هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أكد محللون أتراك، أن تركيا على أعتاب حقبة جديدة مليئة بالفرص والتهديدات بسبب الحرب الروسية على أوكرانيا.
وتواصل تركيا "سياسة التوزان" أمام الحرب الروسية على أوكرانيا، ما يمنحها موقعا متقدما في مسار الدبلوماسية بين موسكو والغرب.
تغيرات عالمية كما جرى في 11 أيلول/ سبتمبر
الكاتبة التركية كوبرا بار، في تقرير على صحيفة "خبر ترك"، نقلت عن رئيس بعثة الاتحاد الأوروبي لدى تركيا نيكولاس لاندروت، قوله إن هذه الحرب ستنتج عنها تغييرات كبيرة كما جرى بعد هجمات 11 أيلول/ سبتمبر (2001).
وأضافت أن هذه الحقبة الجديدة مليئة بالفرص والتهديدات لتركيا التي تتبنى "حيادا مواليا لأوكرانيا"، وعبّرت بذات الوقت عن موقفها الرافض للغزو الروسي.
تركيا أمام منعطف جديد مع الغرب
وتابعت بأن تركيا على وشك منعطف جديد في العلاقات مع الغرب، موضحة أن إدانة الرئيس أردوغان العلنية لروسيا، ومناوراته الدبلوماسية في منع السفن الروسية من العبور عبر المضائق، وممارسة دور الوسيط والجمع بين وزيري خارجية روسيا وأوكرانيا في أنطاليا، يزيد من مصداقية أنقرة في الغرب بشكل كبير.
وأشارت إلى أنه في الوقت الذي يشدد فيه حلف الناتو، وأوروبا صفوفهما ضد روسيا عسكريا وسياسيا، فليس من السهل عليها وضع تركيا جانبا كما السنوات الأخيرة الماضية.
اقرأ أيضا: أردوغان يسعى لاغتنام الفرصة.. هذا ما اقترحه على بوتين
ونوهت إلى أن الرئيس الأمريكي جو بايدن الذي كان ينأى بنفسه عن أردوغان منذ شهور عدة، أجرى مكالمة هاتفية معه ولم يستطيع أن يكون غير مبال للتطورات الأخيرة، وفي المستقبل يمكن الحديث عن رفع عقوبات "كاتسا"، وتلبية طلب المقاتلات "أف16".
وتابعت، بأنه ليس من الصعب عليهم المصالحة مع تركيا بعد إصلاح العلاقات الدبلوماسية مع فنزويلا والجلوس على الطاولة مع مادورو بسبب الحظر النفظي المفروض على روسيا.
وبدأت أنقرة بالفعل بإجراء تغييرات في سياستها الخارجية ما أثر على المعادلة الإقليمية قبل الحرب الأوكرانية، وتم تفكيك الكتلة المناهضة لتركيا في شرق المتوسط، وإعادة العلاقات مع الإمارات والسعودية وأرمينيا و"إسرائيل" في غضون أسابيع، ولكن كل ذلك لا يعني أن أنقرة ستوجه فجأة دفة القيادة إلى الغرب.
10 ملايين سائح روسي.. وبعض "الأوليغارشية" أعينهم على تركيا
ورأت الكاتبة بار، أن العلاقات التجارية الجديدة التي ستقام مع روسيا التي تتعرض لضغوط بسبب العقوبات الاقتصادية، تضع أمام تركيا خيارا آخر، حيث لا يوجد بلد يجذب السياح الروس في الصيف المقبل إلا تركيا بسبب حظر الطيران على روسيا من دول عدة.
وأوضحت أنه إذا تم وضع رحلات إضافية للتغلب على حظر الطيران، فإن ما يقرب من 10 ملايين روسي سيأتون إلى تركيا لقضاء عطلتهم الصيفية.
وأضافت أن تركيا ستكون بيئة آمنة لنقل الاستثمارات بالنسبة لبعض الأوليغارشية المطرودين من الدول الأوروبية، بما فيهم مالك نادي تشيلسي رومان أبراموفيتش.
الموقف التركي من روسيا قد يعمق المشاكل مع الناتو
وتساءلت الكاتبة: "عدم المشاركة في العقوبات، ومد اليد لروسيا بهذه الطريقة، ألا يزيد من المشاكل في العلاقات بين الناتو وتركيا؟".. وأجابت: "بلى. لا شك في ذلك، ولذلك نرى أن تركيا على أعتاب حقبة جديدة من الفرص والتهديدات".
الجو السياسي الداخلي بتركيا
ورأت أن الخيار الذي ستتخذه تركيا في سياستها الخارجية لن يؤثر فقط على العلاقة مع التحالف، بل أيضا على الجو السياسي في الداخل.
وتساءلت الكاتبة: "هل ستواصل الحكومة الخطاب الأمني و"البقاء القومي"، أم إنها ستطلق مرحلة جديدة أكثر ديمقراطية وحرية بتأثير الاندماج مع الغرب؟".
وذكرت أن "2022 لن يكون عاما ستجرى فيه المناقشات السياسية فقط على الفواتير والتضخم والتحالف الذي تشكله المعارضة، بل أيضا على السياسة المتبعة خارجيا".
اقرأ أيضا: صحيفة: تركيا أمام اختبار صعب بالبحر الأسود بين روسيا والناتو
حرب أوكرانيا جلبت أهمية تركيا في أمن أوروبا
الكاتب التركي طلحه كوس، في تقرير على مجلة "كريتر"، قال إن غزو روسيا لأوكرانيا، جلب إلى الواجهة أهمية تركيا من حيث الأمن الأوروبي.
وأضاف أنه في الوقت الذي يكتسب فيه موقع تركيا التي تمتلك أطول ساحل على البحر الأسود، داخل الناتو أهمية، فإن المقاربات من دول مثل بولندا ورومانيا وجمهوريات البلطيق تجاه تركيا تتعمق بشكل إيجابي.
وأشار إلى أن هذه الدول تؤكد أن تركيا من الممكن أن تلعب دورا بارزا في الأمن الأوروبي، لكن الإشكالية تبقى في الكتلة المناهضة لأنقرة داخل التكتل الأوروبي.
جهود تركيا لزيادة استقلاليتها الاستراتيجية، يقلق شريحة كبيرة من الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، حيث إن لديهم مخاوف من أن ذلك سيسهم في تقليل التزام تركيا تجاه حلفائها في الناتو، وتطوير سياسة خارجية ومنظور أمني منفصل، بحسب الكاتب.
ورأى أن قضايا مثل الأمن الغذائي وأمن الطاقة هي أيضا مجالات يمكن لتركيا المساهمة فيها من حيث الأمن الأوروبي، لا سيما مع الأزمة الأوكرانية، حيث إنه يمكنها بالمساهمة في توريد المواد الغذائية إلى أوروبا مع مزاياها اللوجستية.
وأشار إلى أن تركيا تحتل المرتبة الـ11 بالإنتاج الزراعي عالميا، والمرتبة الثالثة في أوروبا، ومن حيث الطاقة أصبح لديها ميزة في مصادر الطاقة المتجددة والنفط والغاز الطبيعي.
وأكد أنه بعد الأزمة الأوكرانية، سيكتسب تدفق الطاقة من الشرق الأوسط أهمية كبيرة، وتعتبر تركيا نقطة عبور لذلك.