيات الحوثي.
وبحسب الشجاع، فإن "هذا الكلام لا يأتي في سياق الاتهامات، بل يأتي من صدق الواقع"، مؤكدا أن "قيادة المؤتمر المتمثلة برئيس المؤتمر الزعيم علي عبدالله صالح والأمين العام عارف الزوكا فضت الشراكة مع الحوثي بعد أن أدركت أن هذه المليشيات تكرس هدم الدولة وتعادي النظام الجمهوري وتقود اليمنيين إلى حروب دائمة وترفض مشاركتهم في صنع السلام".
وأشار إلى أن "مبادئ الانتفاضة ( في إشارة إلى المعارك التي دارت قبل مقتل صالح في ديسمبر/كانون أول 2017 وانتهت بمقتل صالح والزوكا على يد الخوثيين) على الحوثي واضحة".
وتابع الأكاديمي الشجاع بأن "أهم تلك المبادئ فك الشراكة مع مليشيا الحوثي والتي كلفت الحزب قتل رئيسه وأمينه العام وعدد من كوادر وقواعد الحزب.
وقال: "لكن تلك القيادة التي أصدرت البيان هي من استمرت في خدمة مليشيات الحوثي رغما عن قرار الحزب".
ووصفها بأنها "قيادة خانت مبادئ الحزب ولوائحه التنظيمية وأصبحت جزءا من المشروع المعادي للنظام الجمهوري وجزءا من العدوان الداخلي على شعبنا اليمني وشريكة في تجريف الدولة ومؤسساتها وتجريف المال العام والوظيفة العامة.
واعتبر أن البيان ( الصادر عن الحزب في صنعاء) "يعبر عن رغبات ومتطلبات مليشيا الحوثي ومن يعمل في خدمتها وخدمة أهدافها ولا يعبر عن المؤتمر الشعبي العام ذلك الحزب الوطني الجمهوري لا من قريب أو بعيد".
اقرأ أيضا: تجدد مساعي "لملمة" حزب المؤتمر اليمني.. هل تنجح؟
وفي ما يتعلق في الحراك التنظيمي في محافظة شبوة أيضا، أوضح الشجاع، وهو سياسي وقيادي بالحزب مقيم في الخارج أن "لا علاقة له بالحزب، لأن المؤتمر حزب وطني يمتد بامتداد الخارطة الوطنية، ولا ينطلق من منطلقات مناطقية".
ولفت إلى أن "ما يجري في شبوة أو في غيرها من المحافظات هو تسابق على رهن قرار حزب المؤتمر لهذه الجهة أو تلك".
وأكد أنه "ليس في أجندة المؤتمر الصراع مع أي طرف من الأطراف"، مبينا أن "من يبحثون عن مصالح خاصة أو سلطة هم الذين يقزمون المؤتمر ويحولونه إلى كتل متناثرة تعادي الكيانات بحسب ثقلها في المنطقة التي يوجد فيها هذا الكيان أو ذاك".
وحول اللقاءات التي جرت مع رئيس مجلس النواب، سلطان البركاني خلال هذا الشهر، قال إن "لقاء البركاني ليس لقاء تنظيميا، وإنما لقاء ضيافة يقوم بها رئيس مجلس النواب مع جميع من يأتون إلى القاهرة".
وأردف قائلا: "فلو كان لقاء تنظيميا لكان أيضا مع القيادات المتواجدة في القاهرة".
وبحسب السياسي والأكاديمي الشجاع، فإن "اللقاءات التنظيمية للمؤتمر توقفت منذ ٢٠١٩، وما نسمع عنه من لقاءات فهي لقاءات تقوم على الشللية وليست لقاءات تنظيمية تحكمها اللوائح والأنظمة".
وكان البركاني قد التقى في وقت سابق من شباط/ فبراير الجاري، بقيادات من فرع المؤتمر في محافظة مأرب، بمقر إقامته في القاهرة، فيما يقوم حاليا، بزيارة للولايات المتحدة، دون أجندة واضحة للزيارة ذاتها.
وذكر الشجاع وهو عضو الأمانة العامة في حزب المؤتمر أن "المؤتمر يظل حزبا كبيرا وبوصفه حزبا وطنيا تظل تتجاذبه المصالح الخاصة باسم الوطن..لكنه في نهاية الأمر سيجبر الجميع على الامتثال للوائح والانظمة".
وأكد أن هناك "قيادات شابة تتبلور ولديها استراتيجية مستقبلية للحزب سيكون لها الكلمة الفصل في قادم الأيام وستسقط كل المصالح الشخصية"، مشددا على أن "المؤتمر مصلحة وطنية ومفتوح على كل القوى السياسية ولن يكون بندق إجار لأي جماعة أو جهة في أي يوم من الأيام".
ويشهد حزب المؤتمر تشظيا وانقساما غير مسبوق، منذ اندلاع ثورة 11 شباط/ فبراير في العام 2011، مرورا بما يعرف بـ"الانقلاب الذي قاده الحوثيون خريف 2014، وصولا إلى أحداث كانون الأول/ ديسمبر 2017، التي انتهت بمقتل زعيم الحزب صالح".
وبعد مقتل صالح، انقسم الحزب إلى تيارات عدة، الأول "موال للحوثي في صنعاء"، والثاني "محسوب على نجله أحمد"، بالإضافة إلى تيار ثالث موال للرئيس عبدربه منصور هادي.