كتب

العرب في استراتيجيات الهيمنة الأمريكية.. المقدمات والمآلات

موقع العرب في السياسات الأمريكية.. قراءة في الرؤية والمآلات- (عربي21)
موقع العرب في السياسات الأمريكية.. قراءة في الرؤية والمآلات- (عربي21)

الكتاب: العرب في استراتيجيات الهيمنة الأمريكية (1991- 2008)
الكاتب: فوزية الفرجاني
الناشر: المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، الدوحة- يوليو 2021.


شهد العالم بعد الحرب الباردة (1974- 1989) بعض التحولات مقارنة بما كان عليه أثناءها، وهي تحولات أثرت في العلاقات بين الدول، وأثارت مسائل متعلقة بالهويات، والثقافات، والصلات بينها. وقد برزت الولايات المتحدة، في هذا السياق، قطبًا وحيدًا متفوقًا عسكريًا واقتصاديًا، ولذلك سعت إلى فرض هيمنتها بشتى صنوف القوة، وكانت المنطقة العربية في الواقع الكوني الجديد مجالًا حيويًا لتلك الهيمنة.

أصدر المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، ضمن سلسلة أطروحات الدكتوراه، كتاب "العرب في استراتيجيات الهيمنة الأمريكية (1991- 2008)"، للباحثة التونسية فوزية الفرجاني، الحاصلة على الدكتوراه في اللغة والآداب والحضارة العربية، من كلية الآداب والعلوم الإنسانية بصفاقس. وقد جاء الكتاب في 464 صفحة، من القطع المتوسط، درست فيه، الباحثة، موضوع الهيمنة الأمريكية واستراتيجيتها، محاولة بمنهج متعدد الزوايا المساهمة في موضوع خلافي بين الباحثين من ذوي التخصصات العلمية المتنوعة. 

ربما أول ما يتبادر إلى الذهن هو السؤال عن مرد اختيار تلك الفترة تحديدًا لدراستها، وهو ما أجابت عنه، الفرجاني، في مقدمة بحثها، حيث قالت "إن عام 1991 يعتبر من الأعوام المفصلية في التاريخ المعاصر، مهدت له حوادث شديدة الخطورة على استقرار العالم وتوازنه، فقبله بعامين كان السقوط المدوي لجدار برلين (1989)، وقبله بعام واحد اجتاح الجيش العراقي دولة الكويت، أما في هذا العام، فقد تفكك الاتحاد السوفياتي، وأعلنت الولايات المتحدة الحرب على العراق". ص (13)

أما عام 2008، ففيه انتهت ولاية جورج بوش الإبن، وبدأت ولاية باراك أوباما، الذي تعهد في خطاب القسم، كانون الثاني (يناير) 2009، بإعادة النظر في علاقات الولايات المتحدة بالعالم وقضاياه الكبرى، من خلال العمل على تدشين مرحلة جيوسياسية جديدة، فكان القرار بمغادرة الجيوش الأمريكية العراق أول الوفاء بهذه العهود.

الهيمنة الأمريكية واستراتيجيتها

قسمت، الباحثة، الكتاب إلى أربعة أقسام، يتألف كل منهم إلى فصلين. جاء القسم الأول "الهيمنة الأمريكية واستراتيجيتها: بحث في السياسات والمقاربات" بمثابة إطار نظري للكتاب. ففي الفصل الأول "الهيمنة الأمريكية: سياقات وأطروحات" بدأت الفرجاني، بمدخل تاريخي عن الهيمنة في تاريخ الاقتصاد السياسي العالمي، ثم سعت إلى وضع موضوع الهيمنة الأمريكية في سياقه النظري، من خلال محورين، اهتم الأول بدراسة السياق النظري الذي يقارب الهيمنة الأمريكية، فيما عُني الثاني بالنظر في تعريفات الهيمنة، التي حددها بعض المختصين، ومحاولة الوقوف على أبرز خصائص الهيمنة مقارنة بأنظمة أخرى، مثل النظام الإمبراطوري والنظام "أحادي القطبية". 

وأشارت، الفرجاني، إلى تمييز آدم واتسون، بين الإمبراطورية، بوصفها الحكم المباشر الذي ينهض به مركز امبراطوري تجاه الأتباع، والهيمنة باعتبارها قدرة قوة ما على فرض قواعد العلاقات الخارجية بين الدول مع تركها مستقلة خارجيًا.

تناولت، الفرجاني، بالبحث مختلف مقاربات الإمبراطورية الأمريكية، تحليلًا ونقدًا واستشرافًا، وأوضحت أن أطروحة الإمبراطورية الأمريكية، هي في الحقيقة أطروحات مختلفة يوحد بينها السعي إلى إثبات أن الولايات المتحدة إمبراطورية، لذلك وردت صور هذه الإمبراطورية مختلفة جغرافيًا وأيديولوجيًا وتوصيفًا وتقييمًا.

سعت، الفرجاني، في الفصل الثاني "الاستراتيجيا: تعريفات وأصناف" إلى وضع كلمة الاستراتيجيا في إطارها النظري، وتعريف ماهية الاستراتيجيا، وما هي الاستراتيجية الكبرى، وأشارت، فرجاني، إلى أن البحث في الاستراتيجيا وأنواعها يساعد على تقييم ملامح الهيمنة الأمريكية، ومختلف موارد القوة التي ترتكز عليها.

استخلصت، فرجاني، من دراستها لتعريفات الاستراتيجية الكبرى، أنها فلسفة تعتبر الإنسان قادرًا على صنع التاريخ، وأنها ملازمة للقوة، وتسعى لتوظيف الوسائل والموارد لتتلاءم مع الأهداف المرسومة مسبقًا. أما أهدافها، فربما تكون ضيقة وتخدم مصلحة دولة عظمى واحدة، وربما تمتد لتشمل مصالح الدول الكبرى المتحالفة، فضلًا عن أنها تعنى بالمدى الطويل، وقد تشمل عقودًا من الزمن.

الولايات المتحدة ومجالاتها بعد الحرب الباردة

ضم القسم الثاني فصلين، في الفصل الثالث "الولايات المتحدة والعالم في أثناء الحرب الباردة وبعدها" سعت، الباحثة، لوضع المشروع الهيمني الأمريكي في سياقه التاريخي، وأشارت إلى أن الهيمنة الأمريكية لم تبدأ بعد الحرب الباردة، وإنما مع نهاية الحرب العالمية الثانية، عام 1945، فيما امتدت جذور، هذه السياسة، إلى الفترة الممتدة بين عامي 1913- 1920 بعد التنافس الجيوسياسي بين الولايات المتحدة وألمانيا، من أجل خلافة بريطانيا في القيادة العامة. كما أشارت إلى أن المشروع لم ينتهي بعد الحرب الباردة، بل اتخذ منعرجًا واضحًا نحو الهيمنة الأحادية: سير الولايات المتحدة بمفردها في بسط هيمنتها، متجاهلة حلفاءها التي كانت تتعاون معهم في مرحلة الحرب الباردة. ص (149).

رأى الكثير من الدارسين أن الولايات المتحدة كانت تملك استراتيجيا كبرى في الحرب الباردة، وهي استراتيجيا قائمة على الاحتواء (Containment)، ولكنها انتقلت، بعد الحرب الباردة، إلى استراتيجيا لا تقل تناسقًا عن استراتيجية الاحتواء، يمكن توضيحها من خلال "الوثائق الاستراتيجية" التي تركها جورج بوش الأب، وتشمل هذه الاستراتيجية الركائز الأربعة: ما أسماه قبضة الحديد المخملية: وتعني جيش أكبر بكثير مما تدعو الحاجة إليه، مع مجاملة المنافسين السياسيين لتجنب حرب باردة جديدة. والسعي إلى تغيير العالم من أجل جعله شبيهًا، سياسيًا، بالولايات المتحدة، من خلال نشر الديمقراطية والتصورات الغربية لحقوق الانسان، واقتصاديًا، من خلال دفعه إلى تبني العولمة وليبرالية السوق. وأخيرًا التصدي للدول المعادية ومنعها من امتلاك أسلحة الدمار الشامل.

 

مصطلح "الشرق الأوسط" غير متطابق مع مرجعه الجغرافي، الذي يتغير بحسب الاستعمال. إنه مفرغ من كل مضمون قومي أو ثقافي أو حضاري، ولذلك يسهل ملؤه بمواصفات مختلفة وفق مقصد مطلقي الاسم، فهو قومي عربي حينًا، وحضاري ديني (إسلامي) حينًا آخر، وهو كذلك جديد يلبي مصالح الأولياء من جهة، وعصي ينبغي ترويضه وإخضاعه ليكون جديدًا من جهة أخرى.

 



جدير بالذكر أن بعض المشككين في تفجيرات 11 سبتمبر، يستخدمون هذه الوثيقة، التي أشارت لضرورة حدوث بيرل هاربر جديدة ليتسنى للولايات المتحدة المضي قدمًا في تنفيذ أجندتها السياسية الخارجية، لبيان ضلوع الولايات المتحدة في التفجيرات. 

نظرًا لما يثيره مصطلح "الشرق الأوسط" من إشكالات، خصصت، فرجاني، الفصل الرابع "الشرق الأوسط في الجغرافيا السياسية الجديدة" للنظر في مكانة الشرق الأوسط في الرؤية الأمريكية، والبحث في جذورها، وقراءتها قراءة تفكيكية، من خلال آليتين، الأولى تتمثل في دراسة أوجهه الثلاثة، الدال، والمدلول، والمرجع، والثانية مقارنته بمصطلحات يمكن أن تكون بديلة منه، مثال العالم العربي، والمنطقة العربية.

وأوضحت، الفرجاني، إن مصطلح "الشرق الأوسط" غير متطابق مع مرجعه الجغرافي، الذي يتغير بحسب الاستعمال. إنه مفرغ من كل مضمون قومي أو ثقافي أو حضاري، ولذلك يسهل ملؤه بمواصفات مختلفة وفق مقصد مطلقي الاسم، فهو قومي عربي حينًا، وحضاري ديني (إسلامي) حينًا آخر، وهو كذلك جديد يلبي مصالح الأولياء من جهة، وعصي ينبغي ترويضه وإخضاعه ليكون جديدًا من جهة أخرى. ص (173)

حرب الخليج الثانية واستراتيجيات الهيمنة

أكدت، الفرجاني، في بداية القسم الثالث أنه لا يمكن فصل حرب الخليج الثانية عن المشروع السياسي الأمريكي الرامي إلى الهيمنة على الشرق الأوسط. ولذا خصصت، الفرجاني، الفصل الخامس "حرب الخليج الثانية: السياقات والتصورات" لدراسة حرب الخليج في مراحل التصور والإعداد، وأشارت إلى تعدد وجوهها، فهي حرب حضارية ذات طابع اقتصادي، تذكر بالحروب الاستعمارية زمن الامبراطوريات الأوروبية، وأضافت، أنها ربما تكون كذلك نتيجة تعدد وجوه الولايات المتحدة، في أثناء هذه الحرب، كدولة وصية على الحضارة الكونية، وإمبراطورية تسعى إلى تمديد مصالحها وإدامتها في الشرق الأوسط.

أكدت، الفرجاني، على أن دراسة حرب الخليج الثانية، في الاستراتيجيا الكبرى الأمريكية، تقضي الإجابة على أسئلة أساسية: متى بدأت الحرب؟ كيف أُديرت؟ متى انتهت أو متى تنتهي؟ وأضافت، أن الإجابة تعني بالضرورة الاهتمام بهذه الحرب كما تصورها العقل الاستراتيجي الأميركي، وخطط لها منذ السبعينات والثمانينات، ضمن خطة احتلال منابع النفط العربية، التي رسمت سيناريوهات مختلفة لشن "حرب طاقة في الخليج"، وهي سيناريوهات مندرجة ضمن سيناريوهات أوسع للتدخل الأميركي في العالم الثالث.

بيد أن السياسة الأمريكية، تجاه منطقة الخليج، لم تكن قائمة على الحاجة إلى حماية حق/حرية الوصول إلى النفط فحسب، بل لعب الاستقرار الإقليمي ومصالح النظام العالمي الجديد دورًا في هذه السياسة، وهو ما دفع، الباحثة، لدراسة النظام العالمي الجديد وصلته المباشرة بحرب الخليج، وبعض أبعاده الجيوسياسية والإمبريالية.

في الفصل السادس "حرب الخليج الثانية: الأهداف والأدوات"، بحثت، الفرجاني، في أهداف الحرب المعلنة والخفية، وخلصت إلى أن أهداف الحرب متعددة الوجوه، ولكنها تتلخص في تصريح الرئيس بوش المتعلق بهدف حرب الخليج، كما فسره لعائلات الجنود في جورجيا، حين قال: إن إحدى نتائج هذه الحرب ستكون "ما سنقوله سيكون". ص (281)

انتقلت، الفرجاني، بعد ذلك لدراسة وسائل القوة التي استخدمتها الولايات المتحدة في مختلف جبهاتها العسكرية، والدبلوماسية والاقتصادية، والدعائية.  ثم سعت لتقييم الاستراتيجيا الأمريكية في هذه الحرب، التي رأت أنها كانت ناجحة، ولكنها دشنت مرحلة من الكراهية، غير مسبوقة، في العلاقات العربية ـ الأمريكية.

11 أيلول/ سبتمبر وأطروحة "من ليس معنا فهو ضدنا" 

استهلت، الفرجاني، الفصل السابع "الرواية الرسمية الأمريكية لتفجيرات 11 أيلول وتداعيتها"، بتوضيح لماذا اختارت البحث في الحادي عشر من سبتمبر وأطروحة "من ليس معنا فهو ضدنا"، بقولها "إن هذا الاختيار يعكس محاولة النظر في استراتيجيات الهيمنة الأمريكية على العرب في سياق الحرب على الإرهاب، ومحاولة تقييم بعض ملامح العقل الأميركي من خلال تجربة محددة، هي هذه الحرب". ص (316) 

بدأ، الفصل، بمقدمة سياقية تاريخية درست فيها، الكاتبة، دور المحافظين الجدد في التخطيط للتفوق الأميركي في تسعينيات القرن الماضي، ودور أسامة بن لادن، وجماعته في إعلان الحرب على الولايات المتحدة من جهة أخرى. ثم انتقلت لدراسة خلفيات التبني الرسمي للأطروحة وتداعيته، وأوضحت أن تبني إدارة الرئيس بوش أطروحة "من ليس معنا فهو ضدنا" كان في خدمة المسار الإقناعي بضرورة شن الحرب على الإرهاب، وضرورة اصطفاف دول العالم إلى جانب الولايات المتحدة.

استعرضت فرجاني الجهود الرسمية لخوض الحرب على الإرهاب في بُعديها العسكري، والفكري، واكتفت بالإشارة إلى الجانب الدفاعي، لأنه يعنى بحماية التراب الأمريكي، وهو موضوع بعيد عن سياق بحثها. وفي نهاية الفصل تساءلت، الفرجاني، لماذا أدت الاستراتيجيا الأمريكية للحرب على الإرهاب إلى نتائج عكسية؟ ولماذا انتشر الإرهاب والإرهابيون على الرغم من الجهود المبذولة في محاربته؟ هل الخلل كامن في الاستراتيجيا التي اعتمدتها أمريكا، أم في تزامن محاربة الإرهاب مع التعدي على سيادة دولتين مستقلتين (أفغانستان والعراق)؟

بدأت، الباحثة، الفصل الثامن "الجهود غير الرسمية وتداعيتها بيان المثقفين الستين أٌنموذجًا" بتعريف بيان المثقفين الستين، والذي حمل عنوان "لماذا نقاتل؟"، وصدر عن معهد القيم الأمريكية في 12 فبراير 2002، وأشارت إلى أن أغلب موقّعي البيان هم من المحافظين التقليدين الذين لا يهتمون بالسياسة الخارجية، أو من المحافظين الجدد الذين يكون الاهتمام بالسياسة الخارجية ذا أولوية عندهم، لكن المشترك بينهم هو دعمهم بوش الابن في الحرب على الإرهاب.

 

لماذا أدت الاستراتيجيا الأمريكية للحرب على الإرهاب إلى نتائج عكسية؟ ولماذا انتشر الإرهاب والإرهابيون على الرغم من الجهود المبذولة في محاربته؟ هل الخلل كامن في الاستراتيجيا التي اعتمدتها أمريكا، أم في تزامن محاربة الإرهاب مع التعدي على سيادة دولتين مستقلتين (أفغانستان والعراق)؟

 


وقد سعت الباحثة، في هذا الفصل، إلى قراءة، هذا البيان، قراءة تحليلية تفكيكية، فدرسته كخطاب سياسي، ثم كخطاب استدلالي، وأخيرًا كخطاب لاهوتي. ورأت من خلال هذه القراءة أن هدف هذا البيان هو كسب معركة الراي العام في البلدان ذات الأغلبية لمسلمة، وتوجيه العقول والقلوب من خلال الدفاع عن "عدالة الحرب على الإرهاب".

انتقلت، الفرجاني، للبحث في الردود العربية على البيان، ومجالات التقاطع والتباعد بينها وبين البيان، وأخيرًا تناولت الباحثة آفاق الحوار بين المثقفين الأميركيين والمثقفين العرب، الذي بدأ بالحوار المكتوب ثم تمخض عن ملتقيات نظمها معهد القيم الأمريكية، والتي رأت الباحثة إن هدفه البعيد تسويغ الرؤية والمنطق الأمريكيين الرسميين.

اختتمت، الباحثة، الكتاب بجملة من النتائج، منها التأكيد على أن الهيمنة الأمريكية على العرب بعد الحرب العالمية الثانية، ليست خارج منطق التاريخ، فهي امتداد لهيمنتها عليهم في أثنائها ووريثة للإمبراطوريات الأوروبية التي هيمنت زمن الاستعمار، والتي بدورها امتداد للهيمنة الغربية على الشرق منذ أكثر من خمسة قرون.

وأخيرًا يمكن القول بأن هذا البحث جاء كمساهمة، وإضافة بحثية، في غاية الأهمية والجهد، لإلقاء الضوء على المقدمات والسياقات، والمقاصد التي هيأت للهيمنة الأمريكية مشروعًا وتجربة، والوقائع التي تجلت فيها، والاستراتيجيات والأدوات التي استخدمتها الولايات المتحدة وهي تمضي قدمًا في بسط هيمنها على المنطقة العربية. فلم يكن البحث، بحثًا نمطيًا مكررًا يكتفي بتتبع تنامي الهيمنة الأمريكية على العرب زمنيًا، بل كان بحثًا حاولت فيه الكاتبة تفكيك هذه الهيمنة وسبر أغوارها من الداخل بهدف توضيح مرتكزاتها وملامحها وتقييم استراتيجيتها.


التعليقات (1)
شجاع خالد
السبت، 12-03-2022 06:54 م
شجاع خالد بن عبدالله